شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد الله المعطاني ))
ثم أعلن مقدم الأمسية أن الكلمة للدكتور عبد الله المعطاني، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- حينما عمل المستشرق الفرنسي "جاك بيرك" أربعين سنة في جامعة السوربون، ولم يعد يستطيع أن يلقي دروسه في تلك الجامعة، قيل له: سوف نودعك بالعلم، فاختر محاضرة تلقيها على طلابك، فاختار محاضرة سَمَّاها "الأندلسيات".
- وحينما خرج من المحاضرة سأله الصحافيون: لماذا اخترت أندلسيات؟ فقال: لأن الأندلس هي الأرض الوحيدة التي امتزجت فيها الحضارات.
- أردت بهذه المقدمة كي أحييك يا سيدي بكلمات عاطرة ملؤها الإعجاب والتقدير للذين يصنعون التاريخ، وأنت منهم، للذين يبنون الفكر وأنت منهم، أحيي فيك مصر الأندلس، وأندلس مصر، وأحيي فيك. عالم الرحلة، ورحلة العالم. والتي أسميتها الفردوس الموعود وليس الفردوس المفقود، وكذلك أنت من أرّخت الأدب وأدبت التاريخ، وأخال أن الدكتور حسين مؤنس قد تعلم الأدب العربي عن طريق قراءة مؤرخي الأندلس، لأن مؤرخي الأندلس أدباء، فلو أننا أخذنا "ابن بسّام الأندلسي" صاحب كتاب "الذخيرة" لرأيناه يترجم للرجال بأسلوب أدبي رائع، ولو أخذنا "ابن سعيد" في كتابه "المُغرِب في تاريخ أهل المَغرب" لوجدنا أديباً يترجم للرجال، ولو أخذنا "ابن عذارى" أو "عبد الواحد المراكشي" في "المُعجِب في تاريخ المَغرِب" أو غيرهم ممن يعرفُهم أستاذنا الكريم أكثر مما نعرفهم لرأينا أنهم قد امتلكوا ناصية البيان وهم يتحدثون عن التاريخ وعن الأحداث بأسلوب أدبي رائع، وهذا ما وجدناه في أديبنا وفي مؤرخنا وفي فيلسوفنا وعالمنا الدكتور حسين مؤنس.
- إنني لا أستطيع أن أجزم بأن الدكتور حسين مؤرخ، ولو أنه تحدث عن تاريخ الأندلس في كتاباته التي ذكر فيها ما ذكر ولم يذكر منها الشيء الكثير، وكذلك أستطيع أن أقول بأن الدكتور حسين مؤنس فيلسوف حينما يتحدث عن الفكر الأندلسي، وأقول بأنه أديب حينما يتحدث عن رحلة الأندلس، وأقول بأنه محقق حينما يتحدث أو يحقق "الحِلة السيراء" لابن الأَبّار أو "الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة" أو غيرها من الكتب العديدة الممتدة التي حققها، إذن فنحن أمام رجل في هذه الليلة متباعد الأطراف، فسوف تتبعنا يا سيدي بالنقاش ولكنك سوف تريحنا بفكرك وعطائك ومعرفتك.
- في هذه الليلة التي لا أقول إنها كَلَيلةِ الشاعر الأندلسي:
ما بال أنجم هذا الليل حائرة
هـل ضلت القصد أم ليست علـى فلك؟
 
- أريد من أستاذنا الدكتور حسين مؤنس طلباً يحققه لنا جميعاً، وأريدكم أن تشاركوني في هذا الطلب، لأن في تحقيقه إن شاء الله فائدة كبيرة من ذلك فإن له بحثاً في مجلة الدراسات الأندلسية عن رواية جديدة في فتح الأندلس تعرض خلالها لطارق بن زياد في فتحه للأندلس، وخاصة أن الأستاذ محمد عيسى قال بأن أستاذنا الدكتور حسين مؤنس قد هاجم أديب الأندلس وعالمِها لسان الدين بن الخطيب، وكلنا يعلم من هو لسان الدين الخطيب، أريد منه في حديثه الفياض الرائع أن يفيدنا بشيء عن هذه المقالة أو عن هذا البحث وعن هذه الرواية بالذات لأننا شغوفون إليها.
- وفي آخر كلامي هذا أريد أن أحيي فيك الأندلس بهذه الأبيات القليلة التي أنشدتها حينما كنت طالباً مبتعثاً ومررت بربوع الأندلس فرأيتها تبكي فبكيت معها، ليست هذه القصيدة في مستوى قصيدة أستاذنا الأستاذ عمر أبي ريشة، ولكنها قصيدة مهلهلة المعاني ومتنافرة الألفاظ:
لا تحرموني لذة الأحلام
أودى الزمان بقصة الأيام
عُرضت سطور المجد بين نواظري
تتراقص الأحداث في إلهامي
شاهدتها ثكلى تجعَّد وجهها
وبدت عليها قسوة الآلام
خُدشت كرامتها ومُزِّق ثوبها
وبكت مساجدُها على الإسلام
فتبسَّمَتْ لما رأتني مقبلا
تستشعر الأوهام بالأوهام
قالت بصوت مثخن من ذا أرى؟
هل طارق بن زياد صار أمامي؟
أين الجيوش وأين سيفك والقنا؟
أين السفين تلوح كالأعلام
أحرقتها لتقول أعظم قولةٍ
الموتُ من خلفي ومن قدامي؟
فاستوضحتني ثم صاحت ويلتى
أَفَتى أمية جاء كالضرغام؟
مرحى لمقدمك الجزيرة داخلاً
صقراً يرفرف من بلاد الشام
فرجعتُ أدراجي أكسِّر حسرةً
كادت تؤجج أضلعي بضرام
وألفُّ ثوب الذل فوق مخادعي
متضائلاً من حسرتي وملامي
وتركتها ثكلى تجر أنينها
وتنوح في صمت بغير كلام
- والسلام عليكم ورحمة الله.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :737  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 117 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج