شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرسالة الجوابية
ورد عبد العزيز الرفاعي رحمه الله على رسالة السيد محمد حسن فقي حفظه الله ومد في عمره برسالة رقيقة كرقة أخلاقه، كريمة ككرم نفسه، وضاءة مشرقة كإشراق مكارمه، بليغة كبلاغة عطائه، سمحة كسماحة روحه، حديقة يانعة بالأزهار والثمار، تأنس النفس وترتاح في ظلالها، ويُكَحِّلُ القارئ عينه بحسنها.
فكانت الرسالة الجوابية هي:
سيدي الشاعر العظيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع أحسن المنى، وأصفى الود وأجمل الدعاء.
ولقد أسعدتني جداً رسالتكم الرقيقة الكريمة والتي تلقيتها محتفياً بها، مكرماً مقدراً ما احتوت من مشاعر هي فيض أحاسيسكم الخيِّرة، العامرة بالود.
ولا يسعني أن أفيكم حقكم من الشكر، على كل حال ما تحيطوني به من ود وثناء أو ما تحيطون به قلمي الواهن المتعثر من رعاية. ولكنها النفس الكبيرة ولا يسعني إلا أن أقول كما علمني الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم . جزاكم الله خيراً.
لقد كانت كتابات محمد زكي عبد القادر – رحمه الله – أثيرة عندي وكنت أخصها بكثير من الإعجاب. ولذلك تأثرت عند فقد الرجل، ورأيت من واجبي أن أكتب عنه كلمـة مهمـا كانت قصيرة أو عاجزة عن بلوغ الهدف، ولكنها من مجملها تعبير عن مشاعري تجاهه.
امتعضت لما ذكرتموه عن ميلكم إلى الاعتزال والانطواء، فهذا ما لا أريده لكم، وما لا يريده محبوكم والمعجبون بأدبكم وشعركم الباذخ فأرجو أن تطرحوا هذه الفكرة تماماً وأن تثقوا، أن هناك عدداً كبيراً من الأدباء والشعراء وعامة القراء ممن يكنون لكم الحب والإعجاب وممن يرغبون في أن تستمروا في الإنتاج والعطاء. لذلك أود مخلصاً أن توالوا صلتكم بقرائكم ومعجبيكم، وأن تستمر الرباعيات وكذلك المعلقات بمواعيدها.
رعاكم الله وحفظكم
المخلص أخوكم
عبد العزيز الرفاعي
10/6/1402هـ
وكما وقفنا أمام رسالة السيد محمد حسن فقي عدة وقفات فسنضطر للوقوف عدة وقفات أمام بعض الجمل من رسالة الرفاعي الجوابية ولكنها وقفات سريعة لعل أولى هذه الوقفات أن الفرق بين تاريخ كتابة رسالة الرفاعي والجوابية وتاريخ رسالة شاعرنا الكبير محمد حسن فقي لا يتجاوز ثلاثة أيام، أي أن عبد العزيز الرفاعي ما كاد يستلم الرسالة حتى أسرع بالرد عليها وذلك للمقام الكبير الذي يحتله شاعرنا الفقي من نفس عبد العزيز الرفاعي وتلمس ذلك واضحاً في عبارة الرفاعي في صدر الرسالة حيث جاءت هكذا مشيراً إلى رسالة السيد الفقي: "التي تلقيتها محتفياً بها مكرماً مقدراً ما احتوت من مشاعر" فما ترك لرسالة أستاذه أن تأخذ مكانها في ملف رسائل الأدباء إلا بعد أن يقوم بمراسيم استقبالها وتقديم ما يلزم للاحتفاء بها ولعل قضاء المهمة التي وردت من أجلها بالإجابة عليها يأتي في المقام الأول ولذلك أحسن إليها فأجاب عليها.
ثم نقف عند العبارة التي استفتح بها عبد العزيز الرفاعي رسالته حيث قال: سيدي الشاعر العظيم وفي كلمة سيدي بمفردها ما يكفي للدلالة على تعظيمه لأستاذه وتقديره واحترامه له وهي تقوم بل تضفي على الكلمتين الوصيفتين لها بكل المعاني السامية.
وتقابلنا ونحن نقرأ رسالة عبد العزيز الرفاعي رحمه الله مناظر تستدعي انتباهنا وتشدنا إليها هذه المناظر الجذابة قلَّ أن نجدها في عالمنا المعاصر ولكنها عند عبد العزيز الرفاعي متوفرة وأعني بذلك التواضع الجم في سلوكه وفي تعامله مع الآخرين في معالجته لمشاكل أسرته ومكتبته حتى في كتاباته وفي هذه الرسالة نلحظ هذا التواضع ونلمسه عن كثب في عبارات "قلمي الواهن المتعثر"، ورأيت من واجبي أن أكتب عنه كلمة مهما كانت قصيرة وعاجزة عن بلوغ الهدف".
وفي نهاية الرسالة نجد حبه المحض وتقديره الكبير لأدب أستاذه ودعوته له بطرح فكرة اعتزال الكتابة والانطواء جانباً، وأن يواصل نشر رباعياته ومعلقاته حيث نقرأ قوله: "لذلك أود مخلصاً أن توالوا صلتكم بقرائكم ومحبيكم وأن تستمر الرباعيات وكذلك المعلقات في مواعيدها".
وكأني بشاعرنا العظيم قد استجاب لدعوة عبد العزيز الرفاعي رحمه الله فما زال حتى يومنا وقلمه يسيل شعراً سلساً وحِكَماً بالغة وصوراً مجنحة متعه الله بالصحة والعافية.
ومن الملاحظ بشكل بارز في رسالة عبد العزيز الرفاعي ميله للجمل القصار الجميلة بسهولتها، الرائعة بانسيابها مع أخواتها في أسلوب إبداعي جذَّاب ما تضفيه على النص بشكل عام من شفافية تأسر به أعين القارئ وتحرك بها مشاعره وسنلاحظ في الرسائل القادمة صحة هذه الملاحظة ويكاد ينفرد بها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :694  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج