الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

جوابه عن حديث النزول، وإجابة الدعاء عنده

5 ـ وأما ما سألتم عنه مما روي في حديث التنزل، وهل الإجابة مضمونة في تلك الساعة: فحديث التنزل صحيح ⁽¹⁾، وقد قال الله تعالى في محكم كتابه ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [سورة غافر/60]، وأخبرنا تعالى أنه لا يخلف الميعاد، ولكن ههنا بينت ما سألتم عنه بياناً شافياً وهو قوله تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [سورة فاطر/10] فإنما شرطُ الإجابة العملُ الصالح، أو أن يكون الداعي مظلوماً على ما جاء في الأثر عن النبي عليه السلام ⁽²⁾ فمن دعا وعمله صالح أو هو مظلوم فقد جاء في الأثر عن النبي عليه السلام: أن دعاء المؤمن لا يخلو من إحدى ثلاث: إما تعجيل إجابة، أو كفاية بلاء، وإما تعويض أجر ⁽³⁾.. أو كلاماً هذا معناه؛ فاعلموا وفقنا الله وإياكم أن من دفع الله تعالى عنه بلاء، أو عوضه أجراً فقد أجاب دعاءه ولم يخيبه.. وللإجابة في اللغة معنى غير الإسعاف.. يقال في اللغة: ناديت فلاناً فأجابني، ودعوته فأجابني.. بمعنى أتاني؛ فالإجابة من الله تعالى بمعنى قبول عمل العامل في الدعاء وتعويضه عنه الأجر ودفعه عنه البلاء، وربما يُفضل الله تعالى بإسعافه في أن يكون ما طلب، إذا كان مما سبق في علم الله تعالى أن يكون.

[1]	صحيح: أخرجه المصنف في (المحلى) (1/30 ـ 31) من طريق مسلم عن يحيى بن يحيى عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يتنزل الله كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له.
	وأخرجه مالك في (الموطأ (1/214) ومن طريقه البخاري (1094) في التهجد: باب الدعاء والصلاة من آخر الليل و (5962) في الدعوات: باب الدعاء نصف الليل و (7056) في التوحيد: باب قول الله تعالى: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وفي (الأدب المفرد) (754) ومسلم (758) (168) في صلاة المسافرين: باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، وأبو داود (1315) و (4733) والنسائي في (الكبرى) (10/99) والترمذي (3498) والدارقطني في (النزول) (26، 27، 28) وابن نصر في (قيام الليل) (78) والدارمي في (الرد على الجهمية) (125) وأحمد (2/487) والبيهقي في (السنن) (3/2) و (الأسماء والصفات) (565) وابن أبي عاصم في (السنة) (492) واللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) (3 / 435 و 436) وابن خزيمة في (التوحيد) (1/297) ويعقوب بن سفيان في (المعرفة) (1/414) وابن حبان (3/199 ـ 200) (إحسان)، والآجري في (الشريعة) (308) والبغوي في (شرح السنة) (4/65 ـ 66) عن ابن شهاب به نحوه.
	قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
	قلت: لا مرية في ذلك.
	وأخرجه ابن ماجه (1366) والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (484) والدارمي (1/347) وأحمد (2/264 ـ 265 و 267) وعبد الرزاق في (المصنف) (10/444) وابن خزيمة في (التوحيد) (1/298) وابن أبي عاصم في (السنة) (493، 494) وأبو يعلى في (المسند) (11/15 ـ 16) والآجري في (الشريعة) (308، 309) والدارقطني في (النزول) (23، 24، 25، 29، 30، 31، 32، 33، 34) من طرقٍ عن ابن شهاب الزهري به.
	زاد أحمد في رواية، وأبو يعلى، والآجري في رواية: ((كانوا يفضلون صلاة آخر الليل على صلاة أوله)).
	وأخرجه ابن خزيمة في (التوحيد) (1/301) من طريق شعيب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة.
	وأخرجه مسلم (758) (170) من طريق يحيى، والدارمي (1/346 ـ 347) وابن خزيمة في (التوحيد) (1/302، 303) والدارقطني في (النزول) (13) (14) (15) (16) (17) (18) (19) (20) (21) وابن أبي عاصم في السنة (495، 496) وهناد في (الزهد) (2/447) وعبد الغني المقدسي في الدعاء (30) من طريق محمد بن عمرو. وأحمد (2/504) من طريق يزيد. وابن السني في (عمل اليوم والليلة) (369)، وابن خزيمة في (التوحيد) (1/304)، والآجري في (الشريعة) (308، 310) من طريق الزهري.
	كلهم عن أبي سلمة وحده.
	وأخرجه أبو عوانة (2/288)، وابن أبي عاصم (502) وأبو يعلى (10/342) واللالكائي (3/437، 440) والدارقطني في (النزول) (35) من طريق أبي إسحاق عن الأغر وحده. وأخرجه مسلم (758) (172) والبغوي (4/6) وعبد بن حميد (861) والطبراني في (الدعاء) (2/846 ـ 847 ـ 848) والبيهقي في (الأسماء والصفات) (566) والدارقطني في (النزول) (52، 53، 54، 55، 56، 57، 58، 59، 60، 61) وابن خزيمة في (التوحيد) (1/292 و 293) والدارمي في (الرد على الجهمية) والطيالسي (2232 و 238) من هذه الطريق عن أبي سعيد وأبي هريرة.
	وأخرجه المصنف في (المحلى) (1/31) وفي (علم الكلام على مذهب أهل السنة والجماعة) ص (68 ـ 69) من طريق مسلم عن إسحاق بن منصور عن أبي المغيرة عن الأوزاعي عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
	قلت: هو في (صحيح مسلم) (758) (170) وأخرجه ابن أبي عاصم في (السنة) (497) وابن خزيمة في (التوحيد) (1/301) والدار قطني في (النزول) (22) من طريق يحيى بن أبي كثير به.
	وأخرجه المصنف قبله من طريق مسلم أيضاً عن قتيبة بن سعيد عن يعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به.
	قلت: هو في (صحيح مسلم) (758) (169) وأخرجه الترمذي (446) وأحمد (2/419) والبغوي (4/63 ـ 64) من طريق يعقوب.
	وأخرجه أحمد (2/282) وابن خزيمة في (التوحيد) (1/305) من طريق معمر، وأخرجه أبو عوانة (1/289) من طريق سليمان بن بلال، والدارقطني في (النزول) (50) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير. كلهم عن سهيل بن أبي صالح به.
	قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهو أصح الروايات، وأقره عليه الحافظ في الفتح.
	وأخرجه مسلم (758) (171) وابن خزيمة (1/309)، والبيهقي في (الأسماء والصفات) (565)، والخطيب في (الموضح) (1/280) من طريق سعد بن سعيد عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة.
	وأخرجه أحمد (2/433) حدثنا يحيى أخبرني سعيد عن أبي هريرة.
	وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (487) والدارقطني في (النزول) (38، 39، 40، 41، 42، 43) من طريق عبيد الله عن سعيد المقبري به.
	وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (488) وابن خزيمة في (التوحيد) (1/305) وابن أبي عاصم في (السنة (498) والدارقطني في (النزول) (44) من طريق عبيد الله عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
	وأخرجه النسائي في (عمل اليوم والليلة) (489) والدارمي (1/348) والدارمي عثمان في (الرد على الجهمية) (131) وأحمد (1/120 و 2/509) والبيهقي (1/36) مختصراً والدارقطني في (النزول) (37، 45، 46، 47) من طريق سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صفية (وقيل: صبية، قال أحمد والدارقطني: وهو الصواب) عن أبي هريرة. وعند النسائي: أم حبيبة رضي الله عنها.
	وعطاء هذا لم يوثقه سوى ابن حبان، وإذا انفرد ابن حبان موثقاً لا ينبغي أن يلتفت إلى توثيقه.
	وأخرجه أحمد (2/258 و 521) والدارقطني في (النزول) (49)، والطيالسي في (2516) والدارمي في (الرد على الجهمية) (129) وعبد الغني بن عبد الواحد المقدسي في (الترغيب في الدعاء) (25) من طريق هشام عن يحيى عن أبي جعفر عن أبي هريرة.
	ومن طريق أخرى عن أبي جعفر به أخرجه عبد الغني المقدسي في (الترغيب في الدعاء) (27) وأبو جعفر هذا مجهول.
	وفي الباب عن جماعة من الصحابة منهم أبو سعيد الخدري، وجبير بن مطعم، ورفاعة بن عرابة الجهني، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، وأبو الدرداء، وأبو بكر الصديق، وعثمان بن أبي العاص، وأبو أمامة الباهلي وجابر بن عبد الله وعمرو بن عنبسة وأبو سلمة جد عبد الحميد ابن يزيد بن سلمة رضي الله عنهم جميعاً.
[2]	صحيح: سيأتي عزوه ـ إن شاء الله ـ للصحيحين وغيرهما، أخرجه أحمد (3/153) عن يحيى بن إسحاق عن أبي عبد الله الأسدي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً فإنه ليس دونها حجاب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعْ ما يربيك إلى ما لا يربيك.
	قلت: أبو عبد الله الاسدي: مجهول.
	قال الحافظ في (تعجيل المنفعة) (كنى) (1320) رقم (497): هو عبد الرحمن بن عيسى.
	قلت: عبد الرحمن بن عيسى كنيته أو عبد الغفار إلا إن كان يكنى بهما فقد روى عبد الغفار عن أنس نحوه أخرجه ابن معين في (التاريخ) (4/458) ومن طريقه الدولابي في (الكنى) (2/73) والقضاعي في (مسند الشهاب) (2/97) ولفظه: إياكم ودعوة المظلوم وإن كان كافراً فإنه ليس لها حجاب دون الله عند القضاعي: فإنها ليست لها حجاب دون الله تعالى نسبه بعضهم إلى الضياء. وعزاه السيوطي في (الجامع الصغير) لسمويه ورمز لصحته.
	قلت: أبو عبد الغفار هذا قال الحافظ في (اللسان) (7/77 ـ 78): مجهول.
	وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه أحمد (2/367) من طريق خلف، وابن أبي شيبة في (المصنف) (10/275) عن الفضل بن دكين، والقضاعي في (مسند الشهاب) (315) من طريق الليث بن سعد، والخطيب في (تاريخ بغداد) (2/271 ـ 272) وابن علي في (الكامل) (7/53) من طريق سفيان الثوري وأخرجه ابن عدي أيضاً من طريق أبي الربيع الزهراني، والطيالسي (2330) وعنه الخرائطي في (مساوئ الأخلاق) (619) كلهم عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه ولفظه: دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه. وقع في (المصنف) عن أبي مسعر وهو خطأ.
	وأبو معشر هذا ضعيف لسوء حفظه. قال أحمد بن حنبل: حديثه مضطرب لا يقيم الإسناد ولكن أكتب حديثه أعتبر به.
	قلت: لذا حسنه الهيثمي في (مجمع الزوائد) (10/154) والحافظ في (الفتح) (3/360). وأخرجه أحمد (2/478) من طريق وكيع عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد ودعوة المسافر.
	قلت: أبو جعفر هو الأنصاري المدني المؤذن قال الحافظ في (التقريب): مقبول.
	وقد جاء عن أبي هريرة مرفوعاً: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين.
	أخرجه الترمذي (3598) وابن ماجه (1752) وأحمد (2/445) و (2/304 ـ 305) والطيالسي (2584) والبيهقي في (الشعب) (5/409 ـ 410) وفي (الأسماء والصفات) (1/334) والبغوي في (شرح السنة) (5/196) وابن خزيمة (3/199) وابن حبان (874) (إحسان) والحربي في (الفوائد) (24) والمزي (34/ 270) من طريق أحمد.
	قال الترمذي: هذا حديث حسن. واللفظ له. وحسنه أيضاً الحافظ.
	قلت: فيه أبو مدلة مولى عائشة قال ابن خزيمة: مولى أبي هريرة وليس بصحيح. قال الحافظ في التقريب: مقبول.
	والذي لا غبار عليه ما ورد في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس في بعث معاذٍ إلى اليمن دون لفظة: ((كافر)).
	أخرجه البخاري (1425) في الزكاة: باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء حيث كانوا، وفي مواضع من (صحيحه) (2316) و (4090) وغيرها، ومسلم (19) (29) في الإيمان: باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، وأبو داود (1584) والنسائي (5/2 ـ 4 و 5/55) والترمذي (625) وابن ماجة (1783) وأحمد (1/233) وابن خزيمة (2275) والبيهقي (4/96 و 6/92 و 7/7) والدارقطني (2/136) وأبو عبيد القاسم في (الأموال) (1084)، والأصبهاني في (الترغيب والترهيب (2099)، ولفظ البخاري: .. واتقِ دعوةَ المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب، وعند مسلم: ((بينها))، وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنهما أخرجه الحاكم (1/29) بلفظ: اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرار. صححه الحاكم والذهبي.
	وعن عقبة بن عامر الجهني قال الهيثمي في (المجمع) (10/154): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن يزيد الأزرق وهو ثقة.
	وعن خزيمة بن ثابت عند البخاري في (التاريخ الكبير) (1/186) والطبراني (8/37).
	قال الهيثمي بعد أن نسبه للطبراني: وفيه من لم أعرفه.
[3]	حسن بشواهده: جاء عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وجابر، وعبادة بن الصامت، وأنس، وسلمان رضي الله عنهم.
	أولاً حديث أبي سعيد رضي الله عنه:
	أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) (711) من طريق حماد بن سلمة.
	وأحمد (3/18) والبزار (4/41) (كشف) من طريق أبي عامر.
	وابن أبي شيبة في (المصنف) (10/201) والبيهقي في (شعب الإيمان) (2/48) وعبد بن حميد في (المنتخب) (937) والحاكم في (المستدرك) (1/493) وابن عبد البر في (التمهيد) (5/344) من طريق أبي أسامة، وقد سقط أبو أسامة من إسناد الحاكم.
	وأخرجه أبو نعيم في (الحلية) (6/311) وأبو القاسم البغوي (الجعديات) (2/ رقم 3406) وأبو يعلى في (المسند) (2/296) والطبراني في (الدعاء) (2/802) وابن عبد البر في (التمهيد) (5/343 ـ 344) والمزي في (تهذيب الكمال) (21 / 75) من طريق شيبان بن فروخ.
	وأخرجه الطبراني في (الدعاء) وابن عبد البر في (التمهيد) من طريق جعفر بن سليمان. كلهم عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يدعو ليس بإثمٍ ولا بقطعية رحم إلا أعطاه الله إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها. قال: إذن يكثر، قال: ((الله أكثر)). اللفظ للبخاري والباقون بنحوه.
	صححه الحاكم والذهبي، وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) (10/151): رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في (الأوسط) ورجال أحمد وأبي يعلى وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة.
	قلت وثقه أبو زرعة، وابن عمار، ووكيع، ابن معين في رواية. وفي رواية تكلم فيه على مذهبه، وقال الترمذي: كان يحيى ـ يعني القطان ـ يتكلم فيه.
	وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ليس بحديثه بأس، قلت: يحتج بحديثه؟ قال: لا.
	وقال أحمد والنسائي وأبو بكر البزار والحافظ في (التقريب): لا بأس به.
	والحديث رواه البزار (4/40) (كشف) والطبراني في (الدعاء) (2/801) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي المتوكل به.
	قال البزار: تفرد به سعيد وهو عندي صالح ليس به بأس، حسن الحديث، حدث عنه عبد الرحمن بن مهدي. قال الهيثمي: لم يتفرد به سعيد، وقد رواه عن غيره.
	قلت: سعيد ضعيف.
	وأخرجه البيهقي في (الشعب) (2/48) من طريق أبي زيد بن طريف، وأخرجه عبد الغني المقدسي في (الترغيب في الدعاء) (22) من طريق أبي مليل، كلاهما عن محمد بن عبيد الصابوني عن أبي أسامة عن عون عن سليمان التميمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري.
	وقع عند البيهقي: ابن عوف بدل ابن عون فإن كان هو فهو ابن محمد.
	أشار البيهقي إلى أن محمد بن عبيد الصابوني لم يحفظه فقال: فعلى هذا هو شاهد لحديث الرفاعي إن كان حفظه هذا الصابوني ولا أراه حفظه.
	وأخرجه الطبراني في (الدعاء) (40) عن علي بن الصقر السكري عن أحمد بن محمد بن أيوب عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري.
	قلت: علي بن صقر السكري هذا قال الدارقطني: ليس بالقوي. وأحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي قال ابن عدي: حدث عن أبي بكر بن عياش بالمناكير، وقال أبو حاتم: روى عن أبي بكر بن عياش أحاديث منكرة. ووثقه إبراهيم بن الحربي وقال: لو قيل له اكذب ما أحسن أن يكذب. وقال أحمد بن حنبل: ما أعلم أحداً يدفعه بحجة. وقال الذهبي: صدوق؛ حدَّث عنه أبو داود والناس ولينه ابن معين وأثنى عليه أحمد وعلي وله ما ينكر، وقال الحافظ في (التقريب): صدوق كانت فيه غفلة.
	وأبو بكر بن عياش قال المزي في (تهذيب الكمال) (33/135): روى له مسلم في مقدمة كتابه والباقون.
	قال الحافظ في (التقريب) (65) (كنى): ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح.
	ثانياً: حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
	أخرجه أحمد (2/448) قال الهيثمي في (المجمع) (10/151): رواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.
	وأخرجه أبو يعلى (10/517) قال الهيثمي بعد أن عزاه لأبي يعلى: وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات.
	قلت: وأخرجه أبو نعيم (7/249) من طريق يزيد بن هارون عن مسعر عن أبي حصين عن أبي صالح ذكوان عنه.
	ثالثاً: حديث جابر رضي الله عنه:
	أخرجه الترمذي (3381) حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عنه رفعه.
	قلت: ابن لهيعة ضعيف على الإطلاق سواء روى عنه العبادلة أو غيرهم، إلا أن رواية العبادلة عنه أحسن من رواية غيرهم ولم يروه عنه في هذا الحديث أحد منهم، قد استوفيت ترجمته في (الرصف) ص (93 ـ 99) وقال الشيخ مقبل الوادعي في (المقترح) ص (141): أنا ـ من فضل الله ـ ما أعلم حديثاً واحداً قد قبلته لابن لهيعة ولو روى عنه العبادلة.
	قلت: وهو مدلس وعنعنه، وأبو الزبير وثقه قوم وضعفه آخرون وهو مدلس وعنعنه، قال المصنف في (المحلى) (11/325) وأبو الزبير مدلس ما لم يقل فيه (نا) أو (أنا) لا سيما في جابر فقد أقر على نفسه بالتدليس فيه.. واستثنى رواية الليث عنه. وذكره الذهبي في منظومته في أهل التدليس، وذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين وقال: مشهور بالتدليس.
	رابعاً: حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه:
	أخرجه الترمذي (3573) وعبد الله بن أحمد في زوائد (المسند) (5/ 329) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه.
	وأخرجه الطبراني في (الأوسط) (147) وفي (الدعاء) (86) من طريق مسلمة بن علي عن زيد بن واقد وهشام بن الغاز.
	ثلاثتهم عن مكحول عن جبير بن نفير عنه رفعه.
	قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
	وقال الحافظ في (الفتح) (11/96): وقد ورد في ذلك حديث صحيح أخرجه الترمذي والحاكم من حديث عبادة بن الصامت.
	قلت: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ضعفه قوم وقال صالح بن محمد البغدادي: أنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه عن مكحول.
	قلت: وهذا الحديث مما يرويه عن أبيه عن مكحول، ومكحول مدلس وعنعنه.
	وأما إسناد الطبراني ففيه مسلمة بن علي وهو متروك الحديث متهم، قد استوفيت ترجمته في (الرصف) (135 ـ 138).
	خامساً: حديث أنس رضي الله عنه:
	أخرجه عبد الرزاق في (المصنف) (10/443) والطبراني في (الدعاء) (38) من طريق معمر عن أبان عنه. قلت: أبان هذا هو ابن أبي عياش قال الفلاس: متروك الحديث، وقال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه منذ دهر، وقال البخاري: كان شعبة سيء الرأي فيه، وقال الحافظ في (التقريب) متروك.
	وأخرجه عبد الغني المقدسي في (الترغيب في الدعاء) (21) من طريق جعفر الأحمر عن بيان عن أنس، وجعفر هذا قال الحافظ في (التقريب) صدوق يتشيع.
	سادساً: حديث سلمان رضي الله عنه:
	انظر (المجمع) (10/152):
	وقوله: ما لم يدع بإثمٍ أو قطعية رحم له شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم (2735) (92).