الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

جوابه عن تفاضل الكبائر

8 ـ وأما ما سألتم عنه من تفاضل الكبائر: فنعم ⁽¹⁾؛ فالحسنات تتفاضل والكبائر تتفاضل.. سئل صلى الله عليه وسلم عن أكبر الكبائر، فذكر عليه السلام أشياء، منها: عقوق الوالدين، وشهادة الزور ⁽²⁾.

واستعظم عليه السلام أشياء منها زنا الزاني بامرأة جاره ⁽³⁾، ومنها زنا الشيخ ⁽⁴⁾، ومنها زنا الزاني بامرأة المجاهد ⁽⁵⁾؛ فهذه الوجوه أعظم عند الله بنص نبيه عليه السلام [من] سائر وجوه الزنا وكل عظيم؛ وذكر كذب الكاذب أيضاً بعد العصر ⁽⁶⁾ فدل على أنه أعظم منه إثماً في سائر الأوقات، وذكر عليه السلام كذب السلطان، وزهو الفقير؛ علمنا بذلك أن الكذب من الملك أعظم ذنباً من كذب غيره، وأن زهو الفقير أكبر إثماً من زهو الغني ⁽⁷⁾.. وكذلك الإلحاد بالبيت والظلم بمكة أعظم منه في سائر البلاد، والقتل بلا شك أعظم إثماً من اللطمة والضربة، والكذب على النبي [صلى الله عليه وسلم] أشنع من الكذب على غيره.. قال النبي عليه السلام: إن الكذب [عليَّ] أعظم من الكذب على غيري فمن كذب عليَّ فليلج النار ⁽⁸⁾ [251/أ].. وعن شعبة بن الحجاج رحمه الله يقول: لأن أزني أحب إليَّ من أَنْ أدلِّس ⁽⁹⁾.. وأنا أقول: لأن يضرب عنقي، أو أصلب، أو يرمى بي وأهلي وولدي: أحبُّ إليَّ من أن أقطع الطريق، أو أقتل النفس التي حرم الله بغير الحق، وأنا أعلم أن ذلك حرام، [وهذا] أحب إليَّ من أن أستحل الاحتجاج بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا أعتقده صحيحاً، أو أن أرد حديثاً صحيحاً عنه عليه السلام ولم يصح نسخه بنص آخر؛ ولا صح عندي تخصيصه بنص آخر، فالكبائر تتفاضل كما أخبرتكم تفاضلاً بعيداً، وكذلك العذاب عليها يتفاضل كما تتفاضل الحسنات ويتفاضل الجزاء عليها.. صح عن النبي صلى الله عليه وسلم [أنه] قال: إن أهل الجنة يتراءون مَنْ فوقهم كما تتراءون الكوكب الدُّري ⁽¹⁰⁾، وصح عنه عليه السلام أنه أمرنا أن نسأل الله الفردوس الأعلى ⁽¹¹⁾، فإنه وسط الجنة وأعلاها ⁽¹²⁾، وفوق ذلك عرش الرحمن.

وجاء نص القرآن بأن المنافقين في الدرك ⁽¹³⁾ الأسفل من النار وقال تعالى وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [سورة غافر/46]، والأشد والأسفل لا يقعان إلا بالإضافة إلى ما هو أخف وأعلى.. وجاء الحديث الصحيح أن أبا طالب يخفف عنه العذاب بنعلين في رجليه يغلي منهما دماغه، وأنه أخرج عمه من النار إلى ضحضاح ⁽¹⁴⁾ منها، وأنه أخف أهل النار عذاباً ⁽¹⁵⁾.. هذا الذي ذكرت معاني الحديث التي ذكرت لكم.

[1]

هكذا.

[2]

صحيح: أخرجه البخاري (2510) في الشهادات: باب ما قيل في شهادة الزور وكتمان الشهادة من طريق وهب بن جرير، وعبد الملك بن إبراهيم، وفي الأدب (5632): باب عقوق الوالدين من الكبائر، ومسلم (88) في الإيمان: باب بيان الكبائر وأكبرها.

والطبري في (التفسير (5/42) من طريق محمد بن جعفر.

وأخرجه البخاري (6477) في الديات: باب قول الله تعالى وَمَنْ أَحْيَاهَا من طريق عبد الصمد وعمرو. وأخرجه مسلم (88) والترمذي (3018) والطبري من طريق خالد بن الحارث.

وأخرجه الطبري من طريق يحيى بن كثير. كلهم عن شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس بن مالك قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور. اللفظ للبخاري.

وأخرجه البخاري (6298) في الأيمان والنذور: باب اليمين الغموس، ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) (1/84 ـ 85) وأخرجه النسائي (7/ 89 و 8/63) وأحمد بن عمرو بن أبي عاصم في (الديات) ص (42) من طريق النضر:

وأخرجه البخاري (6476) في الديات: باب قول الله تعالى وَمَنْ أَحْيَاهَا والترمذي (3021) والدارمي (2/191) وأحمد (2/201) والطبري (5/42) من طريق محمد بن جعفر.

وأخرجه أبو نعيم في (الحلية) (7/202) من طريق داود بن إبراهيم الواسطي.

ثلاثتهم عن شعبة عن فراس عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. اللفظ للبخاري. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري (6522) في استتابة المرتدين، والطبري (5/42) وابن حبان (2562) (إحسان) والطحاوي في (المشكل) (1/380) من طريق عبيد الله بن موسى.

وأخرجه البيهقي (10/35) من طريق محمد بن سابق. كلاهما عن شيبان عن فراسٍ به نحوه.

وأخرجه البخاري (6521) في استتابة المرتدين: باب إثم من أشرك بالله من طريق بشر ابن المفضل، وإسماعيل ابن إبراهيم بن علية. و (2511) في (الشهادات) من طريق بشر بن المفضل، ومسلم (87) وعنه المصنف في (المحلى) (4/245) من طريق إسماعيل ابن علية، والترمذي (1901و3019) وعنه البغوي (43) من طريق بشر بن المفضل. وأخرجه البخاري (5631) في الأدب باب: عقوق الوالدين من طريق خالد الواسطي، والطحاوي في (المشكل) (1/381) من طريق عبد الوهاب بن عطاء والخرائطي في (مساوئ الأخلاق) (69) (224) كلهم عن سعيد الجريري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً قالوا: بلى يا رسول الله: قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين ـ وجلس وكان متكئاً فقال ـ: ألا وقول الزور قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. اللفظ للبخاري.

قال الترمذي عقب الرواية الأولى: هذا حديث صحيح، وعقب الثانية: هذا حديث حسن غريب صحيح.

وفي الباب عن عبد الله بن أنيس الجهني، وعمران بن حصين وأبي الدرداء رضي الله عنهم.

أما حديث عبد الله بن أنيس فقد أخرجه الترمذي (3020) وأحمد (3/495) والطحاوي في (مشكل الآثار) (1/382)، والحاكم (4/296) وأبو نعيم في (الحلية) (7/327) والطبراني في (الأوسط) (3237) وابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني) (4/80) من طرقٍ عن الليث بن سعد عن هشام بن سعد عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي عن أبي أمامة الأنصاري عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس، وما حلف حالف بالله يمين صبر فأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة اللفظ للترمذي. وقال: وأبو أمامة الأنصاري هو ابن ثعلبة ولا نعرف اسمه وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وهذا حديث حسن غريب.

وقال أبو نعيم عقبه: غريب من حديث الليث وهشام، وما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا أنيس.

وصححه الحاكم، والذهبي، وقال الهيثمي في (المجمع) (1/110): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثوقون. وحسنه الحافظ في (الفتح) (10/411) وأخرجه ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثانى) (4/80) من طريق وهبان (وهب بن بقية) عن خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن زيد عن عبد الله بن أبي أمامة عن عبد الله بن أنيس نحوه.

وأخرجه ابن الأثير في (أسد الغابة) (3/120)، وابن حبان (12/374) (إحسان) من طريق أبي يعلى عن وهب بن بقية به.

قال المزي في (التحفة) (4/275) بعد أن ذكر طريق الترمذي عن محمد بن زيد عن أبي أمامة عن عبد الله بن أنيس: رواه عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن محمد بن زيد عن عبد الله بن أبي أمامة عن أبيه عن عبد الله بن أنيس فزاد فيه (عبد الله بن أبي أمامة).

وأما حديث عمران بن حصين فقد أخرجه الطبراني في (الكبير) (18/140) قال الهيثمي في (المجمع) (1/108): ورجاله ثقات إلا أن الحسن مدلس وعنعنه.

انظر المجمع (1/107 ـ 111) و (الإحياء) (4/17) كلام العراقي.

وأما حديث أبي الدرداء فقد أخرجه الخرائطي في (مساوئ الأخلاق) (257).

وجاء عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه موقوفاً أخرجه هناد في (الزهد) (985) عن أبي زبيد عبثر، عن أشعث، عن عامر، عن عون بن عبد الله قال: قال عبد الله: ((أفضل العمل الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، والجهاد في سبيل الله، ومن أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس)).

قلت: أشعث هو ابن سوار الكندي ضعيف، وعون لم يدرك ابن مسعود.

[3]

صحيح: أخرجه المصنف في (المحلى) (4/245) من طريق مسلم عن إسحاق بن راهوية عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال رجل: يا رسول الله، أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: أن تدعو لله نداً وهو خلقك قال: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك وهو في (صحيح مسلم) (86) (142) في الإيمان: باب كون الشرك أقبح الذنوب، وبيان أعظمها بعده، وأخرجه البيهقي في (الشعب) (4/353) بهذا الإسناد وتمامه: قال ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله عز وجل تصديقها وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [سورة الفرقان/68].

وأخرجه مسلم أيضاً والبيهقي في (السنن) (8/15) وفي (الشعب) (4/338) من طريق عثمان ابن أبي شيبة، والبخاري (6468) في الديات: باب قول الله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ [سورة النساء: 93] و (7094) في التوحيد: باب قول الله تعالى: يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ.. [سورة المائدة /67] عن قتيبة بن سعيد كلاهما عن جرير به.

وأخرجه ابن أبي شيبة في (المسند) (1/165) والبيهقي (8/15) من طريق عبد الله بن نمير، وأبو عوانة (1/55) والبيهقي في (الشعب) (4/345) وأبو نعيم في (الحلية) (4/145) وابن حبان (4416) (إحسان) من طريق سفيان كلاهما عن الأعمش عن أبي وائل به.

وأخرجه أبو عوانة (558) والطحاوي في (المشكل) (1/379) من طريق سفيان عن منصور عن الأعمش عن أبي وائل به.

وأخرجه مسلم (86) (141) ومن طريقه المصنف في (المحلى) (11/228) وأخرجه البيهقي في (الشعب) (4/353) وابن حبان (4415) (إحسان) من طريق إسحاق بن إبراهيم، وأخرجه أبو يعلى (5130) من طريق زهير بن حرب كلاهما عن جرير عن منصور عن أبي وائل به.

وأخرجه مسلم أيضاً والبخاري (4207) في تفسير سورة البقرة: باب قوله تعالى: فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ من طريق عثمان بن أبي شيبة. وأخرجه البخاري (7082) في التوحيد: باب ما ذكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم، والنسائي في (الكبرى) كما في (تحفة الأشراف) (7/117) عن قتيبة بن سعيد كلاهما عن جرير عن منصور به.

وأخرجه البخاري (5655) في الأدب: باب قتل الولد خشية أن يأكل معه، وأبو داود (2310) من طريق سفيان، وعبد الرزاق في (المصنف) (19719) ومن طريقه الخرائطي في (المساوئ) (393) و (482) عن معمر كلاهما عن منصور به.

وأخرجه البخاري (4483) في تفسير سورة الفرقان (6426) في المحاربين: باب إثم الزناة، والترمذي (3182) بعده، والبيهقي (8/18) والطبري في (جامع البيان) (19/41) والخرائطي في (مساوئ الأخلاق) (396) (484) من طريق سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل به.

وأخرجه النسائي (7/89 ـ 90) وفي (الكبرى) كما في (التحفة) (7/117) من طريق سفيان عن واصل عن أبي وائل به.

وأخرجه ابن أبي شيبة في (المسند) (1/242) من طريق سفيان عن واصل ومنصور عن أبي وائل به.

وأخرجه أحمد (1/434) والبيهقي (8/18) والبغوي في (شرح السنة) (1/82) والطبري في (جامع البيان) (1/514) من طريق سفيان عن منصور والأعمش وواصل عن أبي وائل به.

هكذا رواه الأعمش ومنصور وواصل الأحدب عن أبي وائل عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود رضي الله عنه. ورواه الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود ولم يذكر عمرو بن شرحبيل أخرجه أحمد (1/380) والنسائي في (الكبرى) كما في (التحفة) عن أبي معاوية، وأحمد (431) عن أبي معاوية ووكيع، وابن حبان (4414) (إحسان) وأبو يعلى (5098) من طريق أبي شهاب، وأبو يعلى (5166) من طريق جرير كلهم عن الأعمش به.

وكذا واصل الأحدب عن أبي وائل عن عبد الله أخرجه البخاري (4483) في تفسير سورة الفرقان: باب وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ وفي المحاربين (6425)، والنسائي (7/90) والترمذي (3182) من طريق سفيان عن واصل عن أبي وائل به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه النسائي (7/90) والترمذي (3182) من طريق سفيان عن واصل عن أبي وائل به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه النسائي (7/90) من طريق يزيد عن شعبة عن عاصم عن أبي وائل به، وقال عقبه: هذا خطأ، والصواب الذي قبله (أي: واصل عن أبي وائل) وحديث يزيد خطأ إنما هو واصل. والله أعلم.

قلت: أخرجه الترمذي (3183) والطيالسي (2/67 ـ 68) (منحة) وفي (المسند) (264) وأبو نعيم في (الحلية) (4/146) من طريق شعبة عن واصل عن أبي وائل به.

قال الترمذي: حديث سفيان عن منصور والأعمش أصح من حديث واصل؛ لأنه زاد في إسناده رجلاً.

وأخرجه البخاري (6426) بعده في المحاربين، والنسائي (7/90) عن عمرو بن علي عن يحيى عن سفيان، وأحمد (1/462) والخرائطي في (المساوئ) (395) و (483) من طريق مهدي كلاهما عن واصل عن أبي وائل عن عبد الله.

زاد البخاري: قال عمرو: فذكرته لعبد الرحمن وكان حدثنا عن سفيان عن الأعمش ومنصور وواصل عن أبي وائل عن أبي ميسرة فقال: دعْه، دعْه. وانظر (الفتح) (12/115 ـ 116).

قلت: والذي يظهر لي أن أبا وائلٍ سمعه من ابن مسعود ومن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل عن عبد الله فحدث به على الوجهين ويكون من المزيد في متصل الأسانيد.

قال ابن حبان: ولست أنكر أن يكون أبا وائل سمعه من عبد الله، وسمعه من عمرو بن شرحبيل عن عبد الله حتى يكون الطريقان جميعاً محفوظين (الإحسان) (4415).

وأخرجه الطبري في (جامع البيان) (5/43 و 19/41) عن عبيد الله بن محمد الفريابي و (5/43) عن عبد الله بن محمد الزهري كلاهما عن سفيان بن عيينة عن أبي معاوية عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود

قلت: إسناده صحيح.

وأخرجه الطبراني في (الكبير) (10/25) من طريق أبي إسحاق عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود.

وأخرجه سعيد بن منصور (2/118) والطبراني (10/9819، 9820، 9821) من طرقٍ عن ابن مسعود.

وانظر (مساوئ الأخلاق) للخرائطي (485) و (الكنز) (12990).

وفي الباب عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه عند البخاري في (الأدب المفرد) (103) وأحمد (6/8) قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات.

قلت: فيه أبو ظبية الكلاعي قال الحافظ: مقبول.

[4]

صحيح: أخرجه المصنف في (المحلى) (11/228) من طريق محمد بن العلاء، ومسلم (107) في الإيمان: باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار، وابن منده في (الإيمان) (720) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبو عوانة (1/40) عن علي بن حرب، والنسائي في (الكبرى) كما في (تحفة الأشراف) (10/84) والخرائطي في (المساوئ) (486) من طريق أحمد بن بديل كلهم عن أبي معاوية.

وأخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة (107) (172)، وأخرجه ابن منده في (الإيمان) (619 و 620) والبيهقي (8/161) وفي (الصفات) (290) وفي الشعب (4/360) والبغوي في (شرح السنة) من طريق إبراهيم بن عبد الله، وأخرجه أحمد (2/480) كلهم عن وكيع.

كلاهما ـ أعني أبا معاوية ووكيعاً ـ عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، وملك كذاب وعائل مستكبر اللفظ لمسلم.

وأخرجه المصنف في (المحلى) (11/228 ـ 229) من طريق محمد بن ربيعة، وابن طهمان في (مشيخته) (122) من طريق عمر بن سعيد الكوفي، وأبو يعلى (11/59و 76).

وابن منده (621) من طريق جرير، والسهمي في (تاريخ جرجان) (401) من طريق أبان بن تغلب كلهم عن الأعمش به.

وأخرجه الطبراني في (الأوسط) (4441) من طريق القاسم بن الوليد عن أبي حازم به. وعنده: وغني بخيل بدل: شيخ زان.

ذكره الهيثمي في (المجمع) (5/251) وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه النسائي (5/86)، وابن حبان (1098) (موارد) والقضاعي في (مسند الشهاب) (324) والخطيب في (تاريخ بغداد) (9/358) من طرقٍ عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربعة يبغضهم الله عز وجل: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر. وأخرجه المصنف في (المحلى) (11/229) من طريق النسائي لكنه قال: حماد بن زيد بدل حماد بن سلمة. وأخرجه ابن عدي (1/317) من طريق أبي أمية بن يعلى عن سعيد به.

وأخرجه ابن حبان (7337) (إحسان) من طريق إسماعيل بن مسعود الجحدري، عن يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه.

قلت: الجحدري هذا روى له النسائي وهو ثقة، ويزيد وسعيد من رجال الشيخين، وعبد الرحمن من رجال مسلم.

وأخرجه أبو يعلى في (المسند) (11 / سنده ص (470) ومتنه ص (477) عن وهب بن بقية عن خالد عن عبد الرحمن بن إسحاق به.

وأخرجه النسائي (5/86) وأحمد (2/433) من طريق يحيى بن سعيد، وابن حبان (4413) (إحسان) من طريق حماد بن مسعدة والبيهقي في الشعب (6/229) من طريق سليمان بن بلال كلهم عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة.

وابن عجلان مدلس وعنعنه، وهو صدوق روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة.

وفي الباب عن أبي ذر رضي الله عنه عند أحمد (5/153) والترمذي (2568) والنسائي (5/84) والحاكم (1/416 ـ 417 و 2/113) والبزار في (المسند) (8/417 و 421 ـ 423) وابن حبان (813 و 1602) (موارد) والخرائطي في (المساوئ) (507) و (613) وابن خزيمة (2456) وابن أبي عاصم في (الجهاد) (127 ـ 128 ـ 129) وابن نصر في (قيام الليل) (177).

قال الترمذي: هذا حديث صحيح. وصححه الحاكم والذهبي.

وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه عند الطبراني في (الأوسط) (8/202) قال الهيثمي (6/258) رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن سهل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

وفي الباب عن المقداد بن عمرو رضي الله عنه عند أحمد (6/8)، والبخاري في (الأدب المفرد) (103)، والبزار في (المسند) (2115).

وفي الباب عن سلمان رضي الله عنه عند الطبراني (6/301) (6111) والبزار في (المسند) (6/493) والبيهقي في (الشعب) (4/220)، وفي الباب عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم.

انظر (المجمع) (4/81) و (6/258) ورفعه زيد بن أسلم عند ابن وهب في (الجامع) (541).

[5]

أخرجه مسلم في الإمارة (1897) (139): باب حرمة نساء المجاهدين وإثم من خانهم فيهن، ومن طريقه المصنف في (المحلى) (11/228) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجلٍ من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه إلا وُقِفَ له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء فما ظنكم.

ومن هذه الطريق أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) (4/36 ـ 37) وابن أبي عاصم في (الجهاد) (100) والمزي في (تهذيب الكمال) (23/626) وأخرجه أحمد (5/352) قال حدثنا وكيع عن سفيان به، والنسائي (6/50) عن حسين بن حريث، ومحمود بن غيلان عن وكيع به.

وتابع وكيعاً عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان نحوه عند ابن أبي عاصم في (الجهاد) (101) وسفيان هو الثوري تابعه عليه مسعر عن علقمة به عند مسلم (1897) (139) بعده، وأبو عوانة (5/71) وابن أبي عاصم في (الجهاد) (102) وأبو نعيم في (الحلية) (7/257) والخطيب في (تاريخ بغداد) (11/174).

وتابعه أيضاً قعنب عند سعيد بن منصور (2/130) ومن طريقه مسلم (1897) (140) وأبو داود (2496) وأبو عوانة (5/70) والبيهقي (9/173)، وأخرجه الحميدي (907) وعنه أبو عوانة (5/70) والبيهقي (9/173) والمزي (23/626)، وأخرجه ابن حبان (10/491 ـ 492) (إحسان) وابن أبي عاصم (103).

وأخرجه الروياني (1/64) وأبو عوانة (5/72) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن عمر بن قيس عن علقمة به.

قال الدارقطني في (أطراف الغرائب والأفراد) (2/321): تفرد به أبو خالد الأحمر عن عمرو عن علقمة عنه ـ يعني عن سليمان بن بريدة عن أبيه ـ، ورواه أبو سنان سعيد بن سنان عن علقمة وهو غريب من حديثه عنه تفرد به أصرم بن حوشب عنه، ورواه ليث بن أبي سليم عنه وهو غريب من حديثه وغريب من حديث إبراهيم بن طهمان عن ليث.

وأخرجه الطبراني في (الكبير) (2/23) (1146) وأبو عوانة (5/72) من طريق يزيد النحوي عن سليمان بن بريدة به.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أمر برجم ماعزٍ: ألا كلما نفرنا غازين في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس يمنح أحدهم الكثبة، أما والله إن يمكني من أحدهم لأنكلنه عنه أخرجه مسلم وغيره، وقصة ماعز في البخاري وقد جاءت عن جماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة، وعمران بن حصين، وبريدة بن الحصين، ونعيم بن هزَّال رضي الله عنهم.

وأخرجه الطبري في (جامع البيان) (12 ـ 137) والترمذي (3115) وغيرهما عن أبي اليسر بن عمرو الأنصاري قال: أتتني امرأة تبتاع مني بدرهمٍ تمراً فقلت: إن في البيت تمراً أجود من هذا، فدخَلتْ فأهويتُ إليها فقبّلتها، فأتيت أبا بكر فسألته فقال: استر على نفسك وتب واستغفر الله، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخلفت رجلاً غازياً في سبيل الله في أهله بمثل هذا؟ حتى ظننت أني من أهل النار حتى تمنيت أني أسلمت ساعتئذ....

أصلها في الصحيحين وغيرهما.

وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم ونساءَ الغزاة فإن حرمتهن كرحمة إمهاتكم أخرجه ابن عدي في (الكامل) (3/366) والبزار (1552) (كشف) من طريق سعيد بن زربي عن الحسن عن أنس رفعه.

قال ابن عدي: ولسعيد بن زربي أحاديث غير ما ذكرت وهو يأتي عن كل من يروي عنه بأشياء لا يتابعه عليهما أحد وعامة حديثه على ذلك. وقال البزار: تفرد به عن الحسن سعيد ابن زربي وليس بالقوي.

ونسبة في (الكنز) (5/322) لأبي الشيخ، وذكره الهيثمي في (المجمع) (6/261) ونسبه للبزار وقال: وفيه سعيد بن زربي وهو ضعيف.

وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قعد على فراش مُغِيبة قيض الله له يوم القيامة ثعباناً أخرجه أحمد (5/300) والطبراني في (الكبير) (3/241) والأوسط (3/299) من طريق ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن ابن أبي قتادة عن أبيه رفعه.

قال أبو عبيد في (غريب الحديث) (3/353): أغابت فهي مُغيبة إذا غاب عنها زوجها.

قلت: ابن لهيعة ضعيف لسوء حفظه، وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أخرجه الخرائطي في (مساوئ الأخلاق) (478) وأبو الشيخ في (الأمثال) (322) بلفظ: مثل الذي يجلس على فراش المغيبة مثل الذي ينهشه الأساود يوم القيامة.

وقال الهيثمي في (المجمع) (6/261): رواه الطبراني ورجاله ثقات.

ونسبه الحافظ في (المطالب) (2/120) لأبي يعلى.

وأخرجه عبد الرزاق (7/139) عن ابن عمرو موقوفاً.

وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: سعد غيور، وأنا أغير منه، والله عز وجل أغير مني فقال رجل من الأنصار: على أي شيء يغار الله تعالى؟ قال: يغار على رجل مجاهد في سبيل الله يخالف إلى أهله.

أخرجه الطبراني (5394). قال الهيثمي (4/332): رواه أحمد والطبراني.

ورجال أحمد ثقات.

وقال (6/261): رواه أحمد في حديث طويل في التفسير في سورة النور وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف.

ونسبه الحافظ في (المطالب) (2/75) لإسحاق بن راهوية وقال: فيه انقطاع فيما أظن وأبو معشر ضعيف. وجاء من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. قال الهيثمي (6/268): رواه الطبراني وفيه الفضل بن دلهم وهو ثقة، وأنكر عليه هذا الحديث من هذه الطريق فقط وبقية رجاله ثقات.

وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في (غريب الحديث) (3/352) لأبي عبيد القاسم بن سلام قوله: ((ما بال رجال لا يزال أحدهم كاسراً وساده عند امرأةٍ مُغزية يتحدث إليها وتتحدث إليه، عليكم بالجنبة فإنها عفاف، إنما النساء لحم على وضم إلا ما ذبَّ عنه)).

قال الكسائي والأصمعي وغيرهما: قوله مغزية يعني: التي غزا زوجها يقال أغزت المرأة إذا كان زوجها غازياً وهي مغزية.

وقوله: الجنبة يعني الناحية، يقول: تنحَّوا عنهن وكلمِّوهن من خارج الدار لا تدخلوا عليهن، وكذلك كل من كان خارجاً قيل: جنبة، وأما قوله: إنما النساء لحم على وضم، قال الأصمعي: الوضم الخشبة أو البارية التي يوضع عليها اللحم يقول: فهن في الضعف مثل ذلك اللحم الذي لا يمتنع من أحدٍ إلا أن يذب عنه.

وقال الأزهري: شبه عمر النساء وقلة امتناعهن على طلابهن من الرجال باللحم ما دام على الوضم.

[6]

قال المصنف في (المحلى) (9/391): وروينا من طريق البزار أحمد بن منصور نا عبد الرحمن بن يونس نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة فذكر فيهم: ورجل حلف على يمينٍ بعد العصر ليقتطع بها مال امرئٍ مسلم.

قلت: أخرجه البخاري في التوحيد (7008): باب قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وفي الشرب والمساقاة (2240): باب من رأى أن صاحب الحوض والقرية أحق بمائة، ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) (2516) عن عبد الله بن محمد، ومسلم في الإيمان (108) (174): باب غلظ تحريم إسبال الإزار، وابن منده في (الإيمان) (626) من طريق عمرو الناقد، وأخرجه ابن منده أيضاً (626) والبيهقي (10/177 ـ 178) من طريق محمد بن يونس الجمال، وأخرجه البيهقي (6/152) وفي (الأسماء والصفات) (ص 289) والبغوي في (شرح السنة) (6/170) من طريق محمد بن آدم المروزي، وأخرجه ابن منده (626) من طريق سعيد المخزومي، وابن حبان (11/273 ـ 274) من طريق صفوان بن صالح كلهم عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به، ولفظ البخاري: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعةٍ: لقد أُعطي بها أكثر مما أُعطي وهو كاذب، ورجل حلف على يمينٍ كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرئٍ مسلم، ورجل منع فضل ماءٍ، فيقول الله يوم القيامة: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك.

وأخرجه البخاري في الشهادات (2527): باب اليمين بعد العصر، ومسلم بعده، وأبو داود (3475)، والنسائي (7/246 ـ 247) وابن منده (625) والبيهقي (10/177) وفي (شعب الإيمان) (4/219 ـ 220) من طريق جرير.

وأخرجه البخاري في الشرب والمساقاة (2230): باب: إثم من منع ابن السبيل من الماء، وابن منده (623) من طريق عبد الواحد بن زياد.

وأخرجه مسلم (108) (173) وابن ماجه (2207 و 2870) وأحمد (2/253) وأبو عوانة (1/41) والبيهقي في (الأسماء والصفات) ص (290) من طريق أبي معاوية.

وأخرجه البخاري في الأحكام (6786): باب من بايع رجالاً لا يبايعه إلا للدنيا من طريق أبي حمزة. وأخرجه مسلم بعده من طريق عبثر.

وأخرجه أبو داود (3474) والترمذي (1595) مختصراً، وابن أبي شيبة (6/257) وأبو عوانة (1/41) وابن منده (622) من طريق وكيع.

وأخرجه أبو عوانة (1/41) وابن منده (424) من طريق شعبة.

وأخرجه أبو عوانة (1/41 ـ 42) من طريق شيبان وابن نمير. كلهم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. وفيه عند البخاري (2230) (2527) ومسلم (108) (173) وأبي داود وابن ماجه وابن منده (622 و 625) والبيهقي (5/330 و 8/160) وفي (الأسماء والصفات) ص (290): ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا للدنيا بدل: ورجل لقد أعطى بسلعته أكثر مما أعطى وأخرجه الإسماعيلي حدثنا محمد بن الحسن السلولي حدثنا صالح يعني ابن أبي الأسود عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أبي هريرة رفعه وليس فيه قوله: بعد العصر.

وصالح بن أبي الأسود هذا قال الذهبي في الميزان (2/288) عن الأعمش وغيره واهٍ ونقل عن ابن عدي قوله: أحاديثه ليست بالمستقيمة وليس بالمعروف.

[7]

الزهو في اللغة: الكبر والتيه والإعجاب بالنفس، والفخر والتجبر والعظمة. تقول العرب:

أزهى من الغراب. وقال ابن مقبل:

ولا تقولنَّ زهوراً ما تخبرني

لم يترك الشيب لي زهواً ولا الكبرُ

وقال ابن المثلم الهذلي:

متى ما أشأ غير زهو الملو

كِ أجعلْك رهطاً على حُيَّض

[8]

صحيح: أخرجه البخاري في العلم (106): باب: إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، والبغوي في (شرح السنة) (1/252) والقطيعي رقم (315) وأبو القاسم البغوي في (مسند ابن الجعد). (841) وابن الجوزي في الموضوعات (1/60) من طريق على بن الجعد. وأخرجه ومسلم في (المقدمة) (1): باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحمد (1/150) من طريق محمد بن جعفر، وأخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) (8/573 ـ 574) وعنه مسلم (1) عن غندر، وأخرجه أحمد (1/83، 123) وأبو نعيم في (الحلية) (8/384) والطحاوي في (المشكل) (1/166) وأبو يعلى (10/461) من طريق يحيى بن سعيد وأخرجه النسائي في (الكبرى) كما في (التحفة) (7/371) عن خالد بن الحارث ويحيى بن سعيد وأخرجه أحمد (/123) عن حجاج، والطيالسي (107) وعنه أبو نعيم (4/369) وأخرجه الطحاوي في (المشكل) (1/166) من طريق أبي داود الطيالسي وعمرو بن الهيثم، كلهم عن شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش قال سمعت علياً يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تكذبوا عليّ فإنه من كذب علي فليلج النار اللفظ للبخاري.

وأخرجه الترمذي (2660) وابن ماجه (31) وأبو يعلى (1/394) من طريق إسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدي، وأخرجه الحاكم (2/137 ـ 138) من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، والترمذي (3715) من طريق وكيع، وأخرجه الطحاوي في (المشكل) (1/166) من طريق محمد بن سهل، والذهبي في (السير) (5/410) من طريق يحيى بن عبد الحميد كلهم عن شريك بن عبد الله عن منصور بن المعتمر به.

قال الترمذي: وفي الباب عن أبي بكر وعمر وعثمان والزبير وسعيد بن زيد وعبد الله بن عمرو وأنس وجابر وابن عباس وأبي سعيد وعمرو بن عنبسة وعقبة بن عامر ومعاوية وبريدة وأبي موسى الغافقي وأبي أمامة وعبد الله بن عمر والمقنع وأوس الثقفي.

قلت: وطلحة بن عبيد الله، وعبد الله بن عمر، وحذيفة، وسلمان، وصهيب، وعمار بن ياسر وأبي هريرة، ومعاذ بن جبل، وزيد بن أرقم ورافع بن خديج وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، أنظر (مجمع الزوائد) (1/147 ـ 153).

قال الترمذي: وحديث علي: حسن صحيح قال عبد الرحمن بن مهدي: منصور بن المعتمر أثبت أهل الكوفة، وقال وكيع: لم يكذب ربعي بن حراش في الإسلام كذبة.

انظر (الصارم المسلول على شاتم الرسول) لتقي الدين أبي العباس أحمد ابن تيمية رحمه الله تعالى ص (169 ـ 178).

[9]

وفي (تهذيب الكمال) (12/941): والله لأن أتقطع أحبّ إليَّ من أن أقول لما لم أسمع: سمعت.

[10]

صحيح: جاء عن أبي سعيد الخدري، وسهل بن سعد، وأبي هريرة، وجابر بن سمرة.

أولأً: حديث أبي سعيد رضي الله عنه:

أخرجه البخاري في بدء الخلق (3083): باب من جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، وعنه البيهقي في (البعث والنشور) (248) والبغوي في (شرح السنة) (15/215) عن عبد العزيز بن عبد الله. وأخرجه مسلم (2831) (11) كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف، وابن حبان (7393) (إحسان) من طريق معن.

وأخرجه مسلم أيضاً من طريق عبد الله بن وهب، كلهم عن مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم: قال: بلى والذي نفسي بيده، رجالٌ آمنوا بالله وصدقوا المرسلين اللفظ للبخاري.

قال الحافظ في (الفتح) (6/327): وهذا من صحيح أحاديث مالك التي ليست في الموطأ. وأخرجه أبو داود (3987) والترمذي (3658) وابن ماجه (96) وأحمد (3/27، 72، 93، 98) وفي (فضائل الصحابة) (164، 166، 167) وابن أبي شيبة (12/6) والحميدي (755) والبيهقي في (البعث والنشور) (250) وابن الأعرابي في (المعجم) (776) وأبو يعلى (2/369 و 473) والخطيب في (تاريخ بغداد) (3/195 و 11/58 و 12/124) والسهمي في (تاريخ جرجان) (382) وأبو نعيم في (الحلية) (9/250) والدولابي في (الكنى) (1/104) والحسن بن عرفة في (جزئه) (74) وابن أبي عاصم في (السنة) (1416) والقطيعي (150، 158، 189) والبغوي في (شرح السنة) (14/99) وابن عدي في (الكامل) (2/381 و 6/36) وأبو بكر البزاز في (الفوائد) (57، 59) الطبراني في (الصغير) (353، 570) والذهبي في (المعجم) (1/129 ـ 130) و (الميزان) (6659) من طرقٍ عن عطية عن أبي سعيد الخدري بلفظ: إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهما وَأَنْعَمَا.

وأخرجه أحمد (3/61) وفي (فضائل الصحابة) (1/169 ـ 170) وابن حبان في (المجروحين) (3/11) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأخرجه أبو يعلى (2/461) من طريق عيسى كلاهما عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري.

وأخرجه ابن الأعرابي (1006) أخبرنا أحمد نا إبراهيم نا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري.

قلت: وإبراهيم هذا هو العبسي صدوق وقد توبع كما رأيت وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه الدارمي (2/242) من طريق أبي حازم عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد.

ثانياً: حديث سهل بن سعد رضي الله عنه:

أخرجه البخاري (6188) في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، والبيهقي في (البعث والنشور) (249)، والطبراني في (الكبير) (5878) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم. وأخرجه مسلم (2830) (10) وأحمد (5/340) والطبراني (5998) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن.

وأخرجه مسلم بعده، والدارمي (2/336) من طريق وهيب.

وأخرجه ابن حبان (2640) (موارد) و (209) (إحسان) من طريق مالك.

وأخرجه أبو يعلى (13/524) وابن عدي (4/303) والطبراني (5762) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق.

وأخرجه الطبراني (6/130) (5740) من طريق عمارة بن غزية، و (5940) من طريق أيوب بن يونس، كلهم عن أبي حازم عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تراءون الكوكب في السماء وجاء إثر هذا الحديث عند البخاري، ومسلم، والبيهقي من طريق أبي حازم عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري.

ثالثاً: حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

أخرجه الترمذي (2556) من طريق عبد الله بن المبارك، وأحمد (2/335) عن أبي عامر وسريج، و (339) عن فزارة، كلهم عن فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره نحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قلت: فليح بن سليمان فيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح وإن احتج به الشيخان انظر ترجمته عند الحديث رقم (109) إن شئت.

وأخرجه الطبراني في (الأوسط) (6/132 ، 6006) عن محمد بن الحسين بن مكرم عن محمد بن خالد بن خداش، عن سلم بن قتيبة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي عن أبي هريرة.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا يونس بن أبي إسحاق، تفرد به أبو قتيبة سلم بن قتيبة.

وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) (9/57): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير سلم بن قتيبة هو ثقة.

قلت: وثقه قوم، وقال أبو حاتم: ليس به بأس كثير الوهم يكتب حديثه، وقال الحافظ في (التقريب): صدوق.

رابعاً: حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه:

أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) (2/254 (2065)) وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) (9/57): رواه الطبراني وفيه الربيع بن سهل الواسطي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

[11]

الفردوس في لغة العرب: البستان الواسع الحسن، والروضة، والوادي الخصيب، والبستان الذي فيه شجر الأعناب. قيل: هو عربي، وقيل: أصله رومي عُرِّب. جمعه: فراديس. تقول العرب: خرج الناس كراديس ينزلون الفراديس أي جماعات. وقال أهل اللغة: الفردوس مذكر وإنما أُنِّثَ في قوله تعالى: (هم فيها) لأنه عنى به الجنة.

[12]

حسن: أخرجه البخاري (2637) في الجهاد: باب درجات المجاهدين في سبيل الله. عن يحيى بن صالح، وفي التوحيد (6987): باب وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ والبيهقي في (الأسماء والصفات) ص (503 ـ 504) من طريق محمد بن فليح.

وأخرجه أحمد (2/335) وابن حبان (1586) (موارد) عن أبي عامر، وأحمد (339) عن فزارة بن عمر.

وأخرجه البيهقي (9/15 ـ 16) والبغوي في (التفسير) (1/581) وفي (شرح السنة) (10/346) والحاكم (1/80) من طريق سريج بن النعمان.

وأخرجه البيهقي (9/158 ـ 159) من طريق يونس بن محمد.

وأخرجه الحاكم (1/80) من طريق ابن وهب.

كلهم عن فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله، أفلا ننبئ الناس بذلك؟ قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة اللفظ للبخاري.

قلت: فليح بن سليمان فيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح كما ذكرنا مراراً. انظر ترجمته عند الحديث رقم (109) من هذا الكتاب.

وقد علق الحافظ في (الفتح) (6/12) على قوله: (عن عطاء بن يسار) فقال: كذا لأكثر الرواة عن فليح، وقال أبو عامر العقدي: عن فليح عن هلال عن عبد الرحمن بن أبي عمرة بدل: عطاء بن يسار، أخرجه أحمد وإسحاق في مسنديهما عنه، وهو وهم من فليح في حال تحديثه لأبي عامر، وعند فليح بهذا الإسناد حديث غير هذا سيأتي في الباب الذي بعد هذا، فلعله انتقل ذهنه من حديث إلى حديث، وقد نبه يونس بن محمد في روايته عن فليح على أنه كان ربما شك فيه، فأخرج أحمد عن يونس عن فليح عن هلال عن عبد الرحمن بن أبي عمرة وعطاء بن يسار عن أبي هريرة فذكر هذا الحديث، قال فليح: ولا أعلمه ألا ابن أبي عمرة قال يونس: ثم حدثنا به فليح فقال عطاء بن يسار ولم يشك.

وكأنه رجع إلى الصواب فيه، ولم يقف ابن حبان على هذه العلة فأخرجه من طريق أبي عامر، والله الهادي إلى الصواب.

وقد وافق فليحاً على روايته إياه عن هلال عن عطاء بن أبي هريرة محمد بن جحادة عن عطاء أخرجه الترمذي (2529) من روايته مختصراً، ورواه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار فاختلف عليه، فقال هشام بن سعيد، وحفص بن ميسرة، والدراوردي عنه عن عطاء عن معاذ بن جبل أخرجه الترمذي (2530) وابن ماجه (4331)، وقال همّام عن زيد عن عطاء عن عبادة بن الصامت أخرجه الترمذي (2531) والحاكم (1/80) ورجح رواية الدراوردي ومن تابعه على رواية همام، ولم يتعرض لرواية هلال مع أن بين عطاء بن يسار ومعاذ انقطاعاً. انتهى كلام الحافظ رحمه الله تعالى، نقلته ورقمته.

[13]

الدرك: أقصى قعر الشيء.

[14]

الضحضاح: من الماء ما يبلغ الكعبين، وقيل: ما يبلغ أنصاف السوق. وقيل: ما لا غرق فيه. وبلغة هذيل الكثير. وقيل: أصله ما رَقَّ من الماء على وجه الأرض. وفي حديث أبي سعيد الآتي: يبلغ كعبيه.

[15]

جاء هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري، والنعمان بن بشير، والعباس بن عبد المطلب، وابن عباس، وأبي هريرة رضي الله عنهم.

أولاً: حديث أبي سعيد رضي الله عنه:

أخرجه البخاري (3672) في فضائل الصحابة: باب قصة أبي طالب، ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) (15/ 241)، وأخرجه مسلم (360) (210) في الإيمان: باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب، وأحمد (3/9/، 50) والبيهقي في (دلائل النبوة) (2/347) وابن منده في (الإيمان) (968) وأبو يعلى (2/512) من طريق الليث عن يزيد بن الهاد عن عبد الله بن خباب عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه وعند بعضهم من نار.

وأخرجه البخاري (6196) في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، وأبو عوانه (1/97 ـ 98) من طريق الدراوردي عن يزيد بن الهاد به. وأخرجه البخاري (6196) وابن منده أيضاً من طريق ابن أبي حازم عن يزيد به.

وأخرجه أحمد (3/55) وأبو عوانة (1/97) وابن حبان (14/168) (إحسان) من طريق حيوة بن شريح عن ابن الهاد به وأخرجه البيهقي في (الدلائل) من طريق نافع عن يزيد به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (13/157) وعنه مسلم (361) (211) في الإيمان: باب أهون أهل النار عذاباً. وأخرجه أبو عوانة (1/98) من طريق عباس الدوري، والصنعاني والصائغ، وأخرجه ابن منده (963) من طريق إبراهيم بن عبد الله البغدادي كلهم عن يحيى بن أبي بكير، عن زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أدنى أهل النار عذاباً ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه.

وأخرجه أحمد (3/13) عن حسن وعفان و (78) عن عفان، والحاكم (4/581) من طريق حجاج بن منهال ثلاثتهم عن حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري.

صححه الحاكم، وهو صحيح؛ حماد بن سلمة سمع من الجريري قبل الاختلاط.

ثانياً: حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه:

أخرجه البخاري في الرقاق (6193): باب صفة الجنة من طريق عندر، ومسلم في الإيمان (363) ـ (212)، وابن منده (964) والحاكم (4/581) من طريق محمد بن جعفر، وأبو عوانة (1/99) من طريق بكر بن بكار وأبي زيد الهروي.

وأخرجه أحمد (4/271) عن يحيى بن سعيد، وأبو داود الطيالسي (798) وعنه أبو عوانة (1/98) وابن منده (964) وأبو نعيم في (الحلية) (4/343) كلهم عن شعبة عن أبي إسحاق عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه. اللفظ للبخاري، وعند مسلم وابن منده وأبي عوانة جمرتان يغلي منهما وعند الطيالسي وأبي نعيم جمرتان أو جمرة.

وأخرج البخاري (6194) ومن طريقه البغوي في (شرح السنة) (15/240 ـ 241) عن عبد الله بن رجاء.

وأخرجه ابن منده (967) من طريق عبد الله بن رجاء وعبد الصمد، كلاهما عن إسرائيل عن أبي إسحاق به ولفظه: إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل في بالقمقم.

وأخرجه ابن أبي شيبة (13/157) وعنه مسلم (364) (213) وأبو عوانة (1/99) وابن منده (965). وأخرجه ابن منده (966) من طريق محمد بن طريف كلاهما عن أبي أسامة عن الأعمش عن أبي إسحاق به ولفظه: إن أهون أهل النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحداً أشدُّ منه عذاباً، وإنه لأهونُهم عذاباً.

ثالثاً: حديث العباس رضي الله عنه:

أخرجه مسلم (357) ـ (209) وأبو عوانة (1/97) وابن منده (961) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري. وأخرجه مسلم أيضاً من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن عبد الملك الأموي، وأخرجه البيهقي في (الدلائل) (2/346) من طريق مسدد والحجبي كلهم عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عنه أنه قال: يا رسول الله، هل نفعتَ أبا طالب بشيءٍ؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: نعم، هو في ضحضاحٍ من نارٍ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار.

وأخرجه مسلم (358) و (359) وأبو عوانة (1/97) وأحمد (1/206، 207، 210) وابن منده في (الإيمان) (957، 958) وبعده بدون رقم و (959) من طرقٍ عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير به. وأخرجه ابن منده (960) من طرقٍ عن سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير به.

رابعاً: حديث ابن عباس:

أخرجه ابن أبي شيبة (13/157 ـ 158) وعنه مسلم (362) ـ (212)، وأخرجه أبو عوانة (1/98) وابن منده (962) من طريق عفان.

وأخرجه أبو عوانة من طريق الحسن بن موسى وإبراهيم بن المبارك البصري، وأخرجه ابن منده من طريق حجاج بن منهال وأبي نصر التمار، كلهم عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي عثمان النهدي عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أهون أهل النار عذاباً أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه. ولفظ أبي عوانة: وفي رجليه نعلان من نار.

خامساً: حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

أخرجه أحمد (2/432، 438 ـ 439) والحاكم (4/580) من طريق محمد بن عجلان قال سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة رجل يحذى له نعلان من نارٍ يغلي منهما دماغه يوم القيامة اللفظ للحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن أبي شيبه (13/157) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد ابن عمير رفعه.

قلت: عبيد هذا قاضي مكة ثقة من كبار التابعين زاد: مسامعه جمر، وأضراسه جمر وأشفاره لهب من النار، ويخرج أحشاء جنبيه من قدميه، وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير فهو يفور. وأخرجه أبو نعيم في (الحلية) (3/274) من طريق منصور عن مجاهد نحوه وزاد: وإن أدنى أهل الجنة منزلة الذي داره من لؤلؤةٍ واحدة، أبوابها وغرفها من لؤلؤةٍ واحدة.

وأخرج عبد الرزاق في (المصنف) (18447 و 20898) ومن طريقه ابن حزم في (المحلى) (11/ 5 ـ 6) عن معمر قال أخبرني إسماعيل بن أبي سعيد الصنعاني عن عكرمة مولى ابن عباس يحدث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهون أهل النار عذاباً رجل يطأ جمرة يغلي منها دماغه فقال أبو بكر الصديق: وما كان ذنبه يا رسول الله؟ قال: كانت له ماشية يعيث بها الزرع ويؤذيه، وحرم الله الزرع وما حوله غلاة سهم فاحذروا أن لا يسحب الرجل ماله في الدنيا ويهلك نفسه في الآخرة، فلا تسحبوا أموالكم في الدنيا وتهلكوا أنفسكم في الآخرة. في المصنف: لا يستحب فلا تستحبوا.