شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الشيخ محمد علي الصابوني ))
بعد القصيدة التي شدا بها الشاعر فاروق جويدة تقدم الشيخ محمد علي الصابوني ليلقي كلمة مشاركة منه في الاحتفاء بالشيخ إسماعيل أبي داود قال فيها:
 
- بسم الله الرحمن الرحيم، أراني في هذه الأمسية طفيلياً على رجال الأعمال فأنا لست من رجال الأعمال، إنما أنا من رجال الكتب، ولكن تذكرت أن بيني وبين سعادة الشيخ إسماعيل أبي داود نسب عريق وهو أنه يشتغل "بالتايد" وأجدادي اشتغلوا بالصابون! فأنا جئت لأْحيي ذكرى أجدادي، والصناعات والحرف كلها شريفة قدسها الإسلام، والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وهم النموذج الكامل للبشرية، كانوا أصحاب حِرَف، لم يكونوا مثلنا ننتظر الراتب في آخر الشهر، لنقبض مُرتبنا على التعليم، كانوا أصحاب أعمال وحرف، فنُوحٌ عليه السلام كان نجاراً، وداود عليه السلام كان حداداً يعمل بيديه، قال الله تعالى: وأَلَنَّا له الحديد، وشُعيب عليه السلام كان بزّازاً، فأنا أيضاً محترف إن شاء الله لطلب العلم ولخدمة العلم وبيني وبين الشيخ إسماعيل كما ذكرت نسباً وصلة وقرابة.
 
- ما جئت أيها الإخوة خطيباً ولا واعظاً في هذه الليلة إنما أنا مذكّر لإخواني من أهل الحرف والأعمال والله تبارك وتعالى يقول: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين نحن جئنا إلى هذه الدنيا فقراء لا نحمل معنا شيئاً، لا نحمل من حطام الدنيا شيئاً، وسنرحل عن هذه الحياة وليس معنا شيء، وصدق الله: ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وتركتم ما خولناكم (أي أعطيناكم وملكناكم) وراء ظهوركم.
 
- فأنا أحب أن أذكر، وجئت لهذه الغاية أيضاً، تكريماً للشيخ، وتذكيراً لإخواننا ولنفسي، أنا أذكر بأن واجبنا أن نبحث لا عن الأعمال فحسب وإنما عن الرجال الذين يموتون جوعاً، وقد قرأت منذ أيام في مجلة أن هناك مليون واحد ما بين رجل وطفل وامرأة مهددون بالموت جوعاً، فمن المسؤول عن هذا؟ ورسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم".
 
- فأنا جئت أذكّر، لا نريد أموالكم الآن، إنما أريد أن أذكّركم بأن الزكاة التي فرضها الله علينا تكفي فقراء المسلمين، فالواجب علينا ألاَّ نبخل، وأن نُسعف هؤلاء قبل أن تنتشلهم الجمعيات التبشيرية أو التنصيرية، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكّرنا فيما رواه البخاري عنه يقول صلوات الله وسلامه عليه: "من أتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته، مُثل له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع (1) ، يطوقه (2) يوم القيامة ثم يقول له: أنا مالك أنا كنزك، ثم تلا صلى الله عليه وسلم قول الله تبارك وتعالى: ولا تحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم، سيطوَّقون ما بخلوا به يوم القيامة".
 
- نسأل الله أن ينقذنا من أهوال يوم القيامة، ومن شدائد يوم القيامة، فأنا جئت مُذكّراً، وإن شاء الله ستنشرح صدوركم وتأكلون لأن مثل هذه الأحاديث قد تضعف الشهية، لكنني مطمئن أنكم ستأكلون ولكن لا تنسَوا إخوانكم الفقراء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع سنته إلى يوم الدين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :578  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 178 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج