شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني ))
ثم أعطيت الكلمة لفضيلة الشيخ محمد علي الصابوني فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
 
- أيها الأخوة الأفاضل: كيف لا نكرِّم علماءنا وقد كرمهم الله (عزَّ وجلَّ)؟ كيف لا نرفع قدرهم وقد رفع الله قدرهم وأعلى منزلتهم حين قال: يرفع الله الَّذين آمنوا منكم والَّذين أوتوا العلم درجات؟
 
- هذه المنزلة لم ينلها أحد من العظماء والكبراء، حتى ولا من الأثرياء والأمراء؛ إنما نالها أهل العلم، والعلم كما يحدثنا الإمام الحسن البصري (رحمه لله) في حديث مرسل يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعروف أن المرسل هو الَّذي سقط منه الصحابي؛ فالحديث يرويه مباشرةً الإمام حسن البصري حيث يقول: "العلم علمان: علم في القلب.. فذلك العلم النافع، وعلم على اللسان.. فذلك حجة الله على ابن آدم".
 
- وقد قسم لنا القرآن الكريم العلماء إلى صنفين: علماء شريعة ودين، وهم الَّذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلاَّ الله؛ وعلماء شهرة وسلطة يسيرون في ركاب الحكام مع أهوائهم، وهؤلاء ضرب الله (عزَّ وجلَّ) لهم أشنع وأقبح الأمثلة؛ بل شبههم بما لم يشبه به أحداً من العصاة المجرمين، من الزناة أو السراق..، شبههم بالكلب الَّذي إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث؛ ذلك لأنه اتخذ الدين مطية للدنيا: واتل عليهم نبأ الَّذي آتيناه آياتنا إلى أن يقول سبحانه وتعـالى: فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث والمثل الثاني مثل له بالحمار: كمثل الحمار يحمل أسفاراً.
 
- وأول من تسجر به نار جهنم، ليس هم قطاع الطريق ولا الزناة، أو الفسقة المرتكبين للكبائر؛ إنما أول من تسجر به نار جهنم - كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم - ثلاثة، منهم عالم لم ينتفع بعلمه، قرأ القرآن ودرس الدين، لكن ليكون مطية له إلى الدنيا، فنال الخزي والعذاب والنكال في الآخرة.
 
- أما المحتفى به فضيلة شيخنا العلامة، فأقول كلمة هي بحق.. إنه رجل موسوعة، رجل فاضل..، ولا تعجبوا فهذا دأب إخوتنا العلماء الأفاضل في موريتانيا.. في شنقيط؛ العلماء كلهم يحفظون المتون والشروح والأشعار، تجد الواحد في كل مادة بحراً دافقاً وشيخنا في قمة هؤلاء العلماء الأعلام؛ فنسأل الله أن يبارك لنا في حياته، وأن يكثر من أمثاله ممن يجهرون بالحق ولا يخشون في الله لومة لائم؛ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في هؤلاء العلماء العاملين، يقول (عليه الصلاة والسلام): "إن الله (عزَّ وجلَّ) يقول يوم القيامة: يا معشر العلماء: إني لم أضع علمي فيكم لأعذبكم اذهبوا فقد غفرت لكم" لذلك فإن الإنسان الَّذي ينقذ الأمة من الظلام، ويخرجها إلى نور الإيمان؛ فإنَّ مرتبته ومنزلته عظيمة عند الله.
 
- نسأل الله أن يبارك لنا في علمائنا الأعلام؛ وقد سئل بعض الصحابة.. قيل له: أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جواباً رائعاً أنا أقوله لأخي؛ قال: هو أكبر مني وأنا ولدت قبله؛ لما عرفت سنه أنا ولدت قبله، ولكنه أكبر مني.. فبيني وبينه خمس سنوات.
 
- اللهم بارك لنا في علمائنا الأعلام، واجعلهم مشارق نور وهداية للإنسانية؛ وأكتفي بهذا القدر، والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :535  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .