شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إبراهيم العنقري.. أديبٌ في الخطابة شيمته الصَّمتُ!!
كنتُ أعرفُ أنه من القيادات العاملة في ((صمت)) بوزارة الداخلية، حين كان والدنا (خادم الحرمين الشريفين) وزيراً لها، وكان من المقربين إليه. لم أعرف عنه حبه للشهرة، والأضواء، فلم أقرأ حواراً صحافياً نشر له في صحيفة، وصورته نادراً ما كانت تنشر مع خبر عنه!!
لكن حين عيّن وزيراً للإعلام توجست خيفة، لأن طبعه، وطبيعته،، لا تتفقان مع منصب الاعلام الذي رغم حساسيته، وخطره، وخطورته لا يعيش إلا تحت الأضواء ليل، نهار، فقلتُ في نفسي إن الرجل لا يخوض تجربة عملية جديدة، بقدر ما يدخل امتحاناً صعباً على نفسية واحد مثله، بل يدخل تحدياً مع نفسه، وهو مرغم شاء أم أبى قبول هذه التجربة الجديدة، والامتحان الصعب، والتحدي مع النفس!!
ومما يزيد الأمر صعوبة أنه حين عيِّن وزيراً للإعلام، كانت الأجواء العربية السياسية شديدة السخونة، والعلاقات العربية ـ العربية تحكمها ((المتغيرات)) المتسارعة، و ((الانقلابات العسكرية)) المفاجئة، تغذِّيها الأفكار المختلفة، والنزعات الحزبية التي تعصف باستقرار المنطقة!!
ففي (( لبنان )) وحده تتعدَّد فيه الأحزاب مثل (( حزب الكتائب ))، و (( الحزب الاشتراكي ))، و (( الحزب القومي الناصري ))، و (( التيار الإسلامي ))، و (( حزب البعث )).. وغيرها من الأحزاب، والتكتلات السياسية.
وقد ذكرنا لبنان لأنه البلد المفتوح/المنفتح الذي يحتضن كل التيارات ليست العربية فقط، بل العالمية، فهو رغم صغره كثافةً سكانية، ومساحة جغرافية، إلا أنه كبير في أثره، وتأثيره، وموقعه ((الاستراتيجي)) الذي يتوسط بين الشرق والغرب وكان لكل هذه الأحزاب والتيارات أصواتها الإعلامية، صحافة، وإذاعة، وتلفزة!!
فلو أخذت (( الصحافة )) وحدها، فلا تستبعد أن يبلغ عدد الجرائد، والمجلات ((المائة))!! حتى إن الفرد الواحد القادر ذاتياً على ((التمويل)) أو بمساعدات داخلية، أو خارجية إصدار صحيفة تمثّل لسان حال التيار ((المموِّل))، وهذه الحالة قد يرى البعض فيها صورة قميئة للمتاجرة بالرأي، والفكر، والبعض ينظر إليها على أنها ((ميزة)) تعكس مناخ (( الحرية )) الذي يتمتع به (( لبنان )) عن كل البلدان العربية حيث لا تنكمش مساحة حرية الرأي، فيها بل تنعدم بحيث لا يعلو صوت على صوت ((القيادة الحاكمة))، وفكر القيادة الحاكمة!!
في تلك الفترة نجد ((حزب البعث)) بتعاليمه التي نظَّرتها شخصية مسيحية تتمثَّل في (( ميشيل عفلق ))، نجد أن هذا الحزب يسيطر على (( العراق ))، و (( سورية )) بأفكاره، وتعاليمه التي في ظاهرها، الرحمة، وفي ((باطنها)) العذاب!! فهو ينادي بمبدأ ((القومية العربية)) لكنه يستبطن ((الشوفينية))، و ((المكيافيلية))، و ((الفاشستية))، ولا نبالغ إذا قلنا ((اللادينية))، ألم يقل أحد شعرائه ـ لعنه الله ـ ((آمنت بالبعث رباً))!!
وكان يومذاك (( جمال عبد الناصر )) الذي رأس جمهورية مصر بعد إزاحة رئيسها الأول (( محمد نجيب )) عن الحكم، كان عبد الناصر زعامة عربية لها وزنها، وثقلها في الشارع العربي من خلال خطاباته المؤثِّرة التي تدغدغ مشاعر الجماهير فتلهبها بالحماسة، وقد أقام صرح زعامته على ما كان يعلن عنه من إصلاحات داخلية، كالاصلاح الزراعي، وتوزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين، وإنشاء الصناعة والتشجيع على التصنيع، ومحاربة الاستيراد الأجنبي، وكان أكبر ما قام به كما يرى بعض المؤرخين إنشائه (( السد العالي ))، و (( تأميم قناة السويس ))، وتحويلها إلى شركة مصرية مساهمة مما جر على مصر حرب (( العدوان الثلاثي )) المتمثل في (( بريطانيا.. وفرنسا وإسرائيل )) عام 1956م، وقد وقفت معه الدول العربية كلها، وعلى رأسها المملكة.
ثم توالت الأحداث فقامت ((وحدة اندماجية)) بين مصر، وسورية أطلق عليها ((الجمهورية العربية المتحدة)) التي لم تدم طويلاً فحدث (( الانفصال ))، ثم كانت الانقلابات العسكرية في (( العراق ))، و ((اليمن الجنوبي)) يومذاك، و ((الانقلاب العسكري)) في اليمن الشمالي، فعانت المملكة ما عانت، وبخاصة من وسائل الإعلام.
ومن الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت تصنيف العرب إلى فئات مثل (( الرجعية ))، و (( الامبريالية ))، و (( العمالة ))!! بل تمادى ذلك إلى حد توجيه السباب والشتائم ضد الزعماء العرب شخصياً، وبألفاظ غير لائقة!!
ولأن المملكة بصفتها جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير، وعضو فاعل في (( الجامعة العربية )) يفرحها ما يفرح العرب، ويحزنها ما يحزنهم، فقد عانت من هذه ((المتغيرات)) المتلاحقة، و (( الانقلابات العسكرية ))، والتوترات السياسية بصمت وحكمة، لأنها كانت بسياستها المعتدلة تتمنى، وتدعو صادقة إلى توظيف الجهود العربية لتوحيد الصف العربي والإسلامي، وتجييشها للتنمية، والإعمار الداخلي، وتجنيد الطاقات لتقوية ((الجبهات الداخلية)) التي بضعفها تفشل الطموحات، وتتهاوى الامال، وينتشر التخلف بكل أنواعه، ومستوياته!!
وحين طفح الكيل بالمملكة، وهي تشاهد المنطقة وقد انقسمت على بعضها إلى قسمين متعاديين لمصلحة الأجنبي، قسم متحالف مع (( الكتلة الشرقية )) التي كان يمثِّلها (( الاتحاد السوفيتي ))، يومذاك، وقسم متحالف مع (( الكتلة الغربية )) وتتمثل في أمريكا.
وأصبحت المنطقة مسرحاً لصراع الكتلتين، ومصالحهما، وليس لمصلحة المنطقة، واستقرارها، فكل منهما يسعى للسيطرة على منابع النفط، والمياه الدافئة!!
حين طفح الكيل بالمملكة، وبلغ السيل الزبى نهض ((الفيصل)) بدعوته الخيِّرة، دعوة صادقة مستقلة، لا شرقية، ولا غربية، ولا حزبية، ولا طائفية، أو عرقية، بل إسلامية تنضوي تحت مظلة (( التضامن الإسلامي ))، دعوة الفطرة البشرية، لا النزعات البشرية.
وقام بجولته التاريخية التي شملت أفريقيا، وأسيا، وغيرهما من البلدان الإسلامية، حيث استقبل شعبياً، ورسمياً، استقبال القادة الفاتحين ولدعم الدعوة أنشأ المنظمات، والمؤسسات ليكون لها دورها الفاعل، والمؤثِّر، ونجحت الدعوة.
والكارثة تمثلت في هزيمة يونيو 1967م.. لم تكن هزيمة نكراء بل زعزعت النفسية العربية التي كان تعوِّل على هذه الحرب التي خاضتها الجيوش العربية الكبيرة ضد (( اسرائيل )) التي لقيت أكبر دعم عسكري وسياسي من أمريكا!!
والأنكى من ذلك أنه في الوقت الذي كان المذيع (أحمد سعيد) المشهور بصوته الضخم يعلن من غرفته في إذاعة (( صوت العرب )) المصرية عن دخول الجيوش العربية (( تل أبيب ))، فإذا بالحرب تتكشف بكل أسى، وحسرة عن انتصار العدو الإسرائيلي، واحتلاله لسيناء، والجولان والضفة الغربية من فلسطين، بما فيها (( القدس ))!!
في هذا الجو الساخن المحموم الذي حاولنا اختصاره لوضع القارئ في الصورة، تمهيداً للوقت الذي تسلَّم فيه الأستاذ (إبراهيم العنقري) محور موضوعنا هذا وزارة الإعلام، وما كان يحيط به من صعوبات ومتاعب تتطلب جهوداً ((استثنائية))، واستيعاب دقيق للقيام بمهمته، والدور المناط به في حقل شديد الحساسية كالاعلام، وطريق مزروع بالشوك!!
((المهمة)) كانت في غاية الصعوبة، و ((المسؤولية)) أصعب، و ((الغاية)) تتطلب السرعة في اتخاذ القرارات، والمرونة في التعامل بحساسية مع كل ((المتغيرات)) على الساحة العربية، والإسلامية بوجه ((خاص))، والدولية بوجه ((عام))، فقد كان الإعلام حقل ألغام محكوم بكثير من ((الحذر))، وبعديد من ((التوجسات))، ولتأثير الإعلام، وفاعليته في توصيل، وإيصال ((رسالته)) فإن المطلوب من أي وزير إعلام أن يكون على علم بهذه ((الرسالة)) القائمة أساساً على ((الاجتهادات))، لأن الإعلام في حد ذاته ((ظاهرة متغيرّات))، لا تعرف الثبات.. إنه عملية ((ميكانيكية)) لا تستقر على حال لارتباطها بالسياسة، فما هو مقبول (اليوم)، قد يكون مرفوضاً في (الغد)، وما هو ((انسجامي)) في فترة، قد يكون متعارضاً مع هذا ((الانسجام)) في فترة أخرى!!
والإعلام يعد ((صوتاً عالياً))، فكيف سيكون عليه الاستاذ (إبراهيم العنقري)، الرجل الذي (شيمته الصمتُ) ؟
بعد تعيينه وزيراً للإعلام بدأ رجال الإعلام يتقاطرون على مكتبه، هذا يريد لقاءً ((تلفازياً))، وآخر يريد حواراً ((صحافياً))، وكل إعلامي حريص على الفوز بقصب السبق لمعرفة الجديد في سياسة المملكة، من وزير إعلامها الجديد!!
في أحد الأيام زارني صحافي عربي في مكتبي بالمديرية العامة للصحافة والنشر، تربطني به صداقة قديمة، فسألته هل قابلت الوزير؟ أجابني نعم، وليتني لم أقابله!! سألته: لماذا؟ أجاب بلهجته بدَّك الصراحة.. انني مندهش لتعيينه وزيراً للإعلام!!
أثار دهشتي، فسألته عن سبب هذا الانطباع المتسرِّع.. قال: هل تصدِّق انني مكثتُ أحدِّثه لمدة نصف ساعة، وهو يهز رأسه، ويبتسم، وبصراحة كدتُ أطق من صمته، وحين طلبتُ منه حواراً صحافياً اعتذر بلباقة الدبلوماسيين، فودَّعته شعوراً مني بالاحباط، وفشل مهمتي، فقام من مقعده ((ما أطوله)) وودَّعني إلى باب مكتبه، وهو تواضع أحسبه له، ثم قال لمدير مكتبه سجِّل عندك إسم الأستاذ، ورقم غرفة الفندق الذي ينزل فيه، وكان شعوري كمن ((رضي من الغنيمة بالاياب))!!
قلتُ لصديقي الصحافي العربي بعد أن أنهى حديثه: اعترف لك أنني لا أعرف الوزير شخصياً رغم انني أحد العاملين في الوزارة، لكنني أشعر أنك كُنتَ مبالغاً في حديثك معي، فأنت تعرف أنه جديد على العمل الإعلامي، وصمته في رأيي حكمة لأنه يود أن يعطيك الفرصة الكاملة للحديث لمعرفة ما لا يعرف، والذي ينشد المعرفة يلتزم الصمت ليسمع أكثر، ألم يسجل مدير مكتبة المعلومات المطلوبة عنك؟ إذن عليك الانتظار لأيام قليلة أحسبها فرصة لك للتجوال في مدينة الرياض.
بعد ثلاثة أيام جاءني مشرق الوجه، قائلاً: عندك حق فيما قلته، لقد أنهى كل ما جئت من أجله، كأنه كان يسجل كل كلمة تحدثتُ بها معه، إلا أنه لم يوافق على إجراء حوار معه!!
قلتُ له: وهذه عنده حق فيها، فأنت تعرف حساسية الأجواء العربية، والمملكة لمكانتها الكبيرة فإن كل كلمة تصدر عنها محسوبة عليها، وقد تكون قابلة للتأويلات، والعنعنات، وهناك الكثير ممن يحبون الاصطياد في المياه العكرة، وبخاصة وسائل الإعلام الموظفة (ايديولوجياً)، و (حزبياً)!!
كانت هناك مقاطعة للصحف العربية التي دأبت على مهاجمة المملكة، وكيل الاتهامات لها جزافاً، وكانت (( الرقابة )) على الصحافة في الداخل على أشدها!! كنا نكتب على أعصابنا، نحرص أن نكتب بكل وضوح، وأن نحاسب أنفسنا بأنفسنا بما يمكن أن يُطلق عليه ((النقد الذاتي))، مستبعدين العبارات التي قد تؤوَّل، ونتحاشى ((الكلمات))، أو المصطلحات التي تحمل أكثر من مدلول، حتى لا يمكن تفسيرها بأبعد مما يريد الرقيب، ونناقش القضايا المحددة التي لا تثير غضب ((الرقيب)) باجتهاده الفردي، وتفسيره الذاتي ولأننا مواطنون نعرف ما يجب الكتابة عنه، وما يجب تجنبه، فلم نقع في ((المحظورات))!!
ولم يحدث أن كانت هناك ((رقابة مباشرة)) من وزارة الإعلام على الصحافة إلا في حرب 1967م أو حرب العاشر من رمضان (اكتوبر) تجنباً لأي صوت ((نشاز)) عن الحرب، لأنها حرب العرب جميعاً.
وفي هذه الفترة كنتُ مشرفاً على صفحات الأدب والثقافة في مجلة ((اليمامة)) حيث تلقيت رسالة بالبريد ـ لا أتذكر الآن مصدرها ـ يؤيد فيها مرسلها دعوة ((سعيد عقل)) الشاعر اللبناني إلى ليتنة الحرف العربي لتسهيل الكتابة باللغة العربية تخلصاً من مشكلة قواعد علم (النحو) الداعية إلى ((الرفع)) بالضمة، و ((بالنصب)) في حالة المنصوب، وهي دعوة قديمة ـ على ما أذكر ـ دعا إليها سلامة موسى وغيره، في مصر!!
كما دعا (سعيد عقل) إلى الكتابة باللغة (( المحكية )) العامية رغم أن كل شعره قاله بالفصحى، باستثناء محاولة له في ديوان صغير ـ لا أذكر اسمه ـ وهي محاولة ماتت في مهدها.
ونشرنا رسالة (القارئ) مذيَّلة بردنا عليها بالحجج والبراهين التي تؤكِّد فساد دعوة (عقل)، ورفضها جملةً، وتفصيلاً، كتبنا الرد عن قناعة، واقتناع لسخافة الدعوة التي لو طُبِّقت لفصلنا جيلنا، والأجيال التالية عن تراثنا الضخم الذي يعمر مكتباتنا منذ ما يربو على (1500) عام، وتمس الناحية (العقدية) من منطلق ان اللغة العربية الفصحى هي لغة (القرآن الكريم) معجزة حبيبنا المصطفى عليه الصلاة، والسلام.
فوجئت بالصديق (الشدي) رئيس تحرير المجلة يزورني في مكتبي ليخبرني أنه كان في مكتب الوزير (إبراهيم العنقري)، وأنه غير راض عن نشر موضوع الرسالة، ووضع صورة أستاذنا (محمد حسين زيدانتغمده الله بواسع رحمته، ربما لاستشهادنا برأي له في الموضوع مضمون الرسالة، تحت صورة (عقل)، وأنه ـ أي الوزير ـ طلب أصل الرسالة وظرفها، فوعدته على أمل تداول الرأي معك.
قلت له: قد نجد أصل الرسالة في ((إرشيف)) العدد، أما أصل الظرف فقد أعتدتُ على عدم الاحتفاظ بالظروف كقاعدة، لأنني أمزِّقها وألقي بها في ((سلة المهملات))، ثم ودَّعني الصديق (الشدي) للقاء مساء بالمجلة، وتركني نهباً للهواجس التي رأيت حلَّها بالمواجهة، فذهبتُ لمدير مكتب الوزير ـ وكان صديقي ـ وشرحتُ له الحكاية، وأنه ليس أمامي إلا تقديم استقالتي لأنني أرفض التشكيك في مواطنتي، وإخلاصي، فطلب مدير المكتب عودتي إلي مكتبي، وأنه سيتفاهم مع الوزير، ويخبرني بالنتيجة هاتفياً.
وفعلاً، بعد ساعة اتصل بي هاتفياً ناقلاً لي تفاهمه مع الوزير الذي عد الأمر منتهياً دون حاجة لاحضار أصلي الرسالة والظرف، ومن ذلك اليوم أصبحت أحتفظ بكل رسالة مع ظرفها، سواء في عملي الرسمي، أو شؤوني الشخصية!!
ونظراً لطول الموضوع أكتفي بهذا الموقف.. أما كيف اكتشفت أنه خطيب بليغ مفوه، فقد كان ذلك في مجمع ضم كل ضيوف الإعلام في (مِنَى) حين وقف كأنه ((قس بن ساعدة))، حيث ألقي كلمة مؤَثِّرة لم يلحن فيها إطلاقاً، فتذكرت قول الشاعر:
(( النحو يصلحُ من لسانِ الألكنِ
والمرء تكرمهُ إذا لم يلحنِ
وإذا أردت من العلوم أجلّها
فأجلّها عندي مقيم الألسنِ
فإذا كنتُ أكبره من قبل في نفسي، فقد أزداد اكباري له تلك الليلة التي سمعته فيها يلقي خطابه بأسلوب أدبي، لا لكنه فيه، ولا تأتأة، ولم استغرب عليه ذلك حين عرفتُ أنه كان من أعضاء ندوة ((المسامرات الأدبية)) أثناء دراسته. بمكة المكرمة، وكانت الخطابة الارتجالية من أبرز نشاطاتها، ومن شبَّ على شيء شاب عليه.
وبعد تعيينه وزيراً لوزارة البلديات والشؤون القروية، حرصتُ على التعرف عليه شخصياً، فذهبتُ لزيارته في مكتبه دون سابق موعد، فاستقبلني كأنه يعرفني، ولم أطل الزيارة كي لا أشغله رغم أن مكتبه لم تكن عليه أوراق لأنه اعتاد على إنجاز كل قضية في حينها.. ومن يومها نشأت بيننا علاقة شخصية إنسانية تسمو على المصالح الدنيوية.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1299  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 14 من 43
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.