يرى القبح صدام فيحسبه حسنا |
ويصغى الى الناعى فيستعذب اللحنا |
والا فما الداعى لحرب يخوضها |
مع اخوة كانوا على عينه جفنا |
اذا ضاعت الاخلاق فالمرء ينتمي |
الى الوحش لا تلقى بجانبه الامنا |
واين هى الاخلاق فى هذه الدنيا |
اذا خانت اليسرى شقيقتها اليمنى |
ولو كان من اهل النهى لرأيته |
يكف الاذى ان الاذى يزرع الضغنا |
لئن كان شيطانا رجمناه بالحصى |
وإن كان انساناً فويل له منا |
الا إنه الافعى تبث سمومها |
فهل يا ترى الافعى تدر لنا سمنا |
صدمت نفوساً واستلبت حقوقها |
ويتمت طفلا واستبحت حمى لبنى |
جنيت على الشعب العراقى جناية |
بما خضت من حرب ضروس بلا معنى |
فهذى على شط الفرات مجازر |
وتلك دماء لا تريد لها حقنا |
لقد مت فى يوم الخميس ولم تكن |
لافعالك السوداء تستاهل الدفنا |
فمت غير مأسوف عليك مذمماً |
فما عدت فى العرب مهيباً ولا ركنا |
شعاراتك الجوفاء ماتت جميعها |
ومت انت يا صدام من بعدها حزنا |
الست قريباً من شفا حفرة الردى |
بلى أنت منها قاب قوسين أو أدنى |
كفانا من الدرس البليغ بأننا |
اذا قلت قولا لا نقيم له وزنا |
دعوناك للسلم فلم تستجب لنا |
ولو كنت حرا لتفاهمت بالحسنى |
دعوناك باسم الله والدين والحجى |
فاغمضت عينيك ولم تفتح الاذنا |
ولو كنت حراما غدرت بامن |
هو الجار اضحى فى العراء بلا سكنى |
الست ترى ان الجحود مذمة |
ومن ينكر المعروف يستأهل اللعنا |
منحناك سيفاً لتصد به العدى |
فعدت علينا وقطعت به الغصنا |
الا ايها الفهد الجدير بحبنا |
اذا قلت هيا للجهاد تسابقنا |
ونحن جنود الحق فى ساعة الوغى |
ومن حيث ما سار المليك بنا سرنا |
بلادى ستبقى حرة برجالها |
ومن رامها بالسوء مات بها غبنا |
ولن نعتدى لكننا لحدودنا |
دروع وهذا الرمل من دونه نفنى |
* * * * * |
* * * * * |