شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"كلمة الناقد الدكتور الأستاذ محمد مصطفى هدارة"
تحية لكم جميعاً في هذه الندوة الشعرية الرائعة... أجل في هذه الأمسية الجميلة التي شنّف فيها أسماعنا شعر باقة من كبار شعراء الإسكندرية الذين نعتز بهم كما نعتز بشعراء العرب والإسلام... نعتز بالكلمة الأصيلة، وبالمعنى السامي... وبهذا الحب الدافق للكون وللإنسان وللطبيعة وللعباقرة الشعراء الذين يمتعون مشاعرنا بفنهم الرائع وبكل ما يملكون من طاقات التعبير الجميل.
وبيننا اليوم فارس من هؤلاء الشعراء الكبار الذي كان وفياً لتراث أمته ولا يزال متمسكاً بالكلمة الأصيلة، وبالنغم الراقي... إنه الشاعر الكبير الأستاذ علي أبو العلا المعبِّر عن نفسه أجمل تعبير في انطلاق وعفوية وبساطة وسلاسة فلا نحس في شعره نوعاً من التعثر أو الاضطرار إلى كلمة أو قافية... هذه أولى ملامح الشاعر علي أبو العلا في شعره السارح في ميادين مختلفة من القول أولها إحساسه بذاته وتعبيره عن ذاته، وهو ليس تعبيراً متورماً أو متضخماً بل فيه بساطة الفنان والإنسان، كما نلمح في دواوينه "بكاء الزهر" و "سطور فوق السحاب" و "سطور على اليم"، وكتابه القيِّم "من الزوايا وللتاريخ"، فهو صادق في التعبير عن نفسه في قوله:
إن كان كل محب شاقه وطن
مثلي فحسبي فخراً جيرة الحرم
إنها كلمات إنسان يحسُّ كإنسان ويعبِّر كشاعر... هذه الكلمات على بساطتها تعبِّر حقيقة عن المنحى الشعري الذي يتجه إليه شاعرنا الكبير، ولا بد من أن نتعرف على الشاعر في عالمه الخاص قبل أن ندخل إلى عالمه الشعري فهو الشيخ علي أبو العلا شاعر مكة المكرمة وابنها البار وصاحب النشاط الإنساني الاجتماعي والنتاج الأدبي الشعري الرائع المفيد.
لقد طوّف بأحاسيسه وعواطفه في العالم الإسلامي والعربي.. يتغنى في غنائه، ويشجى في أحزانه، ولا تكاد تمرُّ مناسبة دون أن يشارك فيها في تعبير جيّاش متدفق حتى إن بعض الذين نقدوا شعره، إنه شاعر المناسبات وللشاعر علي رد مفحم مقنع في قوله: "وهل الشعر إلا مناسبات".
والشيء الآخر الذي يتسم به شعره أنه وهو في مكة المكرمة يتغزل ويرثي حتى أم كلثوم... وأذكر أني كنت ألقي محاضرة في نادي مكة الثقافي... وكانت أمسية شعرية، اعترض خلالها بعض الحاضرين على رثاء الشاعر لأم كلثوم، لكن الشاعر علي أبو العلا لا يجد غضاضة إطلاقاً في أن يكتب بما يشعر به... ويحضرني كيف قال قصيدة طويلة رائعة يوم ترك وظيفة كبرى في مؤسسة كبرى فقال:
قالوا: المؤسسة الكبرى تحنّ لكم
فقلت قولة صدق خطها قلمي
طلقتها وهي بكر في تألقها
فكيف أرجعها في شيبها الهرم
لا يرتضي الذُّلَّ شهم كان مقصده
أن يخدم الناس في عز وفي شمم
إن علاقة الشاعر علي أبو العلا وطيدة الصلة بتراث الشعر الأصيل، كما أن موقفه في وجه الغموض والسفافة واضح جلّي وبخاصة ما يطلق عليه "الحداثة".
إن أدب ضيفنا الكبير غني بالروعة والإحساس العميق بتراثنا العربي والإسلامي فهو يعيش مع التراث بوعي الإنسان الحساس، ويسعدني أن أقرأ على مسامعكم قصيدته الرائعة التي نجح في تشطيرها لأبي فراس الحمداني فقال:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
كأنك كالهيمان قد مسّهُ السِحر
تناديك أشجان صداها هو النكر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر
* * *
نعم أنا مشتاق وعندي لوعة
أهيم وليل الناس نوم وهجعة
سواي له في الحب شوط ورجعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
إلى نهاية القصيدة في قوله:
فقالت بلى والدهر أخلف وعدنا
فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر
لا أريد أن أطيل عليكم ولكنها مقدمة يسيرة... فأهلاً بالشاعر علي أبو العلا بين شعراء الإسكندرية وأدبائها ومفكريها.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :609  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 382 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج