يا أبا فيصل جئنا دارعين |
فَقُد الركبَ بعزم لا يلين |
هذه الراية في يمناك ما |
خفقت إلا على فتح مبين |
راية الشعب الذي تعرفه |
ما انحنى إلا لرب العالمين |
* * * |
يا ابن من أشرق في صحرائنا |
شامخ الإيمان.. مرفوع الجبين |
أيقظ التاريخ من غفوته |
ودعا.. فانطلقت أسد العرين |
ربط الشاطئ بالساحل في |
وحدة تثلج صدر المسلمين |
وحدة قد رفع الله بها |
راية الحق.. ورد الحاسدين |
نحن ما زلنا على العهد الذي |
صانه الأجداد.. عهد الصادقين |
نحن أجناد (أبو تركي) فما |
صدئ السيف ولا كلت يمين |
خض بنا الموت.. فما أعذبه |
ما ألذ الماء عند الظامئين |
* * * |
يا أبا فيصل ! هذي ساعة |
برزت فيها نيوب الطامعين |
سفرت أحقادهم عن وجهها |
بومة تؤذي عيون الناظرين |
عجب لا ينتهي في زمن |
ما انتهت فيه نوايا الغادرين |
ذلك الزنديق أضحى بغتة |
يتزيا بمسوح المؤمنين |
وينادي لجهاد .. ويله! |
ما سمعنا بجهاد الملحدين |
يده ـ شلت يدا ـ مصبوغة |
بدماء المسلمين الامنين |
وعلى أظفاره اشلاؤهم |
لعنة تتبعه السنين |
يستثير الفقراء المعوزين |
وهم لولاه كانوا موسرين |
والبلايين التي أحرقها |
في سعير الحرب تغني الجائعين |
والبلايين التي بعثرها |
يقتل العزل تؤوي اللاجئين |
عجب لا ينتهي .. أعجبه |
أن غدا الدين شعار الكافرين |
* * * |
يا أخا المليون جندياً أما |
يستحي المليون من ذبح مئين؟! |
في ظلام الليل تغزو بلدا |
كان في الجلى لك الحصن الحصين |
جاد بالنفس وبالمال معاً |
ليس هذا الجود طبع الباخلين |
يشكر الحر إذا أكرمته |
وترى الوغد إمام الجاحدين! |
يا أخا المليون جنديا اما |
عدت من طهران عود الصاغرين؟! |
بعد ان اعطيتهم ما طلبوا |
ثم غنيت لهم لحن الحنين |
فيم هذي الحرب .. يا مشعلها |
ولم الاهوال من عشر سنين؟ |
أين ضاع النصر يا فارسه؟! |
أين راحت قادسيات الطنين؟! |
* * * |
أغرب النصر صراع ينتهي |
بخضوع القادة المنتصرين!! |
يا أخا المليون جندياً! الا |
قدتهم للمسجد الاقصى الحزين؟! |
أو لم يأتك من اخباره |
انه في قبضة القيد رهين؟ |
يا أبا فيصل؟ هذا زمن |
فضح الزيف .. وعرى الزائفين |
من زعيم انتهازي حوى |
خسة الخوف .. ومكر الخائفين |
وله في كل يوم موقف |
وله منطق في كل حين |
فهو يوماً ثائر منتفض |
اعلن الحرب ونادى الثائرين |
وهو يوماً أرنب مستأنس |
هام بالسلم .. وحيا القاعدين |
السياسات التي يتبعها |
حيرت ادهى دهاة العارفين |
صار ما بين الورى أضحوكة |
في زمان الرؤساء المضحكين |
وزعيم طالما قال لنا |
انه أقرب كل الاقربين |
طالما طارحنا أشواقه |
فحسبناه كبير العاشقين |
ثم لما أحدق الغزو بنا |
جاء .. لكن في ركاب المعتدين |
تصبح المحنى نعمى .. عندما |
تصهر النار قناع الكاذبين |
يا أبا فيصل! فى اعماقنا |
لك حب راسخ العهد .. مكين |
يا أبا فيصل! نادتك (منى) |
وربوع الوحي .. والبيت الامين |
هذه التربة ما اقدسها! |
عطرها من نفح خير المرسلين |
هي في أعناقنا من دونها |
حشرجات الصدر .. أو قطع الوتين |
* * * |
* * * |