شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد العزيز الرفاعي الشاعر
في رأي الأستاذ الدكتور عبد الله عسيلان
كتب الأستاذ الدكتور عبد الله عسيلان مقالاً في الأربعاء الأسبوعي بتاريخ 29/3/14هـ تحت عنوان "الرفاعي عاشق الحرف والتراث" تحدث فيه عن كثير من الجوانب المضيئة في سيرة الرفاعي – رحمه الله – والذي يهمنا هنا ما كتبه عن شعر عبد العزيز الرفاعي.
قال الدكتور العسيلان: - ومن مواهبه – أي عبد العزيز الرفاعي – العديدة التي يتمتع بها موهبة الشعر التي لا يعرفها عنه إلا القليل. وله شعر جزيل رصين، فيه أصداء حالمة، وهمسات رقيقة، ولا يخلو من ومضات عميقة، ولمحات إبداعية، وتجارب شعورية تعبر عن وجدان صادق، وأحاسيس فياضة بالقيم والمثل العليا، وهو جانب بارز في شخصيته – يرحمه الله -، ويتجلى ذلك في ديوانه "ظلال ولا أغصان"، ويحسن بي أن أعرض بعض اللوحات الشعرية من هذا الديوان تبرز هذا الجانب من شخصيته، ولست أقصد فيها إلى الدراسة الأدبية الفنية، وإنما قصدت مجرد العرض السريع.
والرفاعي كان يتعشق القيم ويهفو إليها، وإلى ما يشع في جنباتها من صفاء وحب، وتواضع وبذل وعطاء.. كما تهفو إلى الضياء تلك الفراشة التي تغنى بها في إحدى قصائده إذ يقول:
وفي السهول التي أرخت غلائلها
أهوى التواضع ما أسماه في الوادي
يهوي الضياء كما تهوينه حَفـِلاً
فترتمين بشوق المصحر الصـادي
ومن خلال تفاعله مع شجرة الصبَّارة يبرز هذا الحب بالمثل العليا، يبرز الثبات، والعزيمة الصُّلبة في الشدائد ومواجهة الصعاب، ويبرز الصبر وعاقبته الحميدة، بل يبرز المعدن الصافي الأصيل، الذي يعلي شأن صاحبه، ويجعله دائماً وأبداً مرموق المكان.
لا تأبهي كوني كصلد الصخر ثابتة الجنان
كالريح تهزأ بالرُّبا بالدَّوحِ ذات العنفوان
كالقفر مرَّ بـه الزمـان فمـا درى خطـو الزمـان
لوذي بصبرك وارقبي طيـب المجانـي (1)
الصـبر من شيـم الكـرام إذا تناءى عـن جبـان
والمعـدن الصافي الأصيـل يظـل مرمـوق المكـان
وفي الأصداء الحزينة تطالعنا تلك الروح التي تأبى الزيف، ولا يغويها بريقها الخادع، ولا غرو فصاحبها يملك قلباً يشع بالضياء، ويجد نفسه وأنسه وسلواه في إشراقة الروح بالمثل والقيم العليا التي إن فقدت فقد معها كل شيء حتى السلوى والعزاء.
يا أمانيَّ إذا طال النوى
ومضى العمر وقد عـز اللقـاء
لا تخالي أن روحـاً ناقـداً
يرضى الزيف ويغريـه الطـلاء
ليس من عاش بقلب مثـل مـن
عاش لا قلب لـه أو لا ضيـاء
مثلي العليـا هـي السلـوى إذا
عزَّ في الدنيا على الـحر العـزاء
وتلفَّتَ في آفاق الحياة الفسيحة فرأى تلك الكواكب النيِّرة يجتمع شتاتها ليطيب في ضوئها السمر، ويحلو الحديث، وتورق الرياض النضرة بأزاهيرها التي حان قطافها، ولكن الحياة لا تصفو فسرعان ما تتوارى الكواكب، وتصوح الرياض ويتبدد الشمل:
سبعون كم فيها تجمـع رفقـتي
وجداول الود الحميـم عـذاب
حتى إذا وشَّى الربيـع رياضهـم
ودنا القطاف وطابت الأعنـاب
ساق الزمان السرب نحو شتاتـه
فتفرقـوا وكأنـهـم أغـراب
وهكذا يبدو الرفاعي وكأنه يودع الحياة بأبياته الرائعة المتمثلة في قصيدة "سبعون" التي كانت آخر ما ألقاه في حفل تكريمه بالنادي الأدبي بجدة مساء يوم 12/10/1413هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :501  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 89 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج