تعالي أعانق فيك الليالي |
فلم يبق للحسن غير الصدى |
وآه من الحزن ضيفاً ثقيلاً |
تحكم في العمر واستعبدا |
فهيا لنلقيه خلف الزمان |
فقد آن للقلب أن يسعدا |
إذا كنت قد عشت عمري ضلالاً |
فبين يديك عرفت الهدى |
هو الدهر يبني قصور الرمال |
ويهدم بالموت ما شيدا |
تعالي نشم رحيق السنين |
فسوف نراه رماداً غداً |
هو العام يسكب وقع الوداع |
تعالي نمد إليه اليدا |
ولا تسألي اللحن كيف انتهى |
ولا تسأليه لماذا ابتدا |
نُحلِّق كالطير بين الأماني |
فلا تسألي الطير عما شدا |
فمهما العصافير طارت بعيداً |
سيبقى التراب لها سيدا |
مضى العام منا تعالي نُغني |
فقبلك عمري ما غرّدا |
تجيء الحياة على موعد |
وتبقى المنايا لنا موعدا |
دفاتر عمرك هيا احرقيها |
فقد ضاع عمرك مثلي سدى |
وماذا سيفعل قلب جريح |
رمته عيونك فاستشهدا |
تحب العصافير دفء الغصون |
كما يعشق الزهر همس الندى |
فكيف الربيع أتى في الخريف |
وبيت الخطايا غدا مسجدا |
غداً يأكل الصمت أحلامنا |
تعالي أعانق فيك الردى |
أراك ابتسامة عمر قصير |
فمهما ضحكنا سنبكي غدا |
أريدك عمري ولو ساعة |
فلن ينفع العمر طول المدى |
ولو أن إبليس يوماً رآك |
لقبل عينيك ثم اهتدى |