شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ العميد محمد وليد الجلاد يلقيها بالنيابة
عنه عريف الحفل الأستاذ حسان كتوعة ))
عريف الحفل: يقول الأستاذ محمد وليد الجلاد: بعد الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى ومن أوفى ووفَّى يقول: قال الله تعالى في كتابه العزيز: يَرفَعِ اللهُ الذينَ آمَنُوا مِنكُم والذينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ (المجادلة, الآية: 11) صدق الله العظيم، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ليس من أمتي من لم يُجِلَّ كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالِمِنا حقه أو كما قال، إنها لمناسبة من أجمل المناسبات التي حظيت بها في حياتي المهنية ولشرف كبير لي أن أتحدث في كلمتي هذه عن زميل وصديق لم أعرف قبله من هو على نهجه، إنه صريح في تعامله صادق في مشاعره كيِّسٌ إلى أبعد حدود الكياسة، مرهف الإحساس، مؤتمن دقيق المواعيد، سديد الرأي، صلب في مواقفه من غير تزمت، يقبل المشورة ويتحكم العقل، يتأنى في كل قراراته، يجِدُّ حين يكون الجد، ويمزح حين يكون الأمر مناسباً، متواضع إلى أبعد الحدود مع مهابة وحسن معاملة لم أسمع منه كلمة واحدة في غير محلها، ولم يتفوه قط بكلمة تجرح الآخرين، إنه الأستاذ الدكتور عبد الحليم سويدان الأخ الصديق والمعلم العالم، كنت قد سمعت عنه ولم ألتقِ به إلى أن جمعنا مكتب الدكتور شاكر الفحام المدير العام لهيئة الموسوعة العربية في يوم بارد من شتاء العام 1984 م، وكانت الهيئة ما تزال تحبو في عامها الثالث وكان ذلك اللقاء بداية صداقة وثيقة ما تزال تزداد وتشتد إلى يومنا هذا، كان قد صدر المرسوم الجمهوري بإحداث هيئة الموسوعة العربية بتاريخ 3/1/81 للميلاد، وتطلب وضع الأنظمة الأساسية الناظمة لعمل الهيئة واستصدارها، وإعداد مقر لها ثلاث سنوات من العمل الدؤوب، وتم في غضون ذلك انتقال أُطر المناسبة القادرة على متابعة العمل الموسوعي بكل ما في الكلمة من معنى، وكنت ممن قُيض لهم أن يدلوا بدلوهم في إحياء مشروع الموسوعة العربية وأن أشهد ولادتها أميناً للجنة المتابعة، ثم عضواً عاملاً فيها، وأن أواكب نشأتها منذ نعومة أظفارها حتى بلغت ما هي عليه اليوم.
 
كُلِفت بعد إحداث الهيئة للقيام بمهام إدارة مدير الوثائق والاتصالات العلمية وقد خولني منصبي هذا أن أكون عضواً في مجلس إدارة الهيئة، وأُضيف إلى مسؤولياتي مهمة الإشراف على شعبة العلوم العسكرية والعامة بقسم العلوم التطبيقية، وكان الأستاذ الدكتور عبد الحليم سويدان رئيس ذلك القسم وعضواً في إدارة هيئة الموسوعة العربية وكان هذا الواقع سبب توثق معرفتي به والعمل معه عن قرب طوال عشرين سنة أو نحو ذلك، وزاد في توثقي صلتي به أنه كُلِّف بدءاً من العام 90 إضافة إلى مهامه نائباً لرئيس مجلس القراءة، وكنت أحد أعضائها وقد فُوِّضت إلى اللجنة صلاحية مراجعة البحوث المعدة للطبع مراجعة نهائية واستكمال كل ما يتطلبه هذا العمل الدقيق، ويدخل في نطاق التثبيت في وحدة المصطلح، وتحقيق أهداف الموسوعة واعتماد البحوث المعدة وإقرارها للنشر.
 
لا أريد أن أطيل في الحديث عن قسم العلوم التطبيقية، أو أميزه من غيره من أقسام الهيئة الثمانية، غير أن العارفين بالأمور يدركون أن هذا القسم يعني خلاصة نتاج جميع الأقسام الأخرى، فالعلوم التطبيقية شاملة لكل ما يمس الحياة اليومية من علوم وتقانات ومناشط مختلفة بدءا من المنزل وانتهاء بالمصنع ومكان العمل، وتتناول كل ما يشمل تطبيقات العلوم الأخرى ونظرياتها، ويضم القسم شعبة التقانات وشعبة الصناعة وشعبة الهندسة بفروعها وشعبة الزراعة والبيطرة وشعبة العلوم العسكرية والعامة.
 
عكف الدكتور سويدان منذ اليوم الأول لتوليه هذه المسئوليات بالتعاون مع مجلس القسم ومجلس الإدارة على تنظيم شؤون القسم وترتيب بيته وانتقاء مساق القسم، وأقصد به رؤوس الموضوعات أو المداخل التي تدخل في اختصاص القسم، ويستحسن أن يكتب عنها في الموسوعة، وهذا بحر زاخر من المعلومات لا شاطئ له يغرق فيه من لا يحسن إدارة دفته ولا يعلم خفاياه، معلوم أن الأمر لم يكن يقتصر على مجرد انتقاء رؤوس الموضوعات ووضع مقابلها الأجنبي باللغتين الفرنسية والإنجليزية، ومن ثم ضمها إلى المساق بترتيبها المعجمي وفهرستها وتنظيمها في بطاقات، بل يتعداه إلى مناقشة مضمون كل مدخل ، ووضع التوصيف المناسب لكل موضوع، وتحديد حجمه وعدد كلماته وأسلوب معالجته، واقتراح اسم الباحث الأنسب لكتابة الموضوع، والاتصال به ومناقشته في كيفية معالجة الموضوع، ومن ثم مراجعة ما كتب وإبداء الرأي فيه وتصحيحه مضمونا ولغة وقف المنهج الذي اعتمدته هيئة الموسوعة وأقره مجلس إدارتها، وقد تطلب إنجاز ذلك من رئيس القسم ومجلسه مجهودا كبيرا ودأبا في البحث والتدقيق، ومناقشة مستفيضة لكثير من الأمور قد تستغرق جلسات بكاملها، ولا سيما في بدايات العمل حين كانت تجربتنا في بداياتها، ولم يسبقنا إليها أحد، ولا خبرة سابقة يمكن الاطمئنان إليها بالرغم من الاستعانة بالمصادر المختلفة المتوفرة لنا من موسوعات ودوائر معارف أجنبية وعربية ومعاجم مختلفة، وتكفي الإشارة إلى أن عدد مداخل مساق حرف الألف فقط من الموسوعة بلغ 1527 مدخلا احتلت بحوثها ثلاثة مجلدات كاملة من الموسوعة واشتمل كل مجلد منها على ألف صفحة من القطع الكبير، وفي ذلك دليل على حجم المجهود الذي بذل لإنجاز ما ذكر..
 
وكان من أبرز إسهامات الدكتور سويدان في نشاط الموسوعة العربية مشاركته الفاعلة في تحديد مبادئ انتقاء المصطلح وتبنيه في الموسوعة تجنباً لتعدد التسمية واختلاط المعنى، وهي سمة أساسية من سمات الموسوعة بسبب اختلاف مصادر المصطلح وأصوله اللغوية وأساليب تعريبه أو نحته، وكذلك حرصه الشديد على أن تخرج الموسوعة بلغة عربية سليمة أصيلة بلا تزمت، خالية من الكلمات الغريبة بعيدة عن الإغراق في اصطناع المصطلح.
 
وأما ما يتصل بنشاط الدكتور سويدان في مجلس الإدارة فحدِّث ولا حرج إذ كان من أكثر الأعضاء حماساً وأكثرهم مداخلة في كل قرار يجب اتخاذه أو إقراره من مجلس الإدارة وكل ذلك يجري في جو من الحوار الحميمي الهادئ وطروحات منطقية خالية من الغرض، وغيرة واضحة على المصلحة العامة وعلى أهداف الهيئة، وكان لرأيه السديد وحكمته في معالجة القضايا المطروحة مكانهما في الوصول بالموسوعة إلى المستوى المرجو منها، وبعد..
 
فإنه لا يمكنني في هذه العجالة أن أفي صديقي ومعلمي حقه من الوصف والمدح وأن أتناول بكلمات مقتضبات بعضاً من مزاياه وسجاياه الحميدة التي يعجز القلم عن تسطيرها فله مني أطيب التحية وأعطر الذكرى ولكم الشكر على تجشمكم عناء الاستماع..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: وهذه كلمة الحقيقة وردت أيضاً إلى سكرتارية الاثنينية وأيضاً سيتم اختصارها من الأستاذ الدكتور محمد أبو حرب عميد كلية العلوم سابقاً ورئيس قسم العلوم التطبيقية في هيئة الموسوعة العربية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :562  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 97 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج