شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
ثم جاء دور الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ليلقي كلمته فقال:
- بسم الله أحمدك ربي كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأصلي وأسلم على خير خلقك سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
 
- وبعد، فإن الحديث عن الدكتور عبد الله نصيف حديث عن الأب، وحديث عن الجد، وحديث عن البيت الكريم الذي كان مفتوحاً للعلماء وللضيف عبر عقود من الزمن. ومن الطريف - لأدلل على ذلك - أن أحد علماء الهند كان ضيفاً على الشيخ "الأفندي نصيف" وحينما عاد إلى بلده لم يذكر التاريخ فبعث برسالة وكتب على غلافها بجانب صاحبها: "البيت الذي أمامه شجرة" لم يكن في ذلك الوقت شجر في جدة، ولكن هذا البيت كان مشهوراً بهذه الشجرة، والشجرة دليل الخُضرة ودليل الكرم، ودليل الخير، فكان العلماء يأتون إلى هذا البيت المفتوح طوال السنة، وخاصة في موسم الحج، إذن هو من هذه النبتة الكريمة الطيبة.
- وأذكر أني رأيته أكثر من مرة وهو يرتدي لباس الكشافة، وهو ذلك الزِّي الذي يرتديه الكشافة والجوالة، فعجبت لرجل جامعي يصاحب الكشافة والجوالة في هذه الرحلة الشاقة، فقلت أين شبابنا ليخشوشنوا، ذلك أن النعم لا تدوم كما يقول الحديث النبوي ولكنهم قِلة، ورأيت في المقدمة هذا الرجل الجامعي، ربما أن انتسابه إلى الجيولوجيا حثه أو دفعه إلى هذا العمل الشاق، ولكنه الطموح - كما قال الأستاذ الزيدان - الطموح إلى القوة وأن الفتوة ينبغي أن تظهر على الشباب وأن يكون لها دور. فكان هو يشارك هؤلاء الجوالة في رحلاتهم الشاقة العنيفة، كان لا يستنكف منها.
- وقد شاركنا في النادي الأدبي عن هموم المسلمين والتنصير الذي انتشر في شرق آسيا وفي أفريقية فكانت تلك الآلام الممضة، شاركنا هو والدكتور محمد عبده يماني وآخرون، وكنا نحاول أن نعالج هذه القضايا والتي تقضَّ المضاجع، وتقضَّ مضاجع الذين يحسون أن هذا الارتداد عن الدين إلى الكفرة أو إلى الكُفْر، ذلك أنهم يجدون عند الكُفر ما يعينهم على حياتهم، ونحن قَصَّرنا كل التقصير كمسلمين قادرين على أن نقوم بدورنا أو ببعض دورنا، فشارك خير مشاركة، وذلك إلى جانب سعيه إلى تلك البلاد ليحاول أن يُضمِّد الجراح.
- ثم حدثني بعض الأصدقاء الذين كانوا معه في الجامعة، عن الرجل الذي يتخذ القرار بشجاعة وجد. فكان إدارياً حازماً، أنا لم تكن صلتي به صلة وثيقة، ولكن أعرف أسرته، أعرف أباه، وأعرف جده رحمهم الله تعالى، وأعرف بقية الأسرة، أما العلاقة بالدكتور عبد الله نصيف فهي علاقة مواطنة تجمعنا هذه البلاد وخاصة مدينة جدة، فكنت أرتاح لما أسمع عن شجاعته ودوره واتخاذه للقرار وحزمه في إدارته الجامعة، وكان موضع تكريم وموضع تقدير من الزملاء الذين كانوا في الجامعة.
- ثم تولى تلك الأمانة، الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال فأَبَيْن أن يحمِلْنها، وأشفَقْن منها، وحملها الإنسان. حملها ليس مُكرَهاً ولكنه حملها طائعاً، وقد تكون الوظيفة فيها بعض الأمر، فهو لا شك أنه يقبلها ويؤديها على وجهها بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ثم بالنية، وقد حدثنا شيخنا الحبيب بلخوجة ذلك الحديث: "إنما الأعمال بالنيات" وأن العمل هو الذي يُفسر القول، ذلك أن القول وحده لا يكفي، والله سبحانه وتعالى قد ذم المؤمنين أو عاتبهم أو عنفهم حينما قال: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. حمل هذه المهمة الصعبة، مهمة المسلمين، ألف مليون من المسلمين على الكرة الأرضية أكثرهم عراة جياع بعيدون عن دينهم فهو يسعى ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فكما قال الدكتور محمد عبده يماني: ليس علاج مشاكل المسلمين بالمادة وحدها، ولكن بالجُهد وبالعلم وبالعمل وبالنصح، وما أقل الجهد اليوم، وما أقل الذين يسعون في مثل هذه المشاق.
- نرجو الله له مزيداً من التوفيق والسداد، وشكراً لأخينا وصديقنا عبد المقصود على هذا التكريم الذي جاء في محله، فهو رجل لمَّاح يُعنى بالرجال، ويعنى بالطامحين ويعنى بالعاملين، شكر الله له، وشكر لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :468  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 130 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.