أنا مـا التفـتُّ إليـكَ يا أمسـي |
غذَّ الشراعَ وراح لم يُرْسِ |
أحدو الصَّباحَ وأرفو مـن أشعتِـهِ |
عمري وأعرفُ أنَّه يمسـي |
الليـل مركبـة عنـدي يواكبُهـا |
حلمُ الصَّبـاحِ وطلعـةُ الشمـس |
والليـلُ مزرعةٌ للـوردِ موسُمهـا |
في مهرجان الهَوى أو زفَّـةِ الغـرس |
لا تقنطوا إنَّ كأسِي في مَرارتِها |
بعضُ الصَّبابةِ كانتْ مِلأهَا كاسـي |
خلوا الضَّبابـةَ أحسوهـا مروَّقـةً |
هذي الصبابةُ قد طابتْ بها نفسـي |
* * * |
يا رافعَ البأسِ عن أيـوب معجـزةً |
هلا رفعت بفضل منك عـن بأسـي |
ولستُ أيوبَ لكـن من ضراعتِـهِ |
عندي أفانين من جهـر ومن همـس |
وليس لي صبره أو لي مكانتـه |
لكنني مثلُـه مـا مِلـْتُ لليـأسِ |
إذا سرت دعواتي في معارجها |
وجدت عندك ينبوعاً مـن القـدس |
وَاسِ الجراحَ فما للبائسـين سـوى |
يديك أرجوهما كي يرفعـا بؤسـي |