سترت وجهي يا بغداد من خجلي |
وصحت قل يا فمي شعرا فلم يقل |
وقلت بغداد هذي كيف تنكرها |
ألم تكن هي وحي الحب والغزل؟ |
ألم تكن في جبين العرب ملحمة |
ألم تكن هي شوق الفارس البطل؟ |
ألست تذكر قمراء بدجلتها |
تطارح النهر ما يرضاه من قبل؟ |
أين القصائد غراء مجنحة |
عن الظبا .. والظبى واليأس والامل؟ |
فأعول الشعر يا بغداد في قلمي |
وأنشد الدمع يا بغداد في مقلي |
* * * |
بغداد! ويحك! ما بال الرشيد غدا |
لصاً جحافله من قاطعي السبل |
وخبريني عن المأمون كيف سرى |
في الليل يغتصب الجارات بالحيل؟! |
وأين معتصم كنا نؤمله |
فجاء يشبطنا من زمرة الدول؟! |
ما للنواسي يا بغداد يسكره |
دم الرضيع .. فيحسوه بلا كلل؟! |
وما لطائيك الصداح ينشدنا |
الغدر أصدق انباء من الرجل؟! |
أين ابن حنبل والقران في يده |
يرد بغداده عن موقع الزلل؟! |
وأين شاعرك السياب؟ هل سرقوا |
جيكور منه؟ فأمسى دونما نزل؟! |
أهذه أنت يا بغداد ؟! أم رحلت |
بغداد فى أسر هولاكو ولم تزل ؟! |
أحالم أنا؟! هاتي يقظتي فلقد |
حلمت أنك دبرت المنية لي ! |
* * * |
ردي على سؤال الجرح .. كيف غدت |
تلك المحبة حقدا خائن الاسل؟ |
أنا الكويت التى جاءت بمهجتها |
وهي الصغيرة ـ لم تدبر من الوجل |
أنا الرياض التي أعطتك ناظرها |
يا للعطاء؟ وما منت .. ولم تسلي |
أنا الخليج الذي أهداك أضلعه |
وقال (نصرك يا بغداد أو أجلي!) |
* * * |
سترت وجهي يا بغداد .. فاستتري |
عن العروبة .. عن تاريخك الجلل |
فري من الشمس يا بغداد .. واختبئى |
فى الظل .. واستغفري الغفار وابتهلي |
صبى الدموع على هذا الضريح فقد |
دفنت تحت ثراه وجثة المثل |
* * * |
* * * |