شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مقدمة المحقق
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ [سورة آل عمران /102].. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [سورة النساء /1].. يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [سورة الأحزاب /70 ـ 71].. أما بعد: فإليكم أيها الناس موعظة جليلة.. يظهر فيها صدق النصيحة، وتسطع منها سلامة الطوية، وتقمع من طغيان المتعالم المتكبر، وتكسر من زهوه، وتسمو بالعالم المتبحر، وتنوِّه به، وتبثُّ الأمل في نفوس الحيارى والمسرفين، وتزيد المحسنين بحول الله تعالى إحساناً.. كتبها شيخ الإسلام وفخر الأندلس الإمام أبو محمد ابن حزم ـ قدس الله روحه ـ من حفظه رداً على أسئلة وردت عليه من بعض أصحابه.. أجادوا الأسئلة ووُفِّقَ هو لإصابة الجواب عنها وسماها: ((رسالة التلخيص لوجوه التخليص)).
باعث التحقيق:
يقيني بأنه لا يسمع أحداً الاستغناء عن مثلها، وقد وقع في يدي كثير من كتب ورسائل الوعظ ولم أجد فيها مثل ما وجدت في هذه الرسالة من الدقة والجودة، وتيسير الحل مع خلوص الدِّخلة.. ولقد وجدت بعض المصنفات في هذا الباب تقنِّط من رحمة الله تعالى تقنيطاً، وأخرى على خلافها: تجعل المسلم معتمداً فقط على رحمة الله تعالى دون أن تبصِّره مخرجاً، أو تفطنه لتبرئة ذمته.. لا تأبه لآيات الوعيد، ولا تعبأ بها (1) .. وثالثة مختصرة ضحلة، ورابعة مملة قد انتفخت بما لا طائل من ورائه.. فقلت في نفسي: لا بد من إخراج هذه الرسالة القيمة، وإبرازها ليُستفاد منها، فاستعنت الله عز وجل فأعانني أحمده وحده.
الأصل الذي اعتمدته:
ليس لدي سوى طبعة الأستاذ العلاَّمة إحسان عباس، الطبعة الثانية سنة 1987م المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، وهي ضمن مجموعة ((رسائل ابن حزم الأندلسي)).. نقلتها كما هي، حتى رجوعه للأصل في مثل: [237/أ] ونحوها.. زدتها [صلى الله عليه وسلم]، و[عليه الصلاة والسلام]، و[رضي الله عنه]، و[رحمه الله تعالى].. ثم أرسل لي شيخنا الفاضل الجليل العلاَّمة أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري حفظه الله تعالى وحرسه ورعاه نبذةً عن هذه الرسالة، قال فضيلته: ((لعلكم تفيدون منها في مقدمتكم، وهذه هي: ((كتاب التلخيص في أعمال العباد هو الذي طبعه الدكتور إحسان عباس عن نسخة شهيد علي بعنوان (التلخيص لوجوه التخليص)، وقبله طبعة آسين بلاثيوس في المجلد الثاني عشر من مجلة الأندلس عام 1934م، وهذا الكتاب غير كتاب (التلخيص والتخليص في المسائل النظرية)؛ لأن الذهبي ذكرهما معاً، ولأن كتاب التلخيص المطبوع في الزهد.. أما تلخيص المسائل النظرية فهو في أصول الفقه عن المسائل المتفرعة من الدليل (الأصل الرابع من أصول الظاهر) كما فهمت من إحالات ابن حزمٍ إليه، وهذا الكتاب لا يزال مفقوداً)). اهـ.
عملي في التحقيق:
قمتُ بتخريج الأحاديث كلها، وأرجو أن أكون موفقاً فيه، وأعتذر عن الإطالة، وما كان ذلك إلا ليكون الحكم على الحديث على بيِّنة.. وقد علم الناس أن في بعض الطرق زيادات لا يُستغنى عنها، وقمتُ بفهرستها وفهرستُ المترجمين والمراجع مرتبة على حروف المعجم.. ثم أرشدني شيخنا العلامة أبو عبد الرحمن ابن عقيل إلى تخريج ما لم أخرجه من أدلة الأحكام وذلك بعد فراغي من هذه الرسالة وشروعي في تحقيق كتابٍ جليلٍ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قد أخذ جُلَّ وقتي؛ لذا لا تجدني أسهب في تخريجها كإسهابي في تخريج الأحاديث المرفوعة.. لعل الله جل وعلا أن ييسر بسط تخريجها في طبعة أخرى.. كما أرشدني فضيلته إلى تفسير الغريب، والترجمة لبعض الأعلام، وغير ذلك، فجزاه الله تعالى عني خير الجزاء، فأنا مَدينٌ في إعداد هذه الرسالة إلى إرشاداته حفظه الله تعالى وحرسه ورعاه.
التعريف بالمصنف:
هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف ابن معدان بن سفيان بن يزيد الفارسي الأصل، الأندلسي، القرطبي، الظاهري.
وُلد بقرطبة في سنة أربع وثمانين وثلاث مئة، وتوفي سنة ست وخمسين وأربع مئة؛ فكان عمره إحدى وسبعين سنة وأشهراً رحمه الله تعالى (سير أعلام النبلاء للذهبي).
ولستُ أرى من الضروري أن أترجم للإمام أبي محمد في مقدمة هذه الرسالة لقوله هو رحمه الله تعالى: ((لكنى أضربتُ عن الأسانيد خوف التطويل، ورجاء الاختصار))؛ ولأن الترجمة الواحدة لا تفي، ولكني أحيل إلى كتابَيْ الشيخ أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري سلمه الله تعالى: ((ابن حزم خلال ألف عام))، و ((نوادر الإمام ابن حزم)).. وابن عقيل حفظه الله هو من أعلم خلق الله تعالى بابن حزم خاصة، وبالمذهب عامة.. وأقول: إن من أحسن من ترجمه الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (18/184)
والله أسأل أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم، وأن يغفر لي ولوالديَّ وللمؤمنين والمؤمنات، إنه وليُّ ذلك آمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وكتب
أبو عبد الملك سعود بن خلف ابن نويميس الشَّمَّري الظاهري
فجر يوم الخميس الوافق (21/9/1422هـ).
طباعة

تعليق

 القراءات :1975  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 17
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج