شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ عبد الله بن علي يوسف السيف))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
القطيف الواحة تسنمت لها على ساحل الخليج موقعاً متميزاً منذ عهود سحيقة كانت مرتعاً لأمم وشعوب مروا بها، كان آخرها قبيلة عبد القيس العربية قبيل ظهور فجر الإسلام، موقعها الساحلي وضعها على خارطة التجار منذ عهود موغلة في القدم تلاحقت فيها أفكار انصهرت في بوتقة قطيفية جعلتها واحدة من حواضر جزيرة العرب قبلة للاغتراف من فكرها ومن خيراتها:
يمرون بالدهناء خفافاً عيابهم
ويخرجن من دارين بُجر الحقائب
ارتبطت القطيف منذ دخولها الإسلام فأنار جنباتها بعلاقة خاصة ببيت النبي صلى الله عليه وسلم، وتفتر السنون والقطيف قلعة وثغر من ثغور الإسلام العتيدة وحاضرة يستظل بفيئها طالب علم، القطيف كانت مرتعاً خصباً منذ الجاهلية وهذا الجاحظ يسمعنا وشأن عبد القيس عجيب كأنهم عند محاربة غياد تفرقوا فرقة وقعت في عمان وشرق عمان وفرقة وقعت في البحرين وشرق البحرين أشعر قبيل في العرب ولم يكونوا كذلك حين كانوا في سرة البادية ومعدن الفصاحة، تقلبت في عهود التاريخ وكانت عمالقة في الشعر تبرز من بين جنباتها فلا تغيب عن ذاكرة التاريخ أسماء طرفة وخاله المتلمس والمثقب والممزق وثعلب العبديين والأعور الشني وعيسى الخطي ومهذب الدين القطيفي والسكوني العبدي والحسن بن ثابت في العهود اللاحقة قمم في الشعر لهم إضافات في ديوانه الخالي، وليس الخطي الشيخ جعفر إلا علماً وفارساً في حلباته وديوانه يشهد بذلك أن من أهم ما يجمع بين شعراء القطيف في الغابر والحاضر أنهم نشأوا في بيئة علمية أو قريب منها، العلم الديني موسوعة يلم بها طالبه في مراحله المختلفة، والشعر والأدب يأخذ من تلك العلوم مساحة واسعة، يبدأ مع الطالب منذ تعلمه الخط وإلى الشواهد في النحو والبلاغة والتفسير والحديث وهي كم هائل تصقل حسَّ من له ملكة الشعر، في هذه البيئة رأى أستاذنا الكبير ـ حفظه الله ـ النور في عام 1344هـ والده واحد من علماء الإسلام العظام في وقته مجتهد فقيه شاعر مبدع حمل أعباء القضاء ردحاً من الزمن، إن السيادة القطيفية البارزة عليها في نهايات القرن الثالث عشر وبدايات القرن الرابع عشر، مع وجود رمزي للسلطة التركية مثل متنفساً لأهل القطيف أن يتسع التعليم الديني بدون قيود حتى بلغت لتكون النموذج المصغر من حاضرة العلم الكبرى لدى شيعة أهل البيت النجف الأشرف، بكثرة علمائها وحلقات التدريس العالي البحث الخارج المقدم لتنمية ملكة الاجتهاد في الفقه وأصوله وبقية العلوم القرآنية والسنّة المطهرة، ولم تكن الصلات بينها وبين النجف إلا رافداً حيوياً في سموق مكانتها فبرز فيها فطاحل في العلم والدين وأستاذنا واحد منهم، في هذه البيئة العلمية الأدبية تقلب متعلماً توزع تحصيله بين أمه القطيف والنجف حين فارق أحبته إليها مع والده وهو في عهد النضارة والصبا وكانت حياته فيها مستمرة وقد سمعت منه أنه كان لا يفارق المكتبات العامة في أوقات الراحة من الدرس الحوزوي، قاده ولعه بالمكتبات أن يدير بعضها بدون مقابل كي يكون محيطاً بأسفارها وهو القارئ النهم، وإلى جانبه دائماً المنجد ليستبين به معنى ما انغلق عليه من ألفاظ، إن النجف في ذلك الوقت كانت لها سلطة دينية وسياسية على جميع العراق وسكانها أغلبهم شيعة بل امتد نفوذها إلى جميع الأقطار الإسلامية فكان في مدارسها ينبغ العالم والكاتب والأديب والسياسي، عرفت حراكاً أدبياً خرج من رحمه مؤسسات أدبية كالرابطة الأدبية التي كان أستاذنا أحد العاملين الناشطين فيها، وكان في صف أعلام الشعر السيد الهاشمي والشيخ اليعقوبي والسيد الحبوبي والجواهري ومحيي الدين كانوا حتى نهايات القرن الرابع عشر وبعضهم امتد به العمر حتى قرننا هذا الخامس عشر، وألقى عصا ترحاله في القطيف عام 1368هـ ليبدأ مرحلة العطاء الثر في الشعر والكتابة في الأدب والتاريخ على أسس من التحديث مستمداً ذلك من مدرسة النجف الأدبية التي مثلها أولئك العظام والمدارس الأخرى في مصر والشام، كانت القطيف تتلقف ما تلفظه مطابع العرب من إنتاج تلك المدارس على شكل دوريات، وكان الأستاذ ينفق جلّ ماله على شراء ما يقع عليه تحت يده، وكانت البحرين ومكتباتها رافداً يستنير منه عطش الأدب في القطيف وهو فارس في الخدمات الاجتماعية، فإليه بالمشاركة مع لفيف من الشباب ينسب تعليم البنات في القطيف قبل أن تلج الحكومة هذا الخضم، وكانت ريادته في تهيئة طالب العلم النظامي ممن لا يقدرون عليه الشيء الكثير، كان حسه إنسانياً ولعلّ هذا من أحد أسباب تأخره في الزواج حتى لا يعيق البيت والأولاد هذه النشاطات الإنسانية، كانت فترة إقامته في الرياض موظفاً في مصلحة العمل والعمال تابعة لوزارة المالية قبل أن تكون وزارة مستقلة عطاءً إنسانياً مستمراً لكل طالب عون من أهل وطنه، الطالب يسخر علاقاته ليسهل عليه الالتحاق في التعليم الجامعي وكان وقتها في جامعة الرياض، أو الابتعاث للخارج لمتابعة أوراقه وكل من قادته رجله إلى القطيف كان منزل الأستاذ بيته ويجد عنده العون والنصح، إنسانية محلقة قل نظيرها، وإني إذ أسجل هذه الشهادة من خالي الدكتور عبد الجليل السيف وهو قد عايش هذه الحاتمية من الأستاذ، يقول الخال حفظه الله كنت أستيقظ وأنا أتابع أوراق ابتعاثي التي تأخرت في تقديمها ويكون الأستاذ غادر إلى عمله فأجد في ثوبي شيئاً من المال، الأستاذ يظن أني في حاجة إليه في تنقلاتي من وإلى الوزارة وقتها وهو بذلك يتخلق بأخلاق أئمته حين قال يقول الإمام الحسن يقول لطالب الحاجة اكتبها في ورقة وادفعها لي كي يحفظ له كرامته من ذل السؤال، وله ريادة في تأسيس وتنظيم وزارة العمل قبل إنشائها وفي وضع نظام العمل والعمال الأول قبل الثمانينيات من القرن المنصرم، وقد حدثني أن نظام التأمينات الاجتماعية كانت له نسخة في نهاية السبعينيات شارك في وضعها وقد تأخر اعتماده حتى التسعينات من القرن الماضي، وكان قدر أستاذنا الكبير أن لا يقر له قرار فيهيم على وجهة مرة أخرى نيفاً وعشرين سنة، غادر 1390هـ وعاد 1413هـ قضاها مقيماً في العراق تأخذه رجله في سفر إلى شرق الدنيا وغربها لم ينقطع فيه عطاؤه الشعري أو الأدبي أو الإنساني، مساهماته امتدت على الأرض التي وطأتها قدمه، يغرد في عالم الأدب في منتدياتها في المربد مثالاً وفي غير بلاد العرب حيث لفظت بلاد العرب أبناءها فارين مهاجرين كانت لهم نشاطات أدبية يحفظون بها لغتهم من الضياع ويؤسسون لهم ثوابت عروبية في غربتهم، وهنا وهناك وحيث حط الإنسان، الأستاذ له عطاؤه الدائم عطاء إنساني يدفعه ولهاً بوطنه، عرفته لم يغلق بابه أمام أحد، يضع داره وكان يقطنها وحده قبل زواجه منتصف التسعينات من القرن الماضي في خدمة أهل وطنه، وكانت لا تغلق أمام أحد وتكتحل أعيننا بمقدمه عام 1413هـ وقد ألقى بعصا ترحاله وهو بيننا ننعم بعلمه وأدبه علماً من أعلامنا الذي نجد في تكريمه تكريماً للقطيف كلها، وإننا حملنا من قبل وسام الرياض بتكريمه في الجنادرية هذا العام، وفي تكريمه تكرّم القطيف وها نحن نقدم لكم شكر القطيف جميعها على هذه الالتفاتة الإنسانية العظيمة إلى إنسان عظيم من هذا الوطن..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عبد المقصود خوجه: أنا أقدم الأستاذ عدنان العوامي، اترك الابن الأستاذ قطيف والحلو يأتي في الآخر ولا يغضب علي الأخوان الأستاذان عبد العزيز السيف وعدنان العوامي، يسعدني أن أتكلم عنه كلمتين صغيرتين، شاعر فحل، ومع الأسف أنا أعترف لم أكن أعرف عنه قبل أن سمعته من سنة أو سنتين تقريباً. والفرصة واتتني وأنا سعيد أن أقرأ شعره ولست بالناقد ولكنني كقارئ أستطيع أن أقول إنني قرأت شعراً أحزنني وشدني إليه ووجدت شعراً أصيلاً، ومن الصعب أن نجده في كثير من الشعر الذي يجري على ألسنة شعرائنا الكبار..
أمامي اليوم هذان الجزآن من تحقيق شاعرنا أستاذنا الكبير السيد عدنان محمد العوامي، وهذان الجزآن هما تحقيق ديوان البحر الخطي للشاعر الفحل المعروف ولا أدري متى يرى هذان الجزآن النور في هذه المنطقة ونقرأهما، سأسعى للحصول على نسخ من هذين الجزأين لأضعها بين أيديكم إن شاء الله في المستقبل القريب، هذه نسخة هدية لي ومن هنا يتضح لكم أن الأستاذ عدنان العوامي شاعر فحل، لأن من يتصدى لتحقيق ديوان البحر الخطي لا بد أن يكون في هذه الفحولة وهذه العظمة من الشعر، أترككم الآن مع الشاعر المجيد الشاعر الكبير عدنان العوامي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :718  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج