فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
جوابه عن أفضل النوافل 4 ـ وأما ما سألتم عنه من أي الأمور أفضل في النوافل: الصلاة، أم الصيام، أم الصدقة؟.. فقد جاءت الرغائب في كل ذلك وكلها فعل حسن، وما أحب للمؤمن أن يخلو من أن يضرب في هذه الثلاثة بنصيب ولو بما قل.. إلا أن الصدقة الجارية في الثمار في الأرضين أحب إلي من الصلاة والصوم في التنفل، وقد روينا عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ((إذا صمتُ ضعفتُ عن الصلاة، والصلاة أحب إلي من الصيام)).. ولسنا نقلد في ذلك ابن مسعود، ولا نقول أيضاً: إن هذا ليس كما قال، ولكني أقول ـ والله أعلم؛ إذ لا نص في ذلك عن النبي عليه السلام ولكني قد قلت ـ: إني أحب للمؤمن أن يضرب في كل هذه الثلاثة بنصيب، ويأخذ بحظه من كل واحد منها وإن قل؛ فذلك إن شاء الله خير له بلا شك من أن يأخذ بإحداهن ولا يأخذ من الباقين نصيباً، وبيان ذلك أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن المصلين يدعون من باب الصلاة، والصائمين يدعون من باب الصيام وأصحاب الصدقة يدعون من باب الصدقة.. فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، ما على من يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟.. فقال: نعم، وأرجوا أن تكون منهم (1) .. فإنما اخترنا ما بشر به [248 ب] النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، وحسبك بهذا اختياراً فاضلاً، جعلنا الله وإياكم من أهله آمين. [1] صحيح: أخرجه مالك في (الموطأ) (2/469) ومن طريقه البخاري (1798) في الصوم: باب الريان للصائمين، والنسائي (4/168 ـ 169 و 6/47 ـ 48) والترمذي (3674) وابن المبارك في (الزهد) (1327) والبغوي في (شرح السنة) (6/134) والبيهقي في (البعث والنشور) (232) وابن حبان (2/5 ـ 6) (إحسان) وابن عبد البر في (التمهيد) (7/184) وأبو القاسم الأصبهاني في (الترغيب والترهيب) (836) عن ابن شهاب الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة. فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجوا أن تكون منهم اللفظ للبخاري وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت وتابع مالكاً شعيب بن أبي حمزة عند البخاري (3466) في فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً خليلاً، والنسائي (5/9 ـ 10) والبيهقي (9/171) وابن حبان (3418) (إحسان). ويونس عند مسلم (1027) (85) في الزكاة: باب من جمع الصدقة وأعمال البر، والنسائي (4/168 ـ 169) وابن حبان (6866) (إحسان). ومعمر عند عبد الرزاق (11/107) ومن طريقه مسلم (1027) بعده بدون رقم، وأحمد (2/268) والبيهقي في (البعث والنشور) (231) وابن خزيمة (4/114) وابن أبي عاصم في (الجهاد) (96) والبغوي (6/135) وابن حبان (3419) (إحسان). وصالح عند النسائي (6/22 ـ 23) وأخرجه ابن أبي عاصم في (الجهاد) (95) من طريق عبد الأعلى عن معمر به. ومحمد بن إسحاق عند ابن أبي شيبة في (المصنف) (3/7). ومحمد بن عبد الله بن أويس عند أبي القاسم الأصبهاني في (الترغيب والترهيب) (1749) كلهم عن الزهري به نحوه. وأخرجه البخاري (2686) في الجهاد: باب فضل الصدقة و (3044) في بدء الخلق: باب ذكر الملائكة، ومسلم (1027) (86) والبيهقي في (البعث والنشور) (233) من طرقٍ عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي (6/48) وابن أبي عاصم في (الجهاد) (97) من طريق الأوزاعي عن يحيى عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة به. وجزم المزي في (التحفة) (10/473) بأن يحيى هذا هو ابن أبي كثير. فعليه تكون هذه الرواية بنزول والتي قبلها بعلو. وأخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) (5/333 ـ 34) عن محمد بن بشر، وابن حبان (4641) (إحسان) من طريق حماد بن سلمة كلاهما عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة به. وأخرجه أحمد (2/366) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه. وفي الباب عن أبي ذر عند الحاكم (2/86) صححه ووافقه الذهبي.
طباعة تعليق  القراءات :560  التعليقات :0
صفحة 9 من 17

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج