ألقِ القصيد خيول الفجر تنطلق |
قد شق حصن الدجى والنور يتدفق |
ألقِ القصيدة ترنيماً مطهرة |
وضيئة من سنا الإسلام تنبثق |
ترقى بإحساسنا تنساب أجنحة |
تشدنا للذرى دوماً وتستبق |
لقد فشت في ربوع الشعر من زمن |
قصائد حالكات عمها الغسق |
قصائد حقنت بالإثم وانحدرت |
إلى سفوح الهوى يقتادها النزق |
لا تحجب الشعر عنا فالشعور طغى |
ألق القصيد حروف الشر تنسحق |
لا تكترث بِمن اغتالوك يا ألقاً |
إن الخفافيش يؤذي عينها الأرق |
فهم سطور من الظلماء قد نسجت |
وأنت شعر سرى في نبضه الفلق |
أطلقته في خضم الليل أشرعة |
فيها النجاة لمن يجتاحه الغرق |
أشرعته لقضايا أمة وهنت |
وفي دماها تمطى السقم والرهق |
بثته باسماً في عرق علتها |
لعلها من خيوط الوهم تنعتق |
وتسترد سيوف الصحب ما فقدت |
وتمتطي للعلى عزماً وتنطلق |
فشعرك الحب للإسلام تشرعه |
في وجه من أضنوه حقداً ومن سرقوا |
وشعرك النغم السامي يطهرنا |
دوماً ويسري بنا من روحه عبق |
فهل سترضي ترانيم الضياء دجى |
وهل يحس بها وجدان من مرقوا |
وهل سينصفها من قد تلبسهم |
تضليل قوم على الإسلام قد حنقوا |
ألقِ القصيد ولا يفزعك ما انتحلوا |
فضل العروبة والإسلام واعتنقوا |
فكراً مضلاً راحوا يرشقونك |
في الحقد الدفين ولم يردعهمُ خلق |
فلن يصيبك من نيرانهم حرج |
ولن يضيرك سهم ليس يخترق |
لسوف يمضي هباءً كل ما نطقوا |
به وتبقى ضياءً ليس ينمحق |
* * * |