كلمة سمو امير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح |
الى الشعب الكويتى فى كل مكان |
|
الحمد لله حمدا كثيرا على نعمائه واسأله لي ولكم جميل الصبر في قضائه واحمده ثانية وهو سبحانه الذى لا يحمد على مكروه سواه، واسأله تعالى ان يمدنا جميعا بعونه لتحمل المصاب بثبات وصبر وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. |
يا ابناء الكويت.. ايها المواطنون الشرفاء.. يا من اثبتم للعالم كيف يكون الصمود والتضامن والاخاء. |
* ان العالم يدرك تماما مدى فداحة وجسامة الجريمة التى ارتكبها النظام العراقى بغزوه للاراضي الكويتية التى كانت وستبقى باذن الله دوحة اصيلة وارفة الظلال يستظل تحتها كل من يريد الامن والاستقرار والعيش الكريم. |
** يا ابناء الديرة: |
إذا كان هناك ثمة درس يمكن أن يستفاد من هذا الغزو الظالم فهو أننا أثبتنا للعالم اجمع ان الشعب الكويتي رغم حجمه الصغير قد سطر ملاحم من البطولة والفداء تتمثل بصموده امام الغزو الجائر وفي دفاعه عن وطنه وممتلكاته وعرضه وشرفه. وهذه والله صفات المؤمنين الواثقين بنصر الله وعزته. |
كما أن وقوف العالم بجميع اتجاهاته. وانظمته الاجتماعية مع الكويت في محنته يدل دلالة قاطعة على صواب سياستنا التي استطعنا من خلال مواقفها الموضوعية تجاه مجمل الاحداث التى مر بها العالم ان نحظى بثقة شعوب وحكومات العالم وان نكسب تأييدهم. وهذه ولا شك نقطة ضوء تسجل لمصلحة الكويت وطموحاتها في المستقبل ان شاء الله. |
** اخواني واخواتي: |
إننى أوجه اليكم هذه الكلمات وانا اعيش معكم وبينكم ومن اجلكم دائما وابدا وافكر فيما تفكرون فيه واعمل بما يرضي الله ويرضيكم ويرضى جميع الشرفاء في العالم من اجل ان تعود الكويت كما كانت زاهية بأفعالها الكريمة صادقة النية ناصعة الاعمال. |
** يا اهل الديرة: |
إنني واثق بمشيئة الله وعونه بأن كويت المستقبل ستكون اكثر عزة واكثر شموخا وأكثر استقرارا وأمنا لأن ما قدمه الشعب الكويتى من تضحيات عزيزة في هذه المحنة سيكون قواعد صلبة وراسخة لانطلاقة قوية نحو مستقبل افضل يصنع الكويت فيه كل المخلصين والأوفياء والشرفاء الذين صانوا الكويت وحافظوا عليها ودافعوا عنها وسيكون شعب الكويت بما قدمه من تضحيات سورا قويا شامخا يحمي بلاده من كل عاديات الدهر ومصائبه. |
** اخواني واخواتى: |
إن الآمال كبيرة وان المستقبل سيكون بإذن الله أرحب في الحاضر، ولا نملك هنا الا ان نحمد الله على كل حال وان نثق دائما بأن الله معنا واننا نحن الأعلون لأننا دعاة حق واصحاب قضية عادلة يرعاها الله بعنايته وتوفيقه وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ صدق الله العظيم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
* * * |
* كما أعرب سمو أمير دولة الكويت فى هذه الكلمة التى وجهها إلى الشعب الكويتى عن فخره واعتزازه بصمود الشعب الكويتي في وجه الاحتلال ورفضه التعاون مع المحتل رغم التهديدات والاغراءات. |
** اتوجه اليكم بهذه الكلمة بعد شهر ونيف من الاحتلال العراقى الغاشم للتراب الكويتى الطاهر، حيث تحدى بقواته الباغية كل المواثيق والاعراف الدولية المستقرة في ضمير العالم. وأطاح بصلفه وغروره بكل القواعد الضابطة للمشروعية الدولية، التى يحرص العالم على المحافظة عليها والدفاع عنها، وفي ظروف تعمل فيها دول العالم على احلال السلام والتعاون وتجنب ويلات الحروب. |
ولاشك ان ما اثاره الغزو العراقي للاراضي الكويتية من ادانة وشجب ومطالبة بالانسحاب الفوري للقوات العراقية الغازية وتمكين الشرعية من ممارسة اختصاصاتها ـ كما كانت قبل الغزو ـ وبدون قيد او شرط من قبل جميع دول العالم ومنظماته الاقليمية والدولية، الرسمية منها والشعبية، لهو دليل واضح وعملي على ان العالم لا يمكن ان يرضى على ما أقدم عليه النظام العراقي من عدوان على بلدنا الحبيب الكويت بما ترتب عليه من اثار سلبية انعكس اثرها على الصعيد العربى والاسلامى والعالمى. |
** يا أبناء الديرة الاعزاء: |
ان ما يبهج النفس ويزيدها فخرا واعتزازا ان اخاطبكم اليوم، وانباء صمودكم تملأ اسماع الدنيا، مؤكدة رفضكم التعاون بجميع اشكاله مع قوات الاحتلال رغم تهديداته واغراءاته. كما ان العدو الغاشم عجز ان يقدم دليلا واحدا للعالم يثبت وجود من يتعاون معه من ابناء الكويت مما جعل ادعاءاته وتبريراته لغزو الكويت تذهب أدراج الرياح وتفضح حقيقة نزواته العدوانية. |
* أيها الصامدون الصابرون المرابطون فى داخل الكويت. |
يا من فضلتم ان تحتضنوا تربة الكويت وتاريخها الطاهر في عيونكم وقلوبكم وفضلتم البقاء فيها. |
أتوجه اليكم والايمان يعمر قلبي بأن صمودكم ضد قوى الظلم والبغي والعدوان سيكشف قريبا، وبعون الله، الرياح السوداء التي عصفت بأمن الكويت واستقرارها، ليعود وطننا، بمشيئة الله ـ كما كان ـ دار أمن واستقرار وسلام. |
* * * * |
* ثم خاطب الأمير المواطنين الذين شاءت الظروف تواجدهم خارج الكويت فقال: إن مسؤوليتكم اليوم لا تقل عن مسؤولية اخوانكم فى الداخل، فإن لم يسمح لكم الحال بمشاركتهم في التصدي للعدوان فلا أقل من ان تثبتوا لهم وللعالم أجمع أنكم معهم. تناصرونهم بجهدكم وإمكاناتكم المتاحة، وتدعمون صمودهم لتحقيق النصر بإذن الله. |
ولا شك أنكم تعلمون أنكم في ارض غير ارضكم وبلاد غير بلادكم، فإذا كان لنا في هذا المقام ان نتوجه بالشكر والعرفان الى جميع الدول التي استضافتكم ـ قادة وحكومات وشعوبا ـ وفتحت أبوابها مرحبة بكم، وقدمت لكم جميع التسهيلات اللازمة لتكفل لكم الامن والأمان، فلا أقل من أن تمثلوا الكويت التمثيل اللائق بها ـ كما عهدناكم دائما ـ عن طريق مراعاة تقاليد هذه الدول وقوانينها واعرافها. |
وان تكونوا يدا واحدة في السعي الى تحرير تراب الوطن من دنس الغزاة قولا وعملا. |
** ووجه امير دولة الكويت نداء الى الشعب الكويتى دعا فيه الى تصعيد المقاومة الشعبية ضد غزو الجيش العراقي لبلاده وفيما يلى نص الكلمة: |
بسم الله الرحمن الرحيم |
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.. صدق الله العظيم. |
يا ابناء شعبنا الكريم.. يا اهل الكويت. |
يا أبناء ذلك الرعيل الأول الذى عبر بحور المستحيل وبذل الدم والعرق رخيصا من اجل ان تكون الكويت عزيزة الجانب شامخة الهامة. |
اتحدث اليكم اليوم ومشاعر الالم والحزن تعتصر قلبى. |
الالم لأن كويتنا العزيز تعرضت لعدوان غاشم استهدف ارضنا وشعبنا بعد ان اجتاحت هذا البلد الصغير الامن المسالم مئات الدبابات، وانهال عليه عشرات الالوف من الجنود، وعصفت بسمائه الصافية جموع الطائرات تنشر الرعب والدمار. وما يحزننا ايها الاخوة ان مصدر هذا العدوان الغاشم لم يكن عدوا معروفا فنتقي شره، او بعيدا عنا فنرتاب فى امره، بل وللاسف الشديد جاء العدوان من اخ وجار قريب شددنا أزره في محنته ووقفنا الى جانبه في ضيقه، وأصابنا من جراء ذلك ما اصابنا وكنا نقول: انما هذا واجب الاخوة والعروبة وحق الجوار. فكان جزاؤنا ما رأيتم وعلمتم وعانيتم.. فأين الاخوة؟ واين العروبة؟ وأين حق الجوار؟ |
ولا نملك ازاء هذا الا ان نقول: ((حسبنا الله ونعم الوكيل)). |
** الاخوة والاخوات: |
اذا كان العدوان قد تمكن من احتلال ارضنا فانه لن يتمكن ابدا من احتلال عزيمتنا، واذا كان المعتدون قد استولوا على مرافقنا ومنشآتنا العامة فانهم لن يستطيعوا ابدا الاستيلاء على ارادتنا. |
فعزيمتنا وارادتنا هما عزيمة وارادة آبائنا وأجدادنا الذين واجهوا أعتى التحديات فلم تلن لهم قناة، ولم يخضعوا لأي عدوان.. وكويت اليوم هي كويت الامس.. أرض العزة والكرامة.. بلد الرجال ومنبت الابطال.. لم تطأطىء رأسها للغزاة ولا خفضت جبينها للمعتدين. |
ويشهد التاريخ ان الكويت مرت بمحن كثيرة وآلام جسيمة وتعرضت لاعتداءات وغزوات متعددة على مر الزمن، ولكن بصمود الكويتيين وعزيمتهم وايمانهم بقيت الكويت حرة ابية مرفوعة الراية عزيزة الجانب، طاهرة التراب، شامخة الكرامة. |
وبقدر ما سجل التاريخ للكويت هذه الحقائق المشرفة في أوسع صفحاته، بقدر ما سجل للمعتدين فى الوقت نفسه صفحات مظلمة من العار والخذلان. |
** الاخوة والاخوات: |
سوف يسجل لكم التاريخ يا ابناء هذا الجيل من أهل الكويت انكم واجهتم اشد المحن ضراوة فلم تستكينوا، وانكم قاسيتم احلك الساعات فلم تهنوا، وانكم وفقتم في وجه جبروت القوة ولم تخضعوا. |
ولسوف يذكر لكم التاريخ انكم وقفتم صفا واحدا في وجه العدوان، وان المعتدين لم يجدوا فيكم ثغرة ينفذون منها الى ضرب وحدتنا وتماسك شعبنا. |
** يا ابناء الكويت: |
إن التاريخ سيسجل لكم بصفحات الفخر والعز كما سجل لآبائكم واجدادكم من قبلكم تلك الوقفة الشجاعة والتصدي الباسل الذي قمتم به وقامت به قواتكم المسلحة من جيش وحرس وطني وشرطة لمواجهة جحافل العدوان بقلوب ثابتة مؤمنة بالله ومؤمنة بكل ذرة من تراب الوطن رواها الآباء والاجداد بالدم والعرق. |
واعلموا ايها الاخوة أننا لسنا وحدنا في مواجهة العدوان فمعنا العرب والمسلمون. كما تقف معنا دول العالم التى لم تتردد لحظة في رفع صوتها عاليا استنكارا وادانة العدوان. |
وفوق هذا كله فاننا اصحاب حق ندفع الظلم والعدوان عن وطننا، ونصون شرفنا وعرضنا ونذود عن سيادتنا واستقلالنا. |
والله معنا جميعا وهو نعم المولى ونعم النصير. |
|