شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مربط الفرس فهرسة الديوان
قسم عبد العزيز الرفاعي – رحمه الله – ديوانه الذي أصدره قبل وفاته بسنة، والموسوم بـ "ظلال ولا أغصان" إلى ستة أقسام؛ قسم للمقدمة التي افتتح بها مجموعته الشعرية، وخمسة أقسام للقصائد المختارة من أشعاره التي نظمها خلال سني حياته وهي:
1- ظلال الدعاء.
2- ظلال الوجدان.
3- ظلال الطبيعة.
4- ظلال المناسبات.
5- ظلال الصداقة.
ولو أمعنا الفكر لاكتشفنا أن الظلال في الأقسام الخمسة قد انتمت إلى أشياء معنوية غير محسوسة أي إنها نسبت إلى أشياء غير مادية لا ظل لها، ولكننا نلجأ في مثل هذه الحالات إلى المجاز فنجعل ما تؤدي إليه هذه الكلمات من معانٍ هي ظلالها. فظلال الدعاء هو الالتجاء إلى الله وإذا كان الدعاء هو مخ العبادة لله فإن الذين يستكبرون عن عبادته سيدخلون جهنم داخرين، وأما ظلال الوجدان فهو الشعـور باللذة أو الشعور بالألم وظلال الوجدان عند الرفاعي هو في غالبه شعور بالألم، وظلال الطبيعة ويقصد الرفاعي علم الطبيعة وهو العلم الذي يبحث عن قوى الطبائع الأربع وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، وتأثيرها بإرادة الله فيما نُبصُره من تغيرات وتقلبات في الجو، والسطح والمناخ، ودوران الشمس والقمر، وتعاقب الليل والنهار، وغيرها، أما الطبيعة منفردة، كما وردت في القواميس العربية القديمة، فتعني السجية أو الخليقة التي جبل الإنسان عليها، وفسَّرها المعجم الوسيط تأليف مجمع اللغة العربية بالقاهرة فقال: إنها القوة السارية في الأجسام التي بها يصل الجسم إلى كماله الطبيعي، وأنا أميل إلى أن الرفاعي لم يقصد إلا علم الطبيعة، لأن أغلب مفردات القصائد الثلاث التي ذكرها في هذا القسم تعبر عن أشياء لها علاقة وثيقة بعلم الطبيعة. وأما ظلال المناسبات فهي التأثيرات التي تحدثها في نفوس الحضور، وما يتفاعل معها المشاهدون. ثم يشكلها الشعراء أبياتاً ملوَّنة تترجم تلك الظلال، ثم نختم الظلال بظلال الصداقة وهي الألفة التي تجمع بين القلوب، ومقدار ترابطها وظلالها هنا أن تكون وارفة يتفيؤها الأصدقاء، أو أن تكون ظلالاً كالغربال لا تجدي ولا تنفع لا تحول عنك حرارة الشمس ولا تمنحك وارف الظل.
ولعل عبد العزيز الرفاعي استمد ظلال ديوانه من هذه الظلال التي لا أغصان لها فعلاً ومثل هذه الظلال التي لا أغصان لها فعلاً ومثل هذا التعليل يذكرني بلغز يكثر إلقاؤه على المتسابقين وهو: ما البحر الذي لا ماء فيه؟ والجواب هو المكتوب في الخرائط الجغرافية.
وهنا يصدق قول عبد العزيز الرفاعي – رحمه الله – حين قال: "ويوشك أن يكون في الأمر شيء كالمستحيل.. ولكن هكذا كان" وفي ذات الوقت يمكننا أن نجد لتحليل الدكتور الحارثي ما يبرره عندما قال: "لعل ظلال الرفاعي التي لا تنتمي إلى محسوس هي المعادل للَّذة والمعاناة الإبداعية التي يتفيأ المبدع ظلالها". ومجموع قصائد هذه الظلال هي كالتالي:
ظلال الدعاء: قصيدتان.
ظلال الوجدان: 6 قصائد ومقطوعتان.
ظلال الطبيعة: 3 قصائد.
ظلال المناسبات: 6 قصائد.
ظلال الصداقة: 8 قصائد وثلاث مقطوعات.
المجموع: 25 قصيدة وخمس مقطوعات.
منها قصيدتان ومقطوعتان من إبداع سواه فيكون مجموع القصائد التي من إبداعه هو ثلاثاً وعشرين قصيدة ومقطوعتين في حين ذكر الدكتور أنها إحدى وعشرون قصيدة ومقطوعتان في حين ذكر الدكتور أنها إحدى وعشرون قصيدة وأربع مقطوعات وقد احتسبت المقطوعة على ما سار عليه الأولون وهي – ما كان دون عشرة أبيات.
والقصائد والمقطوعات التي ليست من نظمه، هي: مقطوعة في ظلال الوجدان من نظم الأستاذ أنس عبد الرحمن عثمان وعنوانها: "بعد ما بعد المرارة"، وفي ظلال الصداقة هناك قصيدة للشاعر الرقيق محمد عبد القادر فقيه وعنوانها: "يا شاعر الأغصان" وقصيدة للأستاذ: سراج مفتي عنوانها: "تحية وتهنئة"، ومقطوعة لمعالي الدكتور المحفوظ بن بيه وعنوانها "عزاء". غير أن الدكتور الحارثي عد قصيدة "أغنية تتمنع" ضمن ظلال الطبيعة في حين عدها الشاعر الرفاعي ضمن "ظلال الوجدان" وحجة الدكتور الحارثي كما ذكرها في كتابه "عبد العزيز الرفاعي مؤلفاً" صفحة 177 قال: "وقد كانت الطبيعة من بواعث الإلهام عن الرفاعي، نجد ذلك بشكل مباشر في قصائده "أغنية تتمنع" و "فراشة" و "كومو" و "صبارة".
ففي قصيدته "أغنية تتمنع حشد مجموعة كبيرة من مشاهد الطبيعة، وقد شكلها في لوحة وجدانية، وإن بدت مجرد منظورات طبيعية، فإنها لم تخل من أبعاد عاطفية تبدت في ثنايا تلك الأبعاد الجمالية التي وثقت علاقتها بالمدركات الحسية بشكل واضح" لكنني أرى أن حشد مفردات ذوات صلة بالطبيعة لا تسوغ للناقد أن يجعلها ضمن ظلال الطبيعة ما دام وجدان الشاعر مسيطراً عليها وبارزاً في معانيها، وإن استخدم مستعيناً بأدوات الطبيعة للتعبير عن أشجانه وأحلامه، عن أفراحه وأتراحه، وميل الشاعر إلى الاستعانة بالطبيعة أو التعلق بها إنما هو هروب من الواقع إلى عالم المجاز ليتخذ من الطبيعة معيناً له لا ينضب، يغترف منها ما يشاء للترويح عنه بما يطفئ أوار تعطشه للحقيقة التي لا يستطيع تحقيقها على أرضية الواقع.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :527  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 70 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.