شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( حوار الجمهور مع الضيف ))
ثم يعلن مقدم فقرات الأمسية عن بدء الحوار مع الضيف الكريم، ورجا السادة الحضور أن يكون السؤال مختصراً وأن يكتفي بسؤال واحد فقط لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المحاورين.
وكان أول المحاورين هو فضيلة الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني حيث قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين: بسم الله الرحمن الرحيم: الرحمن علَّم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان البيان هو الظاهرة الإنسانية التواصلية التي تفضل بها سعادة الضيف، البيان فيما نفهم عن غير طريق المصطلحات العلمية التي غاص فيها سعادة المحاضر الضيف هو الرمز الكلمي الرمز الحرفي لما يفكر به الإنسان أو يشعر به الوجدان أو يُحس به أو يُشاهده بحاسة من حواسه. فكل كلمة، كل حرف هو رمز ما وقع عليه دلالة، فالكلمة دلالة، والأشياء مدلولات لها، لا شك أن الجملة التعبيرية تركيب خاص يؤدي معنى، هنالك التواصل بيني وبين إنسان ما، لا يمكن أن يكون إلا إذا اصطلحنا على كلمة شَعَر بها هو وشعرتُ بها أنا، فالتقينا على كلمة متواصلة، شيء رأيته وشيء رآه غيري، إذا التقينا على رؤيته كانت لها كلمة، فإذا أطلقت هذه الكلمة ضمن صياغة معينة فهمت هذا المعنى، هنالك مشاعر وأفكار، لدينا أفكار تجريدية، ولدينا مشاعر وجدانية، ما كل المشاعر وُضعت لها رموز في الكلمات وما كل الوجدانيات وُضعت لها رموز في الكلمات، وهنالك أشخاص لهم مشاعر لا يدركها الآخرون يحاول الإنسان عن طريق التشبيه والرمز والاستعارة والمجاز في تقريب المعاني واستخدام الكلمات الوصول إلى تعبير يريد توصيله إلى الآخرين، هناك لدينا فكرة، لدينا إحساس، لدينا عاطفة، لدينا مشاعر وجدانية، لدينا أشياء، لدينا نظام لغوي يجمع جملاً تؤدي معاني بدلالات مُعَيَّنات، هذا البيان يحاوله الإنسان بحيل مختلفة، وهذا مما أتاه الله للإنسان حينما يحتال على الكلمات المتباعدات في مشاعر لا يجد لها في اللغات كلها ما يدل عليها في مصطلح دارج بين الناس، لأن الناس لا يستطيعون أن يضعوا لكل مشاعرهم ولكل أفكارهم ولكل مفاهيمهم كلمات لغوية، هم بحاجة إذن إلى أن يحتالوا للتعبير عنها.
- أنا لا أستطيع أن أقول إن الإِنسان لا يستطيع أن يفكر عن غير طريق اللغة. لكن لا تظهر أفكاره ولا يستطيع التعبير عنها إلا بوسيلة اللغة فالفكرة سابقة واللغة وعاء لهذه الأفكار وهذه الدلالات، إذن الفكرة موجودة، المشاعر موجودة، الإحساس موجود، نأخذ مثلاً عاشقاً محباً أراد أن يقول لمن أحبَّ إنَّني أحبك حباً كثيراً، ويحاول أن يُعبر عن هذا فيأتي بالنار يقول: النار تشتعل في قلبي، هنا استطاع أن يستخدم لهب النار، أَيْ أنَّه استطاع أن يستخدم وسيلة ما من الوسائل ليُعبر عما يريد، من هنا نستطيع أن نقول إن حيلة الإِنسان التي تجعله يستخدم المتباعدات والأشباه والنظائر من أجل أن يُعبر عما في نفسه يدل دلالة واضحة على أن الفكر سابق للكلمة، وأن المشاعر سابقة للكلمة، وأن الوجدان سابق للكلمة، لذلك هو يحتال أن يجد كلمة ما فلا يجد في اللغات ما يدل عليها فيحتال عن طريق التشبيه، عن طريق الرمز، عن طريق الإِشارة، كثيراً ما يعجز الإِنسان عن أن يؤدي الكلمة فيحاول أن يُعَبِّر بإشاراته الحركية، هي فكرة إذن، فكرة دل عليها بإشارته.
- أعني بذلك أن نتعامل مع الموضوع في سذاجة، فلا نغوص الغوص العلمي الواسع، بينما عندنا منطقيات بديهية وأمور واضحة.
- وفي هذا المجلس الحافل من أهل الفكر والأدب أريد أن أنتهز مناسبة صغيرة وفكرة واضحة، أننا نحن المسلمين أصحاب رسالة، هذه الرسالة هي رسالة توصيل كلمة الله للناس أجمعين، فهل نمثل نحن الوسيلة؟ هل نحن نقوم بهذه الوظيفة؟ هل نؤدي هذا الواجب الرباني الذي فرضه الله على الأمة الإسلامية، وعندنا أمتن لغة، وأقوى لغة، وأحسن لغة، وأقدر لغة على التعبير والتوصيل، كيف نكون شهداء على الناس يوم الدين بأننا بلّغناهم رسالة الله ونحن لا نقوم بهذه الوظيفة؟
- وبمناسبة حضور كبار الأدباء ورؤساء الأندية أقول إن الأدب هو الجسر الموصل ما بين المشاعر والأفكار والمعاني، والرسالة الربانية إلى الآخرين حتى نؤديها أداءاً حسناً، وكما قال سعادة المحاضر.. القرآن معجزة البيان الكبرى هو الكلمة، الكلمة الربانية التي منحنا الله إياها لنكون دعاة إلى الله عن طريق البيان، وأحسن وسيلة توصل إلى عمق الفؤاد أن أكون أديباً، وأن أكون شاعراً، وأن أكون كاتباً، وأن أكون معلماً، وأن أكون مُبصِّراً، وأن أصل إلى مشاعر الآخرين وأفكارهم بالكلمة الطيبة المباركة، عند ذلك أُؤدي الوظيفة أحسن أدائها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :573  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 144 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج