شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الشاعر عدنان محمد العوامي))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه الكرام، يأبى سعادة الشيخ عبد المقصود إلا أن يتوِّجني منذ أن لقيته لأول مرة وتشرفت بإلقاء قصيدة بين يديه وإلى الآن وهو يلاحقني بأفضاله الجمة، فأتركه وحسن ظنه وابدأ بقصيدتي فليعذرني الأخوة الحضور فهم يستحقون أن تهدى لهم لالئ الخليج.. لكننا الآن في زمن عدم فيه حتى المحار، لدي تحية لجدة ولوجوهكم الطاهرة، هذه مقدمة لقصيدتي في الشيخ الجشي..
((خذني لجدَّة))
خذني لجدة أيُّها الركب
فأنا وربك مدنف صبُّ
خذني لأهلٍ في شواطئها
شروى الغمائم نُبلهم سكب
صِيد بَهالِيل، عباقرة
غُرٌّ وخوجه فيهمُ القطب
زهر الوجوه تكاد من شرف
أقدامهم فوق السهى تربو
أهل كرام لا تخالهم
إلا الندى فأديمهم خصبُ
سيانِ يافعهم وراشدهم
رضعوا المكارم قبل أن يحبوا
قاماتهم كالسنديان علا
ومراحهم كصدورهم، رحب
وجباههم يا طول ما ألفت
ألق السنا فكأنها الشهب
وأكفهم يا طول ما هطلت
منها الهبات كأنها السحب
في عالم نضبت روافده
ومشى عليه الجدب فالجدب
رحلت غوادي المزن نائية
عن أفقه وتيبس العشب
حتى الأمان خبت بشائره
وذوت رؤاه فأوحش الدرب
ونزا الذئاب على منائره
اللَّه حين يكبر الذئب!
حين الخوارج تستبيح دمي
في النهروان ليفزع الغرب
وتشب مكة والرياض لظىً
حتى توحد ربها العرب
وبكل ناحية يُطَل دم
وبكل صقع معول ندب
لولا الكواكب من هنا وهنا
لُمَع يضيء بضوئها السهب
لأغاب فينا اليأس خنجره
مما نرى ولأطبق الجب
* * *
خذني لجدة غير متئد
فأنا لأهلي مدنف صب
خذني على أكتاف راحلة
شهباء ترجف تحتها الهضب
خذني إليها موجفاً عجلا
فلها يدّق بأضلعي قلب
فإن اعتذرت فإن راحلتي
شوقي القديم ورائدي الحب
ما حاجتي للرحل يحملني
لأحبتي لولا النوى الصعب
أهلي وإن شطّت بأربعهم
وبيَ الفدافد فالهوى قرب
ما بين جدة والقطيف مدى
أو لا فأين الهدب والهدب
كلتاهما جفنان بينهما
عين وقلب ضمه خلب
وهذه قصيدة أخرى:
ضفاف الهوى غنِّي الحبيب المغيَّبا
عسى العاشقَ المفتون أن يتَأوَّبا
سلا الظِّل مسفوحاً على الماء مترَفا
ووهج السنا مُلقى على الرمل مُتعبا
وملَّ الهوى لوناً على النخل مهرقا
ورَوْحاً كرَوْح المترفاتِ محببا
وجافَى بمخضلّ الضفاف أحبةً
تعشَّقَهم حتى اكتوى وتعذّبا
وغنَّاهمُ بَوْحَ اليراعين أحرفا
ألذَّ من المجنون سحراً وأعذبا
وما زال مشبوبَ الخيال، إذا شَدا
جرى العطرُ في رملِ الضفافِ فأعْشَبا
كأني بشطآنِ الخليجِ ترشفتْ
زُلالاً على شَبّابتيه مذوَّبا
إذا مدَّ في مهوى السراب شِراعَه
وعارضَ بالموجِ المعاندِ مَرْكَبا
أراك فتىً فوقَ العُبابِ مشمِّراً
يضمُّ على المجدافِ كَفًّا مدرَّبا
يطارحُ فوقَ اليمِ نجماً ونَوْرَساً
ويُؤنسُ تحتَ الليلِ قِلعاً وكَوْكبا
وإن جدَّ خلف الفاتنات يراعه
يَجُوسُ عليهن الخباءَ المُطنّبا
أسأل هوى يُوري الحُشاشات وهجه
وإن كانَ عُذْرِي العَفاف مُهذَّبا
يعيشُ بأجفانِ المِلاح مُهرَّبا
وماذا يكونُ العشقُ إلا مهربا؟
فعاشقةٌ تخفيهِ تحت وسادِها
ووالهةٌ تبقيه سِراً مغيّبا
كأنَّ الهوى كأسٌ عليه مُقَدّرٌ
يُعَلُّ به أو أن يلام، ويُعتبا
فإن نسي النَّهدَ الصبيّ مُرفهاً
وتابَ عن الثغرِ الشهيّ مطيّبا
فما نسي الرملَ الحبيبَ مبعثِرَا
عليه رعافُ الْمحجرينِ مخضّبا
* * *
على الرَّبَواتِ الفيحِ أرسَى خباءَه
يسامرُ ديجوراً ويُسْهِرُ غيهبا
وفوق رُبى دارين ألقى رحالَه
يطنِّب للعشاقِ في الشمسِ مَضْرِبا
ومرّ على الأحساءِ يشكو جراحَه
وسيَّر من يبرينَ للعطرِ موكِبا
وأودع في سيف المنامة مَرةً
حشاهُ فما ألفاهُ إلا مُلبّبا
ومد الخطى يسقي على الوجدِ فَدْفَداً
وينضحُ جلموداً ويخصبُ سَبْسَبَا
ويشكو الهوى الممطولَ أهدابَ نخلةٍ
وجدولَ فيروزٍ على الرملِ مُسْهَبا
فلم يثنِ عن دربِ المحبينَ خطوةً
ولم يبغِ عَنْ وهجِ الصباباتِ مَهْرَبا
فبلَّغَ نجداً من رؤى الخانِ صبوةً
وحيَّا على ضوءِ المنارةِ يَثْرِبا
ومدَّ جناحاً في ذرى الشامِ، وانْثنى
يُنفِّضُ في شمسِ الكَنانةِ مَنْكَبا
وحينَ لَوَى حولَ المشاعرِ زنده
طوى في الحنايا زمزماً، والمُحَصَّبا
* * *
مضى كعمود الصبح فاجتاز مشرقاً
يذرذر فيه الضوءَ واحتلَ مَغْرِبا
إلى أنْ رمى فوقَ الفراتِ جناحَه
وأخلد يستهدي الرصافةَ ملعبا
وكنا حسبناه المقيم على الهوى
فما تاب عن ليلَى ولا مَلّ زينبا
ولا بارحتْ (باب الشمال) خيالَه
ولا الكوتُ و (الدستورُ) تلهو به الصَّبا
ولكنه ألقى على النهرِ جَفْنه
وأغفى كما أغفى المسهدُ مُوصَبا
ترشف سلسالِ الفراتِ فلم يُسِغ
عليه على طيبِ المواردِ مَشْرَبا
وعنَّته آرامُ هناكَ فلم يردْ
سواهن آراماً، ولم يهوَ ربربا
لك اللَّه يا عهد الصبابة رده
علينا فكم سقنا لعينيه مَعْتَبَا
جفانا ولم تبرح قوافيه بيننا
ترش علينا الياسمينَ مُرَطَّبا
وخاصَمنا والحبُّ بينَ ضلوعِنا
برغمِ الليالِي ما استكنّ ولا خَبا
فهاديه يا ريح الجنوبِ تحيةً
على البعدِ أصبى من شذاكِ وأخْلَبا
وناديه ألا يستبدّ به النوى
وإن جفتِ الشطآنُ، واغبرتِ الربى
فما زال في الآذانِ نَبْضاً مُهْدْهداً
حفيًّا، وفي الأجفان ضوءاً منقَّبا
عريف الحفل: إذن نختتم هذه الكلمات بكلمة للأستاذ قطيف بن عبد الله الجشي فليتفضل..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :668  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .