شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شعر الرفاعي الحبيس بين الأضابير
يقول الدكتور الحارثي عن شعر الرفاعي الحبيس بين الأدراج أو بين الأضابير في كتابه "عبد العزيز الرفاعي أديباً" ما يلي:
في الصفحة 165 قال: "وقد توارت – عن الدارس شعر الرفاعي – المراحل الأولى لشعره الوجداني الذي لم يصلنا. على أن هذا الشعر المفقود لم يؤثر على تحقق الاتجاه الرومانسي في شعر الرفاعي المنشور".
وفي الصفحة "191" يقول: "وضياع الشعر الوجداني الذي أسقطه الرفاعي من ديوانه، ولم ينشره لا يجعل الفرصة مواتية لجلاء الاتجاه الرومانسي عند الرفاعي بكل أبعاده وحدوده".
وفي الصفحة "211" كتب الدكتور الحارثي "غير أن غياب الشعر الوجداني الذي أنتجته مرحلة الشباب قد سبب لنا إشكالية فيما يخص تحديد المساحة الكمية والكيفية التي بسط عليها ذلك الشعر وجوده".
ولقد استوقفني في العبارات الثلاث أمران:
أحدهما: المسمى الذي أطلقه الحارثي على شعر الرفاعي في مرحلتي الصبا والشباب والذي قضى بحبسه في الأدراج والأضابير فقد سماه الدكتور في العبارة الأولى الشعر المفقود، وسماه في العبارة الثانية الشعر الذي أسقطه الرفاعي من ديوانه، وسماه في العبارة الثالثة الشعر الغائب.
فتسمية ذلك الشعر بالشعر المفقود أعتقد من وجهة نظري أنها تسمية لا تتفق مع الواقع فذلك الشعر موجود ومحفوظ مستنداً في ذلك إلى ما كتبه الرفاعي بخط يده في مقدمة ديوانه في الصفحة السادسة حيث نقرأ هذا النص:
"إنَّ معظم هذه الأشعار – إن صح أن أسميها أشعاراً – هو من زهو الصبا، ونضارة الشباب، وإن فيها شيئاً من نفحات ذلك العمر الغض الجديد، وهي نفحات تحمل مع الجدة أشياء من وثبات الشباب.. حملتها بعد الستين وقر وقاري، فقلت لها: قري حيث أنتِ".
فقوله: "قرِّي حيثُ أنتِ" دليل على وجودها وبقائها فلم تحرق ولم تمزق ولم تضع، ولكن غلب على أمرها، وقضى الرفاعي بحبسها، وتنتظر الإفراج عنها، وإطلاق سراحها، وأعتقد أن موعد ذلك قريب جداً.
أما تسمية ذلك الشعر بالشعر الذي أسقطه الرفاعي من ديوانه فذلك يتنافى مع ما قصده الرفاعـي من حجب تلك الأشعار، وعدم اختيارها ضمن مجموعته الشعرية الأولى حيث نجد جملة "أسقطه من ديوانه" تعني أن تلك الأشعار كانت ضمن ديوانه فقام بإلغائها وحذفها من ذلك الديوان وهذا غير صحيح، فالأشعار مثار النقاش لم تكن أصلاً ضمن القصائد التي تم اختيارها لتمثل الديوان، صحيح أن القصائد الوجدانية التي تمثل مرحلتي الصبا والشباب كانت ضمن مجموعة القصائد الكلية التي تمثل عبد العزيز الرفاعي في جميع مراحله، واختار وانتقى منها ما راق له، واطمأنت إليه نفسه فأصدره ديواناً، وظلت بقية القصائد محفوظة في حرز أمين منتظرة بفارغ الصبر قرار إطلاق سراحها.
أما تسمية ذلك الشعر في الفقرة الثالثة بالشعر الغائب فقد يكون لهذه التسمية جانب من الصحة بالنسبة لمن لم يطلع على أصل تلك الأشعار ولم يسبق له قراءتها والاحتفاظ بشيء منها فهي في حكم الغائب بالنسبة لهؤلاء، أما الذين يعرفون مخبأها فإنها معلومة لديهم، حاضرة في أذهانهم، عائشة في وجدانهم.
أما الأمر الثاني فهو التناقض في آراء الدكتور الحارثي حول غياب شعر مرحلتي الصبا والشباب عن التواجد في ديوان "ظلال ولا أغصان" وكما أثر ذلك على الدارسين فقال في القفرة الأولى:
"على أن هذا الشعر المفقود لم يؤثر على تحقيق الاتجاه الرومانسي في شعر الرفاعي المنشور".
وفي الفقرة الثانية قال الدكتور الحارثي: "وضياع الشعر الوجداني الذي أسقطه الرفاعي من ديوانه، ولم ينشره، لا يجعل الفرصة مواتية لجلاء الاتجاه الرومانسي عند الرفاعي بكل أبعاده وحدوده".
وفي الفقرة الثالثة يقول الدكتور الحارثي: "غير أن غياب الشعر الوجداني الذي أنتجته مرحلة الشباب قد سبب لنا إشكالية فيما يخص تحديد المساحة الكمية والكيفية التي بسط عليها ذلك الشعر وجوده".
فأي هذه الآراء الثلاثة التي أتى بها الدكتور محمد مريسي الحارثي عند الحديث عن أثر غياب الشعر الوجداني "الرومانسي" عند دراسة شعر عبد العزيز الرفاعي وآراؤه الثلاثة هي:
1- إن عدم وجود الشعر الوجداني لمرحلة الصبا والشباب لا يؤثر على تحقيق الاتجاه الرومانسي في شعر الرفاعي وبعبارة أخرى أن قصائد الديوان فيها ما يغني لتحقيق الاتجاه الرومانسي.
2- إن عدم وجود هذا الشعر قلل من إمكانية تحقيق الاتجاه الرومانسي في شعر الرفاعي.
3- إن عدم وجود هذا الشعر سبب حرجاً شديداً للدارسين بحيث وجدوا أنفسهم في طريق مغلق لم يستطيعوا معه تحديد المدى الذي يمكن أن يحتويه الاتجاه الرومانسي في شعر الرفاعي.
وعدم ترجيح الدكتور الحارثي لأحد هذه الآراء يثير قلقاً في الفهم عند المتلقي وكان الأولى بالدكتور أن يكتفي برأي واحد يرى أنه الأصوب.
والخلاصة أن الدكتور محمد مريسي الحارثي قد قال كلمته الصادقة في شعر عبد العزيز الرفاعي وأشاد به، وبفضله وبنهجه وأدبه، وأنه رغم شكواه ورغم نظرته المتشائمة فإنه يحاول في كل مرة أن يجلو ذلك التشاؤم بالرجوع إلى الله طلباً للرحمة والمغفرة واتباع الصراط المستقيم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :529  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 86 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .