شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور وديع كابلي ))
ويشارك الدكتور وديع كابلي بالكلمة التالية:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.
- أيها السادة الكرام: يسرني ويسعدني أن أساهم مع سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه في تكريم رجل من رجالات العلم وهو معالي الأستاذ الدكتور محمد بن سعيد القحطاني مدير جامعة الملك فيصل بالإحساء. ويسعدني أيضاً أن أساهم في إلقاء بعض الضوء على شخصية هذا الرجل الذي أعرفه منذ زمن طويل، وقد يدهشكم أن معرفتنا تطول إلى حوالي ربع قرن، والحقيقة أني لم أعرف في هذا الرجل سوى الأخلاق الحسنة والقيم العالية. ومنذ كنا زملاء في جامعة القاهرة تعرفنا بالصدفة عن طريق صديق آخر كان يسكن معي في نفس السكن الذي كنت أسكن فيه، وقدم إليّ الدكتور القحطاني على أساس أنه من نفس القرية أو من نفس المكان في عسير وهو مدينة أبها الجميلة، وكان في الواقع أول شخص أتعرف عليه من تلك المنطقة، وكنا نسمع عن عسير وأبها وجمالها، وكان أيامها الطرق صعبة ولم نكن نتمكن من زيارة ذلك الجزء الجميل من بلادنا، فكنت دائماً أسأله عن هذا الجزء العزيز من بلادنا الغالية، فكان يعطيني فكرة حتى أني أصبحت أعرف ذلك الجزء معرفة جيدة من خلال معرفتي بالدكتور القحطاني، فهو كان في الحقيقة يحب بلده كثيراً، مسقط رأسه من هذا الوطن العزيز الغالي، وكان يشعر بالغربة وخصوصاً أنها كانت المرة الأولى التي يخرج فيها من المملكة للدراسة بعيداً عن بلده وأهله ومواطنيه، وأنا كنت قضيت فترة سابقة قبل ذلك في مصر أدرس في المدارس، فكنا دائماً نلتقي لنتجاذب أطراف الحديث، مع اختلاف دراستنا، فقد كنت أدرس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكان يدرس في كلية الزراعة، مع ذلك فقد نشأت بيننا صداقة وعلاقة فكرية تطورت مع مرور الزمن.
- الشيء الذي عرفته عن شخصية الدكتور أنه جمّ الأدب، في الحقيقة لم أسمع منه - وقد كنا في فترة الشباب، وكما يقول البعض هي فترة الطيش وقد تحدث تصرفات لكثير من الأشخاص في هذه الفترة قد لا تليق به مما يخدش التزامه، إلا أنه قد كان دائماً ملتزماً، منذ أن عرفته، ملتزماً بالكلمة الطيبة وبالعلاقة الحسنة مع جميع الزملاء، والاحترام المتبادل، فكان دائماً يحظى باحترام جميع الزملاء لأنه يحترمهم ويحترم نفسه، فكنت أحترمه كبقية الزملاء.
- ودامت العلاقة وتطورت، ثم ازدادت قوة عندما تقابلنا مرة أخرى في الولايات المتحدة، والحقيقة إن قصة لقائنا في أمريكا كانت قصة طريفة، فقد ابتُعثت من قبل جامعة الملك عبد العزيز لدراسة الاقتصاد وكان هو قد ابتُعث من قبل جامعة الملك سعود في الرياض لدراسة الزراعة، وحدث أنني ذهبت لدراسة اللغة في مدينة "لورنس" في ولاية "كانساس" وهو كان مقيماً في مدينة "مانهاتن" بنفس الولاية والمسافة بيننا حوالي خمسين كيلومتراً فعلمت بوجوده وعلم بوجودي فالتقينا، وذهبت لزيارته في مانهاتن، الحقيقة إن مدينة مانهاتن مدينة صغيرة جداً، مدينة جامعية وهي مشهورة بأن فيها أفضل الكليات في الزراعة في أمريكا، فاستطاع بأسلوبه الجميل أن يقنعني بالانتقال للدراسة معه في الجامعة نفسها، وأخذني وذهبنا لزيارة قسم الاقتصاد، وعرّفني بالأساتذة هناك وساعدني في العثور على سكن مناسب، والحقيقة أنه قد أدى واجبه كاملاً، منذ ذلك الحين انتقلت إلى "مانهاتن" ثم بعدها تجاورنا أيضاً في سكن المتزوجين في مدينة "مانهاتن". وكنا نقضي دائماً عطلات نهاية الأسبوع سوياً، ونذهب للنزهات، وحتى بعد ما أنجبنا أطفالاً أصبح أطفالنا يلعبون سوياً.
- مرت الأيام، وتخرج الدكتور وتخرجنا ورجعنا إلى البلد. وكنا على اتصال دائم، وقد كان في الرياض، وبعد ذلك انتقل للمنطقة الشرقية، وخلال هذه السنوات كلها وجدت فيه المداومة على السؤال عني، وكما يقال: إن معدن الناس يظهر مع التجارب والدكتور القحطاني من معدن جيد، ليس فقط من أصدقاء الرخاء، ولكنه أيضاً صديق صدوق مخلص إذا أخلص لك فهو يعطيك قلبه ونفسه بدون أية مجاملة، الحب والعطاء عنده متوفران، فهو إذا أخلص لشخص معين وأحبه أحبه من كل قلبه، ويسأل عنه في جميع الأوقات، والحقيقة هو من الأصدقاء القليلين الذين استمرت صداقتي بهم هذه الفترة الطويلة لأن الإنسان يقابل في الحياة الكثير من الناس، تجمعه بهم مناسبات عمل أو مناسبات دراسة، وبعد ذلك تفترق بهم سبل الحياة فلا يلتقون إلا في المناسبات العابرة، أما الدكتور القحطاني فكان دائم السؤال عني وعندما كنت أذهب لزيارته كان يستقبلني بحفاوة بالغة ويبالغ في إكرامي.
- والحقيقة أنني مدين له بكثير من الفضل وأعتبره أيضاً - بالإضافة إلى كونه زميلاً - أستاذاً في علم الأخلاق، كل الذي يعرفون الدكتور القحطاني يعرفون عنه هذه الميزة، فهو فعلاً على خلُق، على خلُق، على خلُق.
- وشكراً للأستاذ عبد المقصود لتكريم رجل من رجالات العلم، وأعتبره تكريماً لجميع العلماء ورجال التعليم وأتمنى لصديقي الدكتور محمد القحطاني كل السعادة، وشكراً لكم جميعاً لإصغائكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2094  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 104 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج