ما له بلبـل الريـاض الـذي غَنَّـى زمانـا يعـاف صـوغ الأغانـي |
ما لـه:؟ لحنه من الطـل أنـدى |
إن مشى الطلُّ في ربيـع الجنـان |
ما له ..؟ وهـو إن شـدا تخـرس الطـير احتفـاء بعبقـريِّ المثانـى |
وتواصت سواجع الأيـك، فـي |
الأيك: أصغي لرائـع الألحـان |
ما لـه اليوم لا يريـق الأغانـي |
عذبة في مسامع الأزمـان |
* * * |
قال: إن البلابـل اليـوم تنـأى |
عازفاتٍ عـن عالـمٍ الغربـان |
همها أن تعيش في الروض |
غناءً خلواً ينساب في الوجـدان |
والغراب الخسيس ينعب في |
القصر، همُّه أن يعيش للديـدان |
إيه:شتان بـين صـوتٍ تمجُّـه |
الأذنُ ولحـنٍ يطيـب لـلآذان |
قـال: إن الأجـواء يملؤهــا |
الرعبُ ما بين مـارج ودخـان |
وقُساةُ القلـوب قـد وزعـوا |
الموت رشاشا يطوف بالأكـوان |
أترى أنت في ضجيج الصواريـخ |
مكانـا يصـم صـوتَ البيـان |
* * * |
يا سراج القريـض، لا يسكـت |
البلبل حتى الحبيس في القضبـانِ |
أرسـل اللحـنَ وامـلأ الجـوَّ |
غناءً عذباً يهُـزُّ سمـعَ الزمـانِ |
إن سـرَّ الغِنَاءِ أن يرفـع الشـ |
ـجو ويجلو كوامـن الأحـزان |
لا تدعنـا نعيش في زمـن الـذُّ |
عْرِ خليـين من رقيـق المعانـي |
إن معنى الحياة، أن يلتقـي |
الضدان، الخوف في ركاب الأمانِ |
فاصـدح الآن بالأغاريـد |
لكيمـا يشيـع السلام للإنسان |
خلِّ عتـبي يا شاعـر الوجـدانِ |
فلقد جف نبع شاعـر الأغصان |