شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
وألقى سعادة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين كلمة مشاركة في تكريم المحتفى به جاء فيها:
- بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
- وبعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لعلّي في هذه المناسبة الكريمة أردد قول بشّار:
والأذن تعشق قبل العين أحياناً (1)
 
- فما سمعته الليلة ومما سمعته قبل هذه الليلة أجد أن للدكتور محمد سعيد القحطاني مكانة سامقة عالية لا يرقى إليها إلا أولو العزم من الرجال، فهنيئاً له بهذا الحب وبهذا الوفاء وبهذه الخصال الكريمة التي يتمتع ويوصف بها، والرجال الذين يتمتعون بهذه الخصال أحْرياء بأن يُحتفى بهم وأن يذكروا وأن تسجل لهم هذه الخصال الكريمة المتعددة في هذه المحافل وعبر صفحات التاريخ. هذه تحية من التحيات التي سمعتها أو هي بعض التحية، ولكن هناك موضوعاً لا يقل أهمية عن هذا الاحتفاء ولا يقل عن هذه التحيات التي سمعناها في هذه الليلة لهذا الرجل الكريم ذي الخصال الكريمة الحميدة، تلك الكلمات التي أثارها معالي الدكتور محمد عبده يماني لا نريد أن نمر بها مر الكرام، لأن انعكاساتها ستكون حتماً قريباً أو بعيداً غداً أو بعد غد، وأمامنا الشواهد في بعض البلاد العربية فأنا أسمع وأقرأ أن بلداً عربياً كبيراً فيه من البطالة ما يبلغ المليونين وأكثرهم أو 80% كما تقول الإحصائيات من خريجي الجامعات، نحن أمام مشكلة كبيرة مستقبلية، ستكون هذه البطالة عندنا إذا لم نستدرك هذه الأمور وأعتقد أن الرجال الكرام الذين تحملوا مسؤوليات الجامعات، تحملوا هذه الأمانات التي أبت السماوات والأرض أن تتحملها، رفضتها وهي قد عُرضت عليها، ولو أمرها خالقها لأذعنت طوعاً أو كرهاً، تحملوا هذه الأمانات وينبغي أن يوصلوا أصواتهم إلى مسؤوليهم، إلى المسؤولين عن التعليم وعن التخطيط العام للمناهج وللتعليم العالي، حتى تُستدرك الأمور قبل فوات الأوان، وقبل أن يقال: ليت وليت، ولات حين مناص.
- ينبغي لنا أن نفتش عن العلل، فهناك رجال اجتماع ورجال علم نفس ودارسون في هذه الجامعات السبع قادرون على أن يدرسوا هذه الحالات، حالات الأمس وحالات اليوم وحالات الغد، وأن يتصوروا من خلال ما يقرؤون ويتعايشون مع الأقطار الأوروبية والأمريكية والعربية ثم نقل هذه الأمانات أو هذه التوصيات، لأن المناهج في جامعاتنا ينبغي أن تتخذ مساراً مختلفاً، أو مساراً يُعدل بعض التعديل حتى لا نشكو غداً فنقول إن عندنا بطالة، وعدد ساكني بلادنا لا يتجاوز الملايين السبعة على الأكثر، سبعة ملايين مقابل سبع جامعات.. سبع جامعات بفروعها من المعاهد أو من الكليات يبلغ ما فيها 450 ألف طالب وطالبة، هؤلاء الخريجون الذين أكثرهم في الدراسات النظرية، وأنا أبعد الناس عن المناهج وعن هذه الدراسات، ولكن من رؤيتي القاصرة المحدودة أرى أن أمامنا خطراً كبيراً وينبغي أن نتنبه له. قبل أسبوع كنت أكتب موضوعاً في هذا المجال عنوانه "كلنا يطلب صيد" وهو جزء من بيت شعر، ولم أقل صيداً لأن بيت الشعر يقول:
كلنا يطلب صيد
غير عامر بن عبيد
- تحدثت فيه أن قريبة لي اتصلت بي لأتوسط لابنها لأفتش له عن وظيفة، فلقد أصبحت الوظيفة عزيزة اليوم، ومناهجنا اليوم لا تساعد على التعدد أو على التخصصات أو على ما يحتاجه البلد أو البلاد كلها، فنحن في حاجة إلى معالجة هذه الأمور والذين على رؤوس هذه الجامعات رجال أذكياء ومخلصون لا يشك أحد في إخلاصهم وفي أمانتهم، فهم أحرياء بأن يرفعوا إلى الجهات العليا ويعلنوا أن هذه المناهج لن تؤتي ثمارها إلا إذا عُدّلت وعُولجت الأمور، وإلا فستصبح غداً كما هي الحال عند غيرنا اليوم، عندنا بطالة بالآلاف، أو ناس بالآلاف أمام الدوائر الحكومية يفتشون عن وظيفة، أرجو ألا نصل إلى المشكلة حين تصبح معقّدة فإنها تصبح مستحيلة.
- هذا شيء يهمني ويهمكم، لذلك ركزت الحديث عليه، وهذه أمانة عند الذين تحملوا الأمانة، أرجو أن يؤدوها وهم قادرون بإذن الله، وسيُعانون من أولياء الأمر على علاج هذه القضايا، لأن أولياء الأمر يريدون الخير للبلد.
- شكراً لأخي عبد المقصود على هذه المناسبة الكريمة، وشكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :540  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 107 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.