مع الدكتور إبراهم البنا |
هذه هي الرسالة الأولى بعث بها الدكتور محمد إبراهيم البنا يقول: |
الأستاذ الفاضل عبد العزيز الرفاعي. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد. |
فقد وصلت إلى القاهرة بعد غيبة عام دراسي كامل لتستقبلني رسالتكم الكريمة، وقد مضى على إرسالها تسعة أشهر كاملة وفور تسلمها كتبت هذا الرد. |
أخرجت للسهيلي حتى الآن ثلاثة كتب: "الأمالي"، ثم كتاب "نتائج الفكر في النحو" وكتاب "الفرائض وشرح آيات الوصية في القرآن الكريم" وهذان الكتابان لحساب جامعة كاريونس – بنغازي – في ليبيا، وطبعتهما دار الشروق في لبنان، ولأن الناشر هيئة رسمية لم تُعنَ بإذاعتهما على الدارسين والقراء، حتى أني لم أحظ منهما إلا بنسخ محدودة. |
يعد كتاب النتائج من أهم كتب النحو ولا يعرف نحو السهيلي في كتبه إلا من خلاله، أما كتابه وهو "الفرائض" فهو يشرح فيه ويفسر آيات المواريث الثلاث اللاتي وردت في سورة النساء، ثم يبين فيه مصادر المواريث من الحديث والآثار، وأخيراً يوزع الأنصبة، وعلى الرغم من أن موضوعه "المواريث" إلا أنك تجده حافلاً بثقافة السهيلي المتعددة، والتي عرفتها من خلال كتابه الأمالي، وأنا عازم – بمشيئة الله – على إخراج هذين الكتابين في طبعة قريبة. |
أشتغل الآن في كتاب ثالث هو كتاب "التعريف والإعلام" بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام، وأصول هذا الكتاب تحتاج مني إلى عمل نحو شهرين تقريباً. علماً بأن هذا الكتاب كان قد طبع في القاهرة طبعة غير موثقة وحافلة بالتحريف والتصحيف. |
أما عن أشعار السهيلي فكنت قد شممت وأنا أكتب رسالتي للدكتوراه عن السهيلي منذ نحو اثنتي عشرة سنة من الأخ الدكتور محمد بن شريفة وهو أستاذ في جامعة المغرب أن لديه مخطوطة فيها أشعار السهيلي. ولكن لم يقع لي شيء من ذلك حتى الآن. |
أرجو أن أكون قد أجبت على أسئلتكم وشكراً. |
وكل عام وأنتم بخير والسلام. |
|
وهذه رسالة عبد العزيز الرفاعي الجوابية : |
سعادة الأستاذ الجليل الدكتور محمد إبراهيم البنا الموقر |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكل عام وأنتم بخير. كما يقال المؤمن عند ذكره. فقد كنت قبل حوالي عشرة أيام لدى أستاذنا العلامة الشيخ محمود شاكر في منزله وتشعب بيننا الحديث، وسألته عن السهيلي، وهل وقف على شيء من أشعاره.. فأجابني بالنفي، وزودني باسمكم وعنوانكم، ولم يكن يعلم أنني سبق أن كتبت إليكم في ذلك. كما أنني لم أكن أعلم أنكم تفضلتم بالجواب، وأن رسالتيكم تنتظراني في مكتبي ومعهما نسخة من كتابه "الفرائض". |
وعندما عدت بعد إجازة طالت بعض الشيء وقفت على كل ذلك، فشكرت لكم فضلكم ولطفكم واهتمامكم فجزاكم الله خيراً. |
ولقد سرني اهتمامكم بمؤلفات السهيلي وعملكم الدائب على إخراجها ولا شك أنه عمل مشكور ومأجور إن شاء الله، فالرجل من العلم بحيث يستحق حفاوتكم به. وإنني لأرجو أن يوفقكم الله أيضاً إلى العثور على ديوانه وإخراجه وإن أمكنكم تزويدي بعنوان الدكتور محمد بن شريفة، فسأحاول أن أحرك الموضوع من جانبي. |
أما كتاب السهيلي "التعريف والإعلام" فقد كنت وقفت منذ حوالي سنتين أو ثلاث على طبعة القاهرة وهي كما تفضلتم رديئة وتمنيت بل حاولت أن أحبذ من يُعنى بهذا الكتاب ويحققه ويشرحه. |
لذلك فقد سررت كثيراً حينما علمت من رسالتكم أنكم تشتغلون به. أعانكم الله ووفقكم. وأنه ليهمني إخباركم أنني أرحب بطبعه ضمن ما تطبعه دار الرفاعي للنشر إذا رأيتم ذلك. |
أخيراً أهنئ نفسي بالتعرف إليكم وأتمنى لكم كل توفيق وسداد. |
|
وسأحاول التعليق على هاتين الرسالتين والرسائل المقبلة لأنها جميعاً تشترك في إطار واحد، وتدور جملها ومفرداتها داخل حلبة واحدة. ولنقرأ الرسالتين المتبادلتين بين الدكتور وفائي محمد حجازي مدير مستشفى سمالوط العام وعبد العزيز الرفاعي. |
هذه أولاً رسالة الدكتور وفائي محمد حجازي إلى عبد العزيز الرفاعي رحمه الله. |
|