شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المقدمة
حظيت الأحجار الشاهدية الإِسلامية بعناية كبيرة من الباحثين، أمثال: فان برشم (1) Van Max Berchem ، وجاستون فييتGaston wiet (2) ، وليفي بروفنسال (3) Levi provencal ، وجيوفاني أومان Gioviani oman (4) ، ومادلين شنيدر Madelein Schneider (5) ، وأدولف جروهمان (6) Adolf Grohman، وحسن الهواري (7) ، وإِبراهيم جمعة (8) ، وحسن الباشا (9) ، ومصطفى الشيحة (10) ، وسعد بن عبد العزيز الراشد (11) ، وأحمد بن عمر الزيلعي (12) .
وحسن بن إِبراهيم الفقيه (13) وخليفة بن عبد الله الخليفة وآخرين (14) ، ومحمد علي السلوك (15) ، وموضي بنت محمد البقمي (16) ، وعبد الرحمن بن علي الزهراني (17) ، وناصر بن علي الحارثي (18) ، وسليمان محمد بالجناح (19) ، ومحمد المسعود الشابي (20) ، ومايسة محمود داود (21) وغيرهم.
ويعود اهتمام الدارسين بهذا النوع من النقوش إِلى ما تحمله من قيمة علمية وتاريخية وحضارية وفنية، فمن خلالها نتعرف على أنماط الخطوط العربية وتطور أشكال الحروف والزخارف، وكذلك التعرف على أسماء الخطاطين وأساليبهم الخطية والمهارات التي وصلوا إِليها، ووضع تصور أولي للتركيبة السكانية للمجتمعات البشرية في مختلف العصور، وحركة الهجرة البشرية.
كما تحتوي هذه الأحجار الشاهدية على أسماء متوفين لم ترد أسماؤهم في كتب التراجم، وبذلك فإِن هذه الأحجار تضيف إِلى هذه الكتب أسماء جديدة لم تكن معروفة من قبل، فضلاً عن أن هذه الأحجار تصحح تواريخ وفاتهم، وتمكن الباحثين من التعرف على سلاسل أنسابهم، والبلدان التي قدموا منها، وأسباب وفاتهم، والكنى والألقاب الوظيفية والعلمية والمهنية لهؤلاء المتوفين.
بالإِضافة إِلى ذلك فإِن هذه الأحجار الشاهدية كتبت بصيغ متنوعة، اشتملت على: الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، والأدعية، والأبيات الشعرية في الرثاء.
وتعد مقبرة المعلاة بمكة المكرمة من المقابر التاريخية المشهورة، لوقوعها في أقدس البقاع عند الله عز وجل، ولدفن كثير من المسلمين من شتى الأقاليم والبلدان الإِسلامية فيها، سواء الذين قدموا لأداء فريضتي الحج والعمرة ووافتهم المنية بمكة المكرمة، أو من المجاورين بها، عدا عن وجود قبر السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك قبور جمع كبير من الصحابة والتابعين والتابعين، وخيرة العلماء والصالحين، وأئمة المسجد الحرام ومؤذنيه، والأمراء والوزراء، والقادة العسكريين، والأثرياء، وعامة الناس.
وقد أولى المؤرخون هذه المقبرة جل عنايتهم واهتمامهم وبخاصة المؤرخين المكيين، وفي مقدمتهم الأزرقي (22) ، والفاكهي (23) ، والفاسي (24) .
كما أفرد لها بعض العلماء كتباً مستقلة، أمثال: الشيبي (25) ، في مخطوطته الموسومة: الشرف الأعلى في ذكر قبور مقبرة المعلى.
ونظراً للأهمية القصوى لهذه الشواهد الخطية فقد أولت وكالة الآثار والمتاحف منذ كانت إِدارة عامة هذه المقبرة بالغ عنايتها، حيث قامت بجمع عدد كبير من شواهدها، والتي يزيد عددها على ألف شاهد تمثل لوحات فنية وخطية غاية في الجمال والإِبداع.
وقد كان لي شرف جمع مجموعة من الشواهد من هذه المقبرة في السنوات الأخيرة أثناء عمليات التوسعة التي قامت بها أمانة العاصمة المقدسة لهذه المقبرة، وتم بتعاون الأمانة إِيداعها في متحف مكة للآثار والتراث.
لذا رأيت من المناسب نشر هذه المجموعة الجديدة في كتاب مستقل ليشكل مع المجموعتين اللتين نشرتا في كتابي الزهراني ووكالة الآثار والمتاحف، مجموعة متكاملة لما تم جمعه من هذه المقبرة التاريخية، كما تم معها تضمين عدد محدود من الشواهد الحجرية المحفوظة في متحف جامعة أم القرى، ومتحف حسن خوجه، في هذه الدراسة سائلاً الله العلي القدير أن ينتفع بها طلاب العلم، والحمد لله أولاً وأخيراً.
أ.د ناصر بن علي الحارثي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :4162  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 2 من 77
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.