عالم الأندلس ... شاعراً |
خصص المقري – المتوفى عام 1041هـ - في كتابه الكبير (نفح الطيب) الباب الخامس من كتابه الموسوعي هذا، للتعريف ببعض أعلام الأندلس الذين رحلوا إلى المشرق، واستهل كلامه بعالم الأندلس الشهير عبد الملك بن حبيب ... فذكر طرفاً من أخباره، وأشار إلى بعض مصادره. |
ومن عجيب ما ذكر عنه، أن تواليفه بلغت ألفاً...! ونقل ما قاله (محمد بن لبابة): "فقيه الأندلس: عيسى بن دينار وعالمها: عبد الملك بن حبيب، وراويها يحيى بن يحيى". وأورد له القطع الشعرية.. |
واستلفت نظري فيما ذكره المقري، ما روى له من شعر.. بل لقد قال عنه رواية عن (المطمح) أنه (كان له شعر يتكلم به متبحراً). |
إذن فقد كان هذا العالم الجليل شاعراً أيضاً.. فماذا عن شعره؟ |
ورأيت أن أرجع إلى (الأعلام) لأرى ما ذكره عنه الزركلي، لعلي أقف على مزيد من أخبار هذا الشاعر وشعره.. أما هو عالماً فقد استفاضت في ذلك أخباره.. |
عرف الزركلي (ابن حبيب) فقال: "عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي الألبيري القرطبي، أبو مروان، عالم الأندلس وفقيهها في عصره، أصله من طليطلة، من بني سليم، أو من مواليهم، ولد في ألبيرة، وسكن قرطبة، وزار مصر، ثم عاد إلى الأندلس فتوفي بقرطبة. كان عالماً بالتاريخ والأدب، رأساً في فقه المالكية، له تصانيف كثيرة قيل تزيد على ألف.. ثم سرد بعضها وأشار إلى بعض ما طبع، وإلى أماكن بعض مؤلفاته التي ما زالت مخطوطة.. |
قال أنه ولد سنة 174هـ 790م وتوفي 238هـ - 853م، واختتم تعريفه بقوله: "كان ابن لبابة يقول: عبد الملك بن حبيب عالم الأندلس، ويحيى بن يحيى عاقلها، وعيسى بن دينار فقيهها".. ثم أورد مصادره وهي كثيرة.. |
ولكن الزركلي لم يشر من قريب أو بعيد، أنه كان شاعراً. ولكنه ذكر في الهامش، الاختلاف في تاريخ وفاته، فقال نقلاً عن (جذوة المقتبس) إنه مات يوم السبت 12 ذي الحجة 239 وفي موضع آخر منه (أي من الجذوة) سنة 8 أو 239 على اختلاف فيه. |
أقول: وهنا أيضاً فاته أن يورد ما ذكره المقري، مع أنه من مراجعه؛ من أن وفاته في رمضان سنة 238 وهو ابن ثلاث وخمسين سنة.. وذلك نقلاً عن "المطمح" وهذا يعني أن مولد ابن حبيب لم يكن سنة 174هـ كما اعتمدها الزركلي بل هي سنة 185هـ، أي أن الفرق عشر سنوات! وهذا مما يستدرك على الزركلي، على دقته وسعة اطلاعه... وأود أن أتريث قليلاً عند ما رواه "النفح" من شعره: |
قال: يخاطب سلطان الاندلس: |
لا تنس لا ينسك الرحمن عاشورا |
واذكره، لا زلت في التاريخ مذكوراً |
قال النـبي، صـلاة الله تشملـه |
قولاً وجدنا عليه الحـق والنـورا |
فيمن يوسـع في إنفـاق موسمـه |
أن لا يزال بذاك العام ميسـوراً |
|
أقول: هذه القطعة عليها سمة نظم الفقهاء.. وهي القطعة الأولى وفيها التذكير بمناسبة (عاشوراء) والتوسعة فيها بالنفقة.. أما القطعة الثانية فهي قوله: |
قد طاح أمري والـذي أبتغـي |
هين علـى الرحمـن في قدرتـه |
ألف مـن الحمـر، وأقلل بهـا |
لعالم أربى على بغيته |
زرياب قد أُعْطِيها جملة |
وحرفـتي أشـرف من حرفتـه |
|
ومع هذه القطعة، لم تتحرر أيضاً من النظمية، إلا أنها أقوى في التعبير، لأنها تنفس عن بعض مشاعر هذا العالم الكبير، الذي يحس أنه أربى على بغيته، ووصل إلى درجة متفوقة في العلم والفقه والحديث والأدب والتأريخ.. لكنه يشعر بالغبن، لأنه لم يحرز تلك الجوائز السنية السخية التي كانت تعطى لغيره من أصحاب الفنون، فهذا زرياب المغني قد أحرز جائزة مقدارها ألف من الحمر.. بينما حرفة العالم أشرف من حرفة المغني.. |
ومهما يكن التعليق على هذه القطعة، ومهما يختلف الرأي فيما ينبغي أو لا ينبغي بالنسبة لهذا العالم الجليل من الزهد، أو القناعة، أو أن يقارن نفسه بالمغنيين أو الموسيقيين، وأرباب الفن، الذين يستطيعون الوصول إلى ما لا يصل إليه أرباب الوقار.. وإلا فما عسى أن يقول أمثاله اليوم، وقد أصبح لأرباب الفن والغناء شأن وأي شأن، ودخلت الكرة منافساً قوياً، واكتسحت هذه وتلك وسائل الإعلام، وحازت الجوائز السنية السخية..؟! إنني أعد هذه القطعة من شعر أبي حبيب، نفثة مصدور لم يستطع أن يكتمها.. |
وليس لنا أن نتعجل الحكم على هذا الشاعر، وهل هو شاعر حقاً أم ناظم لمجرد القطعتين اللتين سلفتا.. فلنتأمل إذن هذه القطعة الثالثة التي أوردها (النفح) فلعل الرأي فيها يختلف.. فهي من شعر الأخوانيات، أُي ما يتبادله الأصدقاء من رسائل الود.. فيها من نثر، وفيها من شعر، فقد جاءت رسالة منه إلى محمد بن سعيد الزجالي): |
كيف يطيق الشعـر من أصبحت |
حالته اليوم كحال الغَرِق |
والشعر لا يسلس إلا على |
فراغ قلـب، واتسـاع الخلـق |
فاقنـع بهذا القـول من شاعـر |
يرضى من الحـظ بأدنى العَنَـق |
فضلك قـد بـان عليـه كمـا |
بان لأهل الأرض ضوء الشفـق |
أما ذمام الود مني لكم |
فهو من المحتـوم، فيمـا سبـق! |
|
إننا نرى الشاعر هنا يتحدث حديثاً ذاتياً محضاً.. يبثه صديقه، فيعتذر إليه لأنه لم يعد يطيق الشعر، فحاله كحال الغريق. فعليه أن يرضى بما يتيسر منه.. أو ببعض كما عبر، فالعنق هنا هو أول الشجاء، وليس السير السريع، كما جاء في هامش من تعليق محمد محيي الدين عبد الحميد في النسخة التي بين يدي من النفح.. |
الروح الشاعرية عند هذا العالم الفقيه، تبدو في هذه القطعة ظاهرة.. وهي إن لم تكن قوية.. فقد اعتذر الشاعر بأن ظروفه لم تعد تسعده بالشعر، لأن الشعر لا يسلس إلا من فراغ القلب، واتساع خلق.. أما اتساع الخلق يا شيخنا فمقبول.. وأما فراغ قلب.. فالمفروض امتلاؤه بما يشغله.. ولكني – على أية حال – أدرك قصدك.. وهذا البيت تسكنه روح شعرية .. فلا غرو بعده أن وصفت نفسك بالشاعر.. ولعل هناك من يقف على أشعارك فينصفك. فكم بين الفقهاء من شعراء، حجبهم الفقه عن الشعر.. ونكتفي الآن بما قاله صاحب (المطمح): "وكان له شعر يتكلم به متبحراً، ويرى ينبوعه بذلك متفجراً!". |
وتسللت التعابير الفقهية على القطعة الرابعة التي بين يدي، وهي الأخيرة في هذا الباب من (النفح): حكى أنه قال في دخوله المشرق، وحضر مجلس بعض الأكابر فازدراه من رآه: |
لا تنظرن على جسمـي وقلتـه |
وانظر لصدري وما يحوي من السنن |
فرب ذي منظر من غـير معرفـة |
ورب من تزدريه العين ذو فطـن |
ورب لؤلؤة في عين مزبلة |
لم يلق بال لها إلاَّ إلى زمن |
|
ويبدو أن حجم العلامة الجليل كان ضئيلاً.. ولكن صدره كنز علم وسنن.. والنص هنا على السنن مهم.. فكأن الشيخ يرد به على ما ذهب إليه صاحب (مطمح الأنفس) فيما نقله عنه (المقري): "ولم يكن له علم بالحديث يعرف به صحيحه من معتله، ويفرق مستقيمه من مختله، وكان غرضه الإجازة. وأكثر رواياته غير مستجازة. قال ابن وضاح: قال إبراهيم بن المنذر: أتى صاحبكم الأندلس – يعني عبد الملك هذا – بغرارة مملوءة: فقال لي: هذا علمك؟ فقلت له: نعم. ما قرأ علي منه حرف. ولا قرأته. |
أوردت الخبر بنصه. وأرجح أن فيه تطبيعاً أو تحريفاً في أصل النسخ.. ولكن دلالته واضحة.. فصدره يقول. إن علم الشيخ بالحديث كان ضعيفاً، بل هو لا علم له فيه وإن غرضه الإجازة، ولذلك فرواياته غير مستجازة.. هذا ما يقوله صاحب (المطمح).. وهي تهمة خطيرة لعالم جليل.. يقول عن نفسه. إن صدره ممتلئ سننا وإنه لؤلؤة.. وهذا ليس مجرد زعم، بل هو ما يشهد له به تاريخه. وهذا صاحب النفح لم يدع هذه التهمة تمر دون أن يعلق عليها. أو يتصدى لها بل قال: |
قلت: أما ما ذكره من عدم معرفته بالحديث. فهو غير مسلم، وقد نقل عنه خبر غير واحـد مـن جهابذه المحدثين، نعم لأهل الأندلس غرائب لم يعرفها كثير من المحدثين حتى أن في شفاء عياض، أحاديث لم يعرف أهل المشرق النقاد مخرجها، مع اعترافهم بجلالة حفاظ الأندلس الذين نقلوها كبقيِّ بن مخلد، وابن حبيب وغيرهما على ما هو معلوم. |
وأما ما ذكره عنه بالإجازة بما في الغرارة فذلك على مذهب من يرى الإجازة، وهو مذهب مستفيض، واعتراض من اعترض عليه إنما هو بناء على القول بمنع الإجازة فاعلم ذلك.. والله سبحانه الموفق، اهـ. |
أحسن (المقري) الدفاع عن الشيخ... وبعد.. فقد بقيت كلمات على الهامش.. منها أن صاحب (النفح) استشهد بما قاله (محمد بن لبابة): "فقيه الأندلس عيسى بن دينار، وعالمها عبد الملك بن حبيب وراويها يحيى بن يحيى، فقد أورد بعد ذلك مباشرة ترجمة يحيى بن يحيى.. فأعاد هذه المقولة هكذا: "يحيى عاقل الأندلس، وعيسى بن دينار فقيهها، وعبد الملك بن حبيب عالمها... فهل يحيى هذا راويها أم عاقلها؟ إن لهذه التسمية قصة أوردها في مستهل ترجمته.. فقال: حكى أنه لما ارتحل إلى مالك (يعني ابن أنس) لازمه، فبينما هو عنده في مجلسه، مع جماعة من أصحابه إذ قال قائل: حضر الفيل. فخرج أصحاب مالك كلهم ولم يخرج يحيى. فقال له مالك: مالك لم تخرج وليس الفيل في بلادك؟ فقال: إنما جئت من الأندلس لأنظر إليك، وأتعلم من هديك وعلمك، ولم أكن لأنظر إلى الفيل، فأعجب به مالك. وقال: هذا عاقل الأندلس، ا هـ. |
إذن فلقب (عاقل الأندلس) حصل عليه يحيى بن يحيى من الإمام مالك، ولا يفتي ومالك في المدينة.. وهذا لا يمنع أن يكون عاقلها، وأنه أيضاً راويها.. وهو أبو محمد يحيى بن يحيى بن أبي عيسى بن كثير بن وسلاس الليثي ولد سنة 152هـ - 769م وتوفي بقرطبة سنة 234هـ - 849 م.. |
أما صاحب المقولة فهو محمد بن يحيى بن عمرو بن لبابة، أو عبد الله، فقيه مالكي أندلسي توفي بالاسكندرية سنة 330هـ - 942م له كتاب (المنتخبة) قال عنه الزركلي في (الأعلام) أنه ما زال مخطوطاً في خزانة تمكردت بسوس، قال عنه ابن حزم ما رأيت لمالكي كتاباً أنبل منه".. |
ترى ألا يزال هذا المخطوط (النبيل) الذي يزكيه ابن حزم مخطوطاً؟ |
وعلق على المقال الاستاذ محمد نجيب لطفي في رسالة بعث بها إلى عبد العزيز الرفاعي جاء فيها: |
بسم الله الرحمن الرحيم |
سعادة الأستاذ الكريم والأديب الفضيل/ عبد العزيز الرفاعي... حفظه الله. |
السلام عليم ورحمة الله وبركاته. |
أما بعد |
فقد اطلعت على ما كتبتم سعادتكم في بابكم "الأغر" "وللحديث شجون" تحت عنوان "عالم الاندلس شاعراً" بصدد ما ذكره صاحب "مطمح الأنفس" فيما نقله عنه المقري عن عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي الألبيري القرطبي الذي هو موضوع المقال، حيث قال عنه "ولم يكن له علم بالحديث يعرف به صحيحه من معتله ويفرق سقيمه من مختله وكان غرضه الإجازة وأكثر رواياته غير مستجازة" هكذا نقلناه بنصه. |
فدافعتم أنتم عن عالم الأندلس وشاعرها عبد الملك بن حبيب ودحضتم قول صاحب "مطمح الأنفس" حيث قلتم ما نصه "أما ما ذكره من عدم معرفته بالحديث فهو غير مسلم وقد نقل عنه خبر غير واحد من جهابذة المحدثين، نعم لأهل الأندلس غرائب لم يعرفها كثير من المحدثين حتى أن في شفاء عياض أحاديث لم يعرف أهل المشرق النقاد مخرجها، مع اعترافهم بجلالة حفاظ الأندلس الذين نقلوها كبقيٍّ بن مخلد وابن حبيب وغيرهما على ما هو معلوم والذي أعتقده هو أن ابن حبيب كما ذكر عنه صاحب "مطمح الأنفس" فيما نقله عنه المقري "لم يكن له علم بالحديث يعرف به صحيحه من سقيمه " ودليل ذلك عندي أبيات نشرت في مقالكم ذاته وهي: |
لا تنس لا ينسك الرحمن عاشورا |
واذكره، لا زلت في التاريخ مذكورا |
قال النـبي، صـلاة الله تشملـه |
قولاً وجدنا عليه الحـق والنـورا |
فيمن يوسـع في إنفـاق موسمـه |
أن لا يزال بذاك العام ميسـورا |
|
وهو يشير هنا إلى القول الذي اشتهر عند البعض بأنه حديث نبوي شريف منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو خلاف ذلك والقول هو "من وسع على بيته يوم عاشوراء وسع الله عليه السنة كلها " ولبيان عدم صحة الحكم بنسبة هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم على اعتبار أنه حديث نقول : |
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الفذ "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" ما نصه: "وقد رُوي في التوسع فيه – أي يوم عاشوراء – على العيال آثار معروفة، أعلى ما فيها حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال: "بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته" رواه عنه ابن عيينة، وهذا بلاغ منقطع لا يعرف قائله وقال العجلوني في كتابه "كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس" بعدما ذكر القول قال في الدرر – يقصد السيوطي في كتابه "الدرر المنتثرة" تبعاً للزركشي صاحب كتاب "التذكرة في الأحاديث المشتهرة" لا يثبت إنما هو من كلام محمد ابن المنتشر. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق سليمان بن أبي عبد الله عنه وقال سليمان مجهول. |
وقد ذهب إلى الحكم بوضع هذا الحديث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلته "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة" حيث ذكر كلام العلامة ابن القيم بصدد أحاديث عاشوراء وأقره عليه. |
ومما سبق يتبين بوضوح وجلاء علاقة عبد الملك بن حبيب بن سليمان بالحديث الشريف ومعرفة صحيحه من معتله وسقيمه من مختله". والله يقول الحق وهو يهدي السبيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . |
|
وعقب الأستاذ عبد العزيز الرفاعي على تعليق الأستاذ محمد نجيب لطفي على مقالة "عالم الأندلس شاعراً" فقال: |
"سيادة الأستاذ الفاضل محمد نجيب لطفيسلمه الله |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبارك الله في أعيادكم وردكم إليها مرداً جميلاً. وشملنا جميعاً بعفوه وعافيته. |
وبعد، فقد أحال إلي الأخوان في مجلة (الفيصل) بعد عودتي من غيبة خارج البلاد، رسالتكم الكريمة بشأن مناقشة مقال (عالم الأندلس شاعراً). وأقول: جزاكم الله خيراً على غيرتكم. إلا أنني أود أن ألفت نظر الأستاذ الفاضل أن الرأي الذي عزوتموه إلي، إنما هو رأي صاحب (نفح الطيب) كما هو صريح ما ذكرته في المقال، فالكلام كلام المقري لا كلامي وقد نصصت على ذلك نصاً فقلت: قال.. وقلت في آخر النص (اهـ) كما يتبين لكم ذلك تماماً من العلامة التي وصفتها في الصورة المرافقة للمقال. |
وإذا كان لي ما أضيفه هنا، فهو ما تعلمونه من أن صاحب (المطمح) لا يوثق به. ودمتم". |
|