شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ عبد الله بغدادي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحييكم أطيب تحية..
زهر الربيع يُرى أم سـادة نُخُبُ
وروضة أينعت أم حفلة عَجَب
تجمـع الحب فيها فهـو مؤتلـق
كالعقد يلمع فيه الدر والـعبق
 
كلمات الشكر كعقود الورد والزهر
عصرتها لك في قارورة عِطر
وشعوري بالامتنان، صغته لك قلائد من جُمان..
ورصفته بالشعر والتِبْر.. وذهب من إبريز ونثر
مقلدها لك من لؤلؤ البحرين
ومرجان مَرَج البحرين
ومجوهرها.. بجواهر الأدب
ولبّ لباب البيان
 
الحقيقة أني أشكر سعادة مدير التعليم الحالي القرشي الذي حضر من مكة ومعه خمسون شخصاً، من أكابر رجال التعليم في مكة، ومعهم الشاعر الموهوب فاروق بنجر، وإني أذكر في فخر واعتزاز أنني أول من أطلق على الاثنينية "صالون الاثنينية الأدبي" ملحقاً هذا الصالون بالصالونات الأدبية التي قامت في فجر الإسلام، وقد ذكر الدكتور أحمد أمين أن هذه الصالونات كانت تقوم مقام الجامعات اليوم، وقد قام بها شاعر العربية الكبير وأهدى الصالونات الأدبية باقة من شعره الذي دوى في سمع الزمان، وقد امتاز صالون كافور الأخشيدي بمصر وازدهى بوجود المتنبي شاعر العربية الأكبر قال:
ولكن بالفسطاط بحراً أزَرْتُه
حياتي ونُصحي والهوى والقوافيا
تجاذب فِرسانَ الصباح أعنّة
كأنَّ على الأعناقِ مِنها أفاعِيا
بِعَزمٍ يسيرُ الجسمُ في السرج راكباً
به، ويسيرُ القلبُ في الجسم ماشياً
فتى ما سرينا في ظهور جُدُودِنا
إلى عَصره إلا نرجي التلاقيا
 
اسمحوا لي أن أقول أنني أحب الاثنينية وأحب رواد الاثنينية وعشاقها وسُمارهُا، والاثنينية في مرآة الشعر والأدب قلادة من قلائد الذهب في فريد من فرائد عصره، وحضور ملتقى الاثنينية هم كُثرٌ وفيهم الجليس الأنيس، يُفَكّه النفس، وينشر الحكمة ويُشرّف الهمة، ويزيد في الفهم والأدب، ويُنفق بضاعة أهل العلم في السوق الكاسدة، ويوقظ العيون الناعسة، ويَبُلُّ الشَّنَّ المُتَغضّف، ويُندي الطين المُتَرشّف، ويُذلّل قَعود الصبر، ويُجم راحلة الأمل، ويُجلي مُرَّ اليأس.
يا أيها الأخوان أقول أن الأستاذ عبد المقصود خوجه مقامه العلمي والأدبي في أرقى درجات العلو، وصالونه الاثنيني أنشودة النور في عالم الإنشاد والإطراب ولو سُئِلت أن أختار محلا الأليق به والأشبه بطبعه وتكوينه وما أثر عنه من المفاخر والآثار.. وما عرفه أرباب القلم وأهل البيان لاخترت له أرفع مكان في العلم والأدب، ومنحته أرقى مراتب المعرفة ودعوته إلى أن يحتل مكانه في منصة الشرف، ويعتلي كرسي الاثنينية الفخرية وينال أطروحته الأكاديمية في أدب الصالونات والمجالس الأدبية.
 
(( القبة الاثنينية ))
وعلى ضفاف عروس البحر الأحمر.. وبين شطآن "جدة" مدينة الوسط الثقافي ضربت قبة "الاثنينية" ونُصِبَتْ مضاربها في ظلال الوادي.. ريانة الجنبات بالورّاد.. وفي ري الرحاب يُقام مهرجان للشعر والآداب.. ويُشاد مسرح كبير بين أروقة قصر منيف.. علية تحية وسلام. خلعت عليه جلالها الأيام.. "قبةٌ من جمال.. وربوة من جلال" حيث يتم تكريم النبغة لسانهم ينفث الدر في ليالي "الاثنينية" الزهر. ومسامرة الخلان، ومطارحة الأخدان على الروابي الخضر، وفوق التلال العُفر.. فيها روح النفوس مما عناها. بين جناتها وبين رُباها وتصفية لها من كدوراتها، وتلقيح لعقولها وألبابها، وتنقيح لأدبها وترويح لقلوبها وتسريح لهمومها. على رابية خضراء وفوق تلة زهراء.
عبد المقصود خوجه مؤسس الصالون الاثنيني سامر الصفوة وجالس النبغة في مجلس والده - يرحمه الله - فنشأ عاشقاً للأدب ضارباً فيه بسهم وافر. وصالونه الاثنيني المخملي المطرز بالنور والموشى بكوكبة رائعة من فرسان الثقافة.. الثقافة الذهنية المتوقدة، أحياء المؤانسة الطيبة، والمساعدة المطربة، والمفاكهة اللذيذة. طاب وأزهر، وأينع وأثمر، عاش في ظلال الفكر، وعايش الهوادي السابقة للعلم، والطليعة المتقدمة من الرعيل الأول في صفّ أدب العصر، فتربت به ماسية أدبية مبكرة، فامتهن السمر في صالونه "الاثنيني" الأنيق وانقطع لمهنة الأدب، ومارس جل المنافد الفكرية، من مسامرة إلى مناظرة، إلى حضور المنتديات الخاصة، والمضارب الثقافية، والمرابد الأدبية التي تعج بالنقاش العلمي والأدبي.. كما رحل إلى عدة مؤتمرات عالمية، وطاف بأكثر دول العالم ممثلاً أميناً للفكر والأدب، واحترف عن طريف "الأدب" جمع عدة مئات من الكتب الأدبية والعلمية، والتراثية والحضارية لكبار العلماء والأدباء.
عبد المقصود باقة زهر وسنبلة تطيب
وصفوة حقل من الورد خصيب
وغلالة من سندس قشيب
وخميلة مثقلة بالجنى الذهب
وقلادة من عقد الجمان
على سلسلة من عقيان
يتألق كرؤى الفجر
مجد والماس فخر
وبيت علم باذخ الذرى شامخ النهى
العلا له طنب
والفخار تالد ومنتسب
يا أبا محمد سعيد يا أبا النجب
يا ابن خير أب وخير أبناء الحقب
ولو مدحتكم زمناً
لم أقم بما يجب
قبة من جلال وربوة من جمال
شمس وقمر ومسبح ضوء وسرحة ظلال
لألأء من الذكر وجمرة من نهار
ووهج من الحب يرخي الضحى عليه إزار
عاليا كالشمس في أطرافها
باهر الضواء
كالبدر في ليل التّمّ
يغمر الأرض سناء
بضوئه والضياء
فوق الحقول الخضراء
والبساتين الفيحاء
ونجم لامع في سماء الأدب..
شمائله مثقلة بالجني الذهب..
ومحاسنه ممتعة بالحسن
وسنابل قمحٍ تطيب بالإحسان..
وغلائل سندس قشب
عباقة النفحات بأريج الريحان
عبق العطر وفوح الزهر..
صحائفه: جمعها بالعرق الهادر، والكفاح النادر،
والبلاء المتماسك، الجدوى العاطرة،
والنشاط المسعف، والحماس المورق،
طليق كالشعاعة صحو كالديباجة،
وضَّاح كآيات الصُّبح، هفاف كأنداء الفجر،
فَتَّانٌ كأنفاس السحر
مضمر كالسهم الصائب، رائق كبسمة تتهادى على غدير
 
عذري الماء. بكر الموجة، علوي الينابيع، إنه الأديب الأريب "صاحب الاثنينية". لا أريد أن أطيل عليكم، وإنني أروي بعض الذكريات عندما كنت برعم ورد من الشباب بدأت أنظم الشعر وقمت بتجربة وقلت إذا نجحت هذه التجربة فسوف أستمر وان لم تنجح بقيت في مكاني، وقلت خير من أقدم له تجربتي الشعرية هو الأستاذ علي بك الجارم، وعندما قدمتها له لم يشأ، يقول لي هذه أخطاء في الشعر أو عيب عليك أن تكتب هكذا، ولكنه كتب لي: يا بني
الشعر صعب وطويل سلمه..
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه..
زلت به إلى الحضيض قدمه..
ومن وقتها أمسكت عن كتابة الشعر ولم أقل شيئاً، ومن ذكرياتي أن علي بك الجارم كان يستحسن خطي وذات مرة طلب مني أن أكتب له أبياتا بمناسبة مرور خمسين عاما على مجلة (الهلال) وكتبتها له بخط جميل، وبعد أيام جاءني وقال لي لم أجد القصيدة فأخرجت له النسخة الكربونية الثانية فسر من ذلك وقال لي اذهب نيابة عني وألقها في الاحتفال..
ومن الذكريات التي أثارها الدكتور عبد الله مناع أنني أسست مدينة الملك سعود العلمية مع الشيخ صالح الفوزان - رحمه الله - وجعلت بها مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية وكلية للتربية والوحدة الصحية وسكن داخلي وإدارة التعليم ثم بعد ذلك تركتها، ومدينة الملك سعود تخرج منها عدد من المعلمين الأوائل منهم الأخ عبد الرزاق حمزة تخرج من كلية التربية بجده، وهذه المدينة في جده بناها الملك سعود قصورا له ثم بترع بها لوزارة المعارف وكنت مديرا بها.
الشيخ عبد المقصود خوجه: - ما قاله الأستاذ عبد الله بغدادي، من قبيل حسن الظن بي فلست بعالم ولكنني ما زلت أجثو على الركب أتعلم، وليس لي فضل وإنما الفضل لأولئك الرواد الذين أعطونا الفرصة لتكريمهم والاستزادة من فضلهم وعلمهم، وعندما استحضر شريط الاثنينية التاريخي تمر بذهني الكثير من الصور الجميلة والقامات السامقة الذين عطروا الاثنينية بسابغ فضلهم وعلمهم، عشرات الأسماء تمر بخاطري وأكاد أسمع صدى كلماتهم، أين نحن من الأستاذ محمد حسين زيدان والجمالين وغيرهم، فما أنا في هذه المسيرة سوى سبب وليس لي إلا المقعد الذي اقتعده، وكما قلت لكم فنحن الآن بصدد تحويل الاثنينية إلى مؤسسة وسوف تمر عليكم استبانة لترشيح من ترونه أهلا لمجلس الإدارة، ورئاستها، وسأكون فقط كأحد هذا الكيان وليس لي فيه أكثر ما لكم فيه، ونسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وشكرا..
 
عريف الحفل: الآن نقرأ الأسئلة التي وردتنا من أصحاب السعادة والحضور ولكن قبل هذا هناك مداخلة من فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني خادم كتاب الله.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :557  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 63 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.