شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد المحسن القحطاني ))
وساهم سعادة الدكتور عبد المحسن القحطاني بكلمة جاء فيها قوله:
- بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- وبعد، ما كان في ذهني هذه الليلة أن أتحدث عن المحتفى به، لقناعتي بأنه سيجد فيكم نفسه في أحسن صورها، وأبهى حالاتها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن النفس البشرية فُطرت على أن تترك فكرها يسبح في محاورَ كثيرة، هذه المحاور يجول فيها بوسائله وتقنياته مما يحدو المستمع أن يفسر النص إلى شيء لا يقصده المتحدث، وهذا التنوير أوقعني فيه مأزقان: المأزق الأول أنني أتفق مع المحتفى به في اللقب اسماً وفي اللقب علماً مع الفارق، وهذان المأزقان جعلاني أتصور أنني سأكون للمستحسِن بين الاعتقاد بحسن النية وبين الجزم به، وذلك لأنني أمام جمهور يحسن الإصغاء، ويدرك مغزى العبارة ويجيد فن القول، فحينما طلب مني الأستاذ عبد المقصود خوجه المحتفي دائماً قبل دقائق أن أتحدث لم أتردد قط فمعرفتي بالدكتور محمد سعيد قحطاني منذ أكثر من سبعة عشر عاماً كانت في مناسبة عزيزة على نفسي هي زواج أخي الأستاذ عبد المحسن عجب الهيف، رأيته ذلك الوقت، ولكنه الشاب القروي الذي ضاقت به القرية، فرحبت به المدينة، فإذا بها تبعثه ليعود للبلد كله، وليس للمدينة نفسها، عاد وهو أكثر تواضعاً منه حين ذهب، لأنه ذهب بروح شابّة طموحة ورجع بروح رجل متزّن طَموح، ولكنه ظل رمزاً للقرية، لم يكن وحده رمزاً للقرية، وإنما كان معه جيل كبير جعلوا الباب موازياً أمام أجيالنا التي تلحق الركب لتحقق ما حققوه من إنجازات.
 
- ثم التقيت به في القاهرة، في لجان التعاقد، وفي الأسبوع الثقافي في الجزائر، حيث كان محاضراً عن النخلة، تلك الشجرة الطيبة، ذات العلاقة المتينة بالجزيرة، التي اصطفاها الله لأن تكون لمريم ولو كان هناك شجرة أفضل منها لاصطفاها لمريم.
 
- أما الموقف الثاني فهو الوفاء، وإذا قلت الوفاء قُبِل الآن، ولكن لمن؟ إذا قلت للوالدين فبعضكم سيرد على كلمتي، ولكنه الوفاء حينما يعزّ ويُبحث عنه، فإذا وُجد ابتُهج به، فهو وفيّ لوالديه، رأيته لا يتكئ بجوار والده ولا يجلس غائباً عنه، يجلس أمامه - وتلك تربية رُبّينا عليها في هذا البلد المعطاء - كأنه حركة مغناطيسية، ينظر إيماءاته، وحركاته، وإشاراته، فإذا هو أول من ينفذها، سواء كان بالنطق أو بالهمس أو بالتمثيل، أُكبِر فيه هذا وإن كان لا يُستكثر فيه، إنما كون الإنسان يؤدي جزءاً من الواجب فتلك حقيقة أصبحنا نتوقعها.
 
- لعلي أكتفي بهذين الموقفين، فعلاقة الدكتور وديع كابلي أعمق وأرسخ من علاقتي به، وقد دامت خمساً وعشرين سنة، وعلاقة معالي الدكتور رضا عبيد، ومعالي الدكتور محمد عبده يماني أعمق مني، فأكتفي بهذين الموقفين، وأرجو أن يحدثنا فيما بعد عن النخلة فنحن خاصة (المشتغلين بالحرف) نعشق النخلة كثيراً ونأنس بالطبيعة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :553  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 106 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج