شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( المحتفى به
يعود إلى إلقاء بعض قصائده ))
ويعود بعد ذلك الأستاذ علي أبو العلا إلى إلقاء المزيد من قصائده الشعرية فيقول:
- وما دام الأستاذ المليباري قد أتى على ذكر الفجر، والفضاء، والبدر فإنني قد نظمت قصيدة تخيلت فيها أنني شاركت رواد الفضاء في رحلة القمر والعودة منه إلى الأرض قلت فيها:
تصورتها رحلة للقمر
على مركب جرمه من خطر
إذا انفك حلق نحو الفضاء
وزمجر يقذفه بالشرر
ومن خلفه سحب من دخان
تلاطم كالموج أو كالبحر
هو السهم لا الطير يرمي مداه
هو البرق أو صاعقات المطر
هو العلم في عصرنا قد أطاح
بكل خيال بعقل البشر
فهذي الحقيقة لو قلت عنها
لمن عمر الكون فيما غبر
لقالوا جنون بل الترهات
ووهم الخيال وكذب الفكر
فما أبعد النجم في ظنهم
فكيف يصدق غزو القمر؟
تصورت في رحلتي أنني
وحيد فأين رفاق السفر؟
تعودت صحبتهم دائماً
على الدرب أو حين يحلو السمر
فقبل الطريق تحرى الرفيق
ومن فقد الصحب لاقى الضجر
فأقدمت والخوف بين ضلوعي
أصبر نفسي لنيل الوطر
وودعت في الأرض أهلي وصحبي
وسلمت والدمع مني انهمر
وشاهدت من حولي الكون
طولاً وعرضاً، وحدقت فيه النظر
رأيت الجبال وكل البحار
مع الأرض والنجم مثل الدرر
وفوق السحاب رأيت الضباب
على الأفق والغيم فيه انتشر
تأملت في ملكوت السماء
وفي حسنه قد صرفت النظر
ورددت في الجو آي الكتاب
بما اشتملت معاني غرر
وكان سنا الشمس يغشى الوجود
ويضفي على الأرض لوناً نضر
وقيل بأنّا عبرنا الفضا
وقد لامس الجرم سطح القمر
فأبصرت في كوكب الأرض حولي
صخوراً تفتت فيها الحجر
سمعت صدىً خِلْتُه نغمة
على مِزهر شاعري الوتر
وأرهفت سمعي لعلِّي أََبين
كلاماً كهمس النسيم العطر
وقد كان صوت الأراضي هناك
تئن وتشكو طغاة البشر
فهم ملأوا الأرض ظلماً وحقداً
وفي أرضهم كل شر ظهر
فلا الجار يأمنه جاره
ولا الحق للضعفاء انتصر
فقد ملأ الجور كل البسيطة
وقد أصبح العدل فيما ندر
فكيف بهم إن أتوا للفضاء؟
وعاثوا فساداً بفعلٍ نكر
وهم عاملون لسفك الدماء
وللحرب باللهب المستعر
نخاف على أرضنا منهم
وفي غزوهم يومنا المنتظر
فعدت طريقي إلى الأرض خوفاً
فإني خشيت المصير الخطر
وأغمضت عيناي كيما أنام
وكيف ينام الشجي الحذر؟
تصورتها رحلة في المنام
سعدت بها مرة في العمر
 
- ومن أشعار الغزل هذه القصيدة بعنوان "خيال توارى":
وفيت وغيري للأحبة غادر
فإن الوفا بالوعد في الحب نادر
قرأت عن الأحباب مـا كان قـد مضـى
أحاديث سمار روتها الخواطر
تحيرت لا أدري أفي الحب راحتي؟
وفي الحب ما يشقي وفيه المخاطر
تلذ لي الآلام إن ضاع موعد
فأرجع للذكرى وقلبي يحاذر
فأسعد باللقيا وليست حقيقة
كأني والمحبوب عندي حاضر
أناجيه رغم البعد وهو بخاطري
خيال توارى لا تراه النواظر
وفي خفقات القلب بين جوانحي
سعير وفي الأحشاء وقْدٌ يسامر
وقفت أناجي البحر أسأل موجه
عن الحب قال الموج إني حائر
ألست ترى هذا الصراع رضيته؟
مع الشط أبغـي الحب، والـحب جائـر
سعيد خلي البال بالنوم يتقي
مـن السهـد والأشجـان والصب ساهر
فآليت أن الموج قلبي وقلبه
يطاردنا وهم عن الحب غامر
وما الحب إلاَّ الصدق ممن نحبه
فإن لم يكن فالحب كالوهم طائر
إذا لم يكن للحب نبع من الوفا
فلا صفو ترجوه وخلك غادر
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1279  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.