نص الرسالة الجوابية |
عزيزي الدكتور راشد المبارك حفظه الله: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأتمنى أن يكون أخي العزيز على ما يحب من الخير والسعادة مع أهله وذويه. |
شكراً جماً – أبا بسام – على رسالتك الكريمة، وتمرك وثمارك، وليس ودك في حاجة إلى دليل لا معنوي ولا مادي، فإن للقلب على القلب دليلاً أدام الله علينا نعمة الود، وصادق الصداقة، ورضي الله عنك وعن آلك. |
كان بودي أن أراك حقاً في أمسية الخميس الفائت، فقد كانت شبه ختامية لهذا الشتاء، فقد بارحت الرياض إلى جدة، وربما طال الغياب لظروف متتابعة، ولكنني أرجو مع ذلك أن يقيض لنا لقاءً قريباً إن شاء الله. |
وإذا كان هناك من يعتذر، فهو أنا لتقصيري في حق زيارتك، والتمتع بجلساتك المفيدة، والاستئناس بلقياك، ولكني أصبحت أو أمسيت موزع الوقت والخاطر والإقامة، فهل يصلح هذا أن يكون عذراً فالطمع في كرمك كبير. |
أدام الله عليك نعمته، ونعمة الود الذي زرعه الله في قلوب عارفيك، وجعل مجلسك عامراً بالخير في المعرفة والعلم. |
شكراً على تزويدي بنص المحاضرة، وسأفرغ لها إن شاء الله في أقرب وقت في جلسة خاصة لها. |
وأسلم محفوظاً بالمودات وفي مقدمتها مودة أخيك المخلص. |
|
|
وإذا القينا نظرة على رسالة الرفاعي وأخرى على رسالة الدكتور المبارك لوجدنا بينهما شبهاً كبيراً يمكن أن نوجزه في هذه النقاط. |
1- قصر الجمل في كلتا الرسالتين. |
2- مال كلا الأديبين إلى استعمال كنية الآخر للدلالة على احترام كل منهما لأخيه. |
3- تبادلا الاعتذار عن حضور ندوتيهما. |
4- إن الظروف الطارئة هي السبب الاول في عدم تمكن كل منهما من حضور ندوة الآخر. |
5- رغبة كل منهما في الاستفادة من رأيي الآخر فيما يدور في ندوته من نقاش وحوار بناء. |
6- افتتح كل منهما رسالته بكلمة تبعث قراءتها أو سماعها الطمأنينة والأمان في النفس فقال أحدهما أخي الكريم فبدأ بكلمة أخي معتمداً على مقولة "رب أخ لم تلده لك أمك" أي ربما تجد أخاً لا تربطك به رابطة نسب وأقواها أن تجمع بينكما رحم واحدة تطلان على الدنيا منها ثم تذكر قول الشاعر: |
ما أكثر الإخوان حين تعدهـم |
لكنهم في النائبات قليل |
|
فاتبع كلمة أخي بكلمة الكريم، والكريم يمنعه كرمه وإباؤه، وشرفه أن يفعل ما يشين. |
وافتتح الآخر رسالته بكلمة عزيزي أي يا أعز الناس إلي وأعز الناس إلى الإنسان هو الذي يملأ سمعه وبصره وقلبه وفكره يحس به في نبضه ويراه في ذاكرته، ويبصره في يقظته ونومه، يستأنس بمؤانسة ومحادثة طيفه إذا غاب أو شطت به الديار. |
ألست معي يا أخي القارئ الكريم ويا عزيزي الحميم أن في افتتاح كل منهما لرسالته ما تتوق النفس البشرية إلى سماعه ورؤيته يصدر من قلب يخفق بالود، ونفس لا تعبث بها الشكوك والأحقاد لا أشك في أنك ستقف إلى جانبي وتؤيدني على ذلك. |
|