(( كلمة الأستاذ عبد المقصود خوجه ))
|
ثم ألقى الأستاذ محمد سعيد طيب نيابة عن المحتفي الكلمة التالية: |
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
|
- وبعد، فأحييكم وأرحب بكم جميعاً نيابة عن أخي الأستاذ عبد المقصود خوجه، الذي اضطر للتوجه للمدينة المنورة عصر هذا اليوم لظرف يتعلق بتدهور صحي خطير تعرضت له صحة خاله المقيم بالمدينة المنورة، ولقد تشاور الأخ الأستاذ عبد المقصود معي ومع صديقي الأستاذ الدكتور عبد الله منّاع في الأمر فكان رأيي ورأي أخي الدكتور منّاع أن يؤجل الحفل إلى موعد آخر يتفق عليه، إلا أنه أصرَّ على أن يظل كل شيء على ما أُعِد له، معتبراً أن هذا المنتدى ليس ملكاً له وإنما هو للجميع، لا أراه الله ما يكره ورد غُربته عن بيته وأهله ومحبّيه. |
|
- وكان الأخ الكريم قد أعدّ لهذه المناسبة الجليلة كلمة يسرني إلقاؤها نيابة عنه. |
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وسيد الأولين والآخرين، الرسول الأمين، محمد بن عبد الله الهادي إلى الحق والمنير سبيل الرشاد والداعي إلى خير الدارين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. |
- أصحاب الفضيلة شيوخنا الأجلاّء، وعلماءنا الأفاضل وأساتذتنا الكبار أعضاء المجمع الفقهي الإِسلامي، أصحاب المعالي والسعادة، ضيوفنا الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يَطيب لي في هذه الليلة المباركة، التي نجتمع فيها على خير ما يجتمع عليه الناس ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله والتفكر في أحوال المسلمين والتحاور حول قضاياهم وشؤونهم وشجونهم، أن أُرحب بكم أجمل وأجلّ ترحيب في هذه الدار التي تُشرق الليلة بهذه الكوكبة الكريمة من فقهاء المسلمين وعلمائهم الأجلاّء، فنتشرف بوجودهم ونسعد بلقائهم ونهنأ بأنفاسهم الطيبة الذاكرة الشاكرة، كما يطيب لي أن أتوجه بالشكر الجزيل لهم على تفضّلهم بتلبية دعوة "الاثنينية" التي نعقدها الليلة قبل موعدها المعتاد استجابة لظروفهم، واتفاقاً مع أوقاتهم المزدحمة بأعمال دورتهم الثالثة التي سيختتمونها غداً، لقد أثرَونا بهذه الساعات العزيزة من وقتهم، فلنستثمرها في خير ما تُستثمر به مثل هذه الساعات استماعاً إليهم وحواراً معهم فيما يشغل الأمة الإِسلامية في مختلف بقاعها وأوطانها أفادنا الله وإياكم بطيب ما يُقال وجزاهم الله عنا وعنكم خير الجزاء. |
- أصحاب الفضيلة: لقد كانت إرادة خير تلك التي تلاقى عليها زعماء وقادة العالم الإِسلامي في قمتهم الثالثة التي عُقدت في رحاب البيت الطاهر بمكة المكرمة ما بين التاسع عشر والثاني والعشرين من ربيع الأول من عام ألف وأربعمائة وواحد للهجرة، عندما قرروا إنشاء مجمع الفقه الإِسلامي ليتولى دراسة مشكلات الحياة المعاصرة والاجتهاد فيها اجتهاداً أصيلاً فاعلاً، يهدف إلى تقديم الحلول النابعة من التراث الإِسلامي والمتفتحة على تطور الفكر الإِسلامي وعرض الشريعة الإِسلامية عرضاً صحيحاً وإبراز مزاياها وبيان قدرتها الفذّة في معالجة المشكلات الإنسانية المعاصرة وفي تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا وفي الآخرة وفق تصور شامل يهتم بالإسلام كله، فما أحوج العالم الإِسلامي والمسلمين إلى مجمع كهذا يُبين الحق من الضلال، والحرام من الحلال، والصحيح من الزائف، فينصح الأمة ويعينها ويوجهها إلى خيرها وفلاحها ويكون عِلْمها وعَلَمها الذي يخفق بـ "لا إله إلا الله" فينقي طريق أمة الإسلام من الشوائب والانحرافات ويفتح أمامها سبيل تقدمها ورفعتها لتكون كما أرادها الله تعالى خير أمة أخرجت للناس. |
- ولأن تلك الإرادة كانت إرادة خير وصلاح فقد باركها الله ورعَتْها عنايته، إذ سرعان ما عُقدت أولى دورات هذا المجمع الجليل ما بين السادس والعشرين إلى التاسع والعشرين من شهر صفر من عام ألف وأربعمائة وخمسة ليبدأ بالنهوض لمواجهة مسؤولياته ومهامه في البحث والدرس والإفتاء والاجتهاد في قضايا المسلمين المعاصرة، والتحديات التي تواجههم كقضايا الإسلام العالمي والإسلام في مواجهة دعاة الحروب، والإسلام والقوميات المتعارضة، والإسلام في مواجهة العنصرية، والجهاد والحرب التحريرية، والكفاية والعدل، والتعاون الاقتصادي المتكافئ، والتعايش والحوار والشورى. |
- ومع النجاحات المبكرة التي أخذ يحققها مجمعكم الفقهي الكريم أخذ العالم الإِسلامي وأبناؤه ينتظرون لقاءكم السنوي هذا عاماً بعد عام، ليستقي منه الحلول لمشاكِلِه والفتاوى في قضاياه ملتمساً بذلك المخارج من أزماته، فبدينكم وعلمكم بكتاب الله وسُنة رسوله كنتم العقل المستنير لهذه الأمة، وبإخلاصكم وحرصكم كنتم القلب لها، وبنقاء إيمانكم وتوجهكم كنتم الضمير الحي فيها. |
- أصحاب الفضيلة: لقد جاهدتم بعلمكم واجتهادكم خير جهاد، وبذلتم في سبيل خيرِ أمة الإسلام أفضل البذل وأبرّه، وما زال أمامكم الكثير، وما زالت الأمة الإِسلامية تنتظر منكم الكثير في مواجهة قضاياها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فالدين علم وعمل وآخرة ودنيا، أعانكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم، وقبل أن أختتم كلمتي هذه أكرر شكري وتقديري لتلبيتكم هذه الدعوة، سائلاً الله أن يوفقكم وأن يهدي بكم إلى طريق الحق والخير والرشاد، وأن يوفق الأمة الإِسلامية ويُعينها على بلوغ أهدافها وغاياتها. |
- أيها الإخوة الكرام، ستكون هذه آخر "اثنينية" لهذا العام أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بأخلص الشكر وأعمق التقدير لكل من تفضل بالحضور والمشاركة، كما يسرني أن أتقدم بأخلص التهاني وأطيب التمنيات بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك جعله الله شهراً مباركاً وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
- أصحاب الفضيلة، أصحاب المعالي، أيها الحفل الكريم، ونحن إذ نرحب بضيوفنا الأجلاّء في أمسيتنا هذه الطيبة إن شاء الله نود أن نسترعي انتباهكم إلى أنه اختصاراً للوقت وحفاظاً على إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المحاورين مع ضيوفنا الأجلاّء هذه الليلة، فإنه قد حُددت الكلمات المُلقاة في أمسية هذه الليلة بثلاث كلمات هي لمعالي الشيخ أحمد محمد صلاح جمجوم والشيخ الأستاذ أحمد محمد جمال وسماحة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة. |
|
|