من ألبس الفجر حزن الليل فانطمست |
معالم الحلم .. لا نور ولا أمل |
من أجهض الفرح المولود داخلنا |
وعمق اليوم جرحاً كاد يندمل |
من أسكن السهد جفن الطفل فانطفأت |
أحلامه .. وطوى اماله الوجل |
ما لليمامات ! من فى البيد شردها |
وأشعل النار في الاحباب فاشتعلوا |
* * * |
كانت مشاعرنا بالحب تثريه |
كنا روافده .. بالنفس نحميه |
وكم أضأنا له . شمعاً أناملنا |
وكم ظمئنا، فلم نشرب لنرويه |
يا ويح أمتنا .. جهل يطوقها |
ولا خلاص لها مما تعانيه |
من وطأة الظلم حنى الرفض تبلعه |
فلا تبوح به قهرا وتخفيه |
* * * |
كل الطواغيت والاقزام يا وطنى |
ذابوا ولم يبق إلا الحزن والغضب |
من كان يحسب أن الحر يقتله |
بنو أبيه .. وبنت العم تغتصب |
ألا يحن ويأسى فى العروق دم |
ألا يرق شقيق أو يلين أب |
وأين نهرب .. هم العرب فى دمنا |
وجذوة الشر لا يخبو لها لهب |
* * * |
يا أمتي عجبا ! بات الاسى قدرا |
كالسوط .. يجلدنا .. كالنار يصلينا |
أحين شمنا سنى برق بظلمتنا |
ولاح خلف الدجى فجر يصحبنا |
تمخض الصبح عن ريح تشتتنا |
وأورث البرق إعصارا يعنينا |
أكلما لاح في ظلمائنا قمر |
خبا وخلف نصلا غائرا فينا |
* * * |
متى تزول رياح الحزن يا وطنى |
متى نرى العرب فى صدق قد اتحدوا |
متى نراهم أضاء وا الليل واتفقوا |
على سلام فلا (عبس) ولا (سعد) |
بل أمة وحد الايمان قوتها |
فلا تهون ولا يزرى بها أحد |
متى؟ متى؟ يا فؤادى؟ إننا عرب |
فهل تصدق أنا سوف نتحد |
* * * |
* * * |