شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الحوار بين المحتفى به والحاضرين ))
بدأ الأستاذ خالد باطَرْفي الحوار بالكلمة التالية التي تتضمن سؤاله، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحقيقة أن الدكتور ناصر السلوم أول ما عرفت عنه قبل أن أعرفه شخصياً كان في زيارة لمنطقة عسير، وكنت أعمل في تلك الأيام في مجلة (اقرأ)، وقد ارتأى الدكتور عبد الله منّاع أن يحمل غلاف المجلة عنوان "معجزة فوق الجبال" فخرجت مع المصور وتوجهنا إلى منطقة عسير والتقينا بمديري الشركات الصينية والكورية، وكان الحقيقة حديثهم عن الدكتور ناصر السلّوم حديثاً أغرانى وشوقني أن أقابله، فقد قالوا لنا: إن الدكتور ناصر السلّوم رجل مزعج جداً، لا نستطيع الاستمتاع بالإجازة الأسبوعية عند حضوره فهو كثير المباغتة لنا وكثيراً ما دفعنا إلى صعود مناطق جبلية، ومع ذلك فنحن نحترمه لأن كل العقبات التي واجهتنا في المنطقة كان يذللها وينهيها، وبعضها عقبات طبيعية، وبرأيه وبعلمه وبدعمه للقضاء على كثير من الأمور البيروقراطية، استطعنا التغلب على كل المشكلات التي واجهتنا.
- الدكتور ناصر السلّوم التقيت به قبل فترة بسيطة في الحج في بيت الشيخ عبد الرحمن فقيه، ورغم أن الحديث كان عن أنفاق مكة، إلا أنني استطعت أن أسرق من وقته ومن وقت الحضور القليل لنتحدث عن الطرق والأنفاق في جدة، وكان سؤالي له يتركز على الطريق السريع "الأوتوستراد السريع" شرق جدة، والذي يربط بين مطار الملك عبد العزيز وبين طريق مكة السريع، هذا الطريق في الحقيقة يفتقر إلى الإضاءة افتقاراً يلمسه كل زائر وكل حاج وكل معتمر، وكل من يسلك هذا الطريق الحيوي الهام الذي يربط بين مطار الملك عبد العزيز وأبحر الشمالية وبين طريق المدينة المنورة وبين مكة وما فيها من الأحياء والمناطق الحيِّة، وكانت إجابته: إن مشروع إضاءة الطريق وربطه قد تم درسه وسيتحقق بإذن الله في السنة المالية الحالية، وأقول له: إن السنة المالية الحالية قد انتهت ولم يتحقق هذا المشروع فمتى يتحقق؟ كما أن هناك أسئلة أخرى وجهناها إليه عن المشاريع التي أشار إليها المهندس زكي فارسي جزاه الله خيراً وهي تقاطع الإسكان مع شارع الستين، وقد أفادني بأن هناك مشروعاً كبيراً لعمل أنفاق وجسور بشكل مُجمَّع بحيث يحل المشكلة نهائياً، ولكن المشروع لا زال ينتظر الاعتماد ونحن نرجو منه أن يدفع هذا المشروع خطوات إلى الأمام.
- الحقيقة إن جدة لم تشهد خلال السنوات القليلة الماضية كثير اهتمام من وزارة المواصلات، ربما لظروف أخرى وربما لأولويات أخرى، ولكن نتمنى في السنوات القادمة أن تحظى بها، ومن ذلك التقاطع الصعب الذي بين طريق المدينة وبين شارع الوزارات الذي يقع جوار المستشفى الوطني الجديد ومكتب وزير الداخلية، وسوق المساعدية، كذلك تقاطع شارع فلسطين مع شارع المصباح، وقد حصلت منه على كثير من الأخبار السارة التي سعدنا بها غير أننا ننتظر دعمه وننتظر أن يوفقه الله سبحانه وتعالى كما وفقه في السنوات الماضية إلى أن يدخلها إلى حيِّز التنفيذ، نرجو منه الإجابة، ونرجو منه الاهتمام، وشكراً له.
 
ويجيب الدكتور ناصر السلّوم:
- شكراً، بالنسبة لإنارة طريق شرق مطار جدة، الذي يطلق عليه بعض الناس "الطريق الصحراوي"، أو الطريق الذي يربط طريق جدة مكة السريع "طريق المدينة السريع" الإنارة فعلاً منظورة، والتنسيق تم بيننا وبين أمانة مدينة جدة، والجزء الأول سوف تتم إنارته إن شاء الله من بداية طريق جدة/ مكة السريع حتى شارع فلسطين، والبقية إن شاء الله في مرحلة ثانية.
- حقاً لقد قلت إنها ستتم نهاية الميزانية الحالية، لأن الاعتماد كان متوفراً، لكن حصل تأخير في الدراسات والتنسيق بيننا وبين أمانة مدينة جدة، أيضاً الإنارة إن شاء الله ستنفذ في أسرع وقت ممكن وبيننا الآن الأخ بكر خشيم ليؤكد لكم ذلك.
- أما من حيث التقاطعات فقد نوقشت عندما كان الأخ محمد سعيد فارسي أميناً لمدينة جدة، وقد اتفقنا على تقاطعات معينة، وكان الأخ زكي فارسي أحد المشاركين في النقاش، لكن مع الأسف لم تتم اعتمادات لها، غير أنها مصممة وجاهزة للتنفيذ، ونتمنى أن يتوفر الاعتماد إن شاء الله في الميزانية القادمة، وعندئذٍ سنبدأ في استكمال ربط جسر الميناء بطريق شرق مطار جدة، لأن استكمال هذا المشروع يتهيأ لي أنه لو تم فإنه سيخفف الازدحام الذي يشغل قلب مدينة جدة، بحيث أن معظم الناس الذين في المنطقة الجنوبية، الراغبين في الاتجاه شمالاً أو شرقاً سوف يمكنهم استعمال هذه التوصيلة، وبذلك تسهل لهم الحركة، ويخف الضغط عن شارع فلسطين، وكذلك عن شارع السبعين، أيضاً. أما التقاطعات الأخرى، فقد ناقشت الدكتور خالد عبد الغني في الموضوع، وهو يحاول من ناحية ونحن من ناحية، وإن شاء الله سيكون هناك جهد مشترك بيننا وبينهم تكون نتيجته تسوية هذه التقاطعات. أما من ناحية تقاطع المساعدية فأرى أن يُقفل شارع المساعدية، كذلك أرى أن يعاد ترتيب الإشارة الضوئية التي تحت الجسر عند شارع فلسطين، بحيث تمتد وقتاً أطول للجماعة القادمين من الشمال والمتوجهين إلى الشرق، وكذلك الجماعة القادمين من الجنوب والمتوجهين إلى الشمال، أرجو أن تكون الإجابة قد استوفت ما استفسرت عنه، وشكراً.
 
ثم يعلق الدكتور بكر خشيم مدير شركة كهرباء المنطقة الغربية قائلاً:
- بسم الله الرحمن الرحيم، في الحقيقة معرفتي بالدكتور ناصر السلّوم تعود إلى 15 سنة مضت، ولي معه معاناة كبيرة جداً في العديد من المواقف التي عشناها من جراء طموحه وحُبه للعمل وشغفه لإنجاز الأعمال في كثير من الأحيان التي يرغب فيها أن يبتعد عن الروتين الإداري، وفعلاً فهو رجل ميداني يحب الوقوف على موقع العمل، وإنهاء المشكلة في موقعها، وعندما كنت في المركز الوطني للعلوم والتقنية اخترنا عدداً من الأنفاق وعدداً من الطرق السريعة التي كانت تُنجز من قبل وزارة المواصلات لكي نضيئها بالطاقة الشمسية، وفي كل موقف أعود إليه شاكياً من تعذّر العمل، فيقوم على الفور باستدعاء الاستشاريين والمهندسين ويعطيهم التعليمات ثم ينطلق إلى موقع آخر، وهلمّ جرّاً.
- وعندما عينت بشركة الكهرباء بالمنطقة الغربية، فوجئت بالدكتور ناصر السلّوم في موقع آخر بالنسبة للأنفاق الجديدة التي يقوم بافتتاحها كل يوم في مناطق مكة المكرمة، مما يتطلب من الكهرباء أن ترفع الخدمات من موقع لآخر، وأنتم تعرفون أن الشبكة معقدة ومتداخلة في منطقة مكة المكرمة، ورفعها من مكان إلى مكان آخر، يتطلب جهداً كبيراً، ونحن نقوم بذلك قبل أن يبدأ المقاول، فالتنسيق مستمر والحمد لله والدكتور ناصر بتعليماته وتوجيهاته إلى كل المقاولين الذين يشتغلون تحت رئاسته وهم عادة أكثر من عشرة مقاولين واستشاريين في موقع واحد يساعد كثيراً في إنجاز العمل.
- أما فتحه للطرق السريعة، فإن ذلك يسبب لنا الصداع فما أن بدأ العمل في فتح الطريق ما بين المدينة وجدة حتى فوجئنا بأسماء جديدة لعدد من القرى جاء أهلها يُطالبوننا بإدخال الكهرباء لقراهم التي أصبحت الطرق تمرّ بمحاذاتها، ولم نكن على علم بذلك ونصبح في موقف لا نحسد عليه، لأننا في العادة نقوم بتوصيل الكهرباء قبل أن تصل الطرق إلى تلك الأماكن غير أن بعض الطرق السريعة تصل لهذه المدن تسبقنا، فنخرج ونحاول أن نلحق بها ونوصل الكهرباء إليها.
- ومن الإنجازات الرائعة في الحقيقة والتي تم التنسيق فيها بين وزارتَي المواصلات والكهرباء: إضاءة الطريق السريع الذي يربط جدة بمكة المكرمة فبتوجيهات الدكتور ناصر تم هذا الأمر بتغذية الطريق عن طريق منطقتين، إحداهما من جدة والأخرى من مكة المكرمة، وكما ترونه الآن أصبح علماً من أعلام الطرق السريعة في المملكة.
- وختاماً نتمنى له التوفيق ونرجو أن يرحمنا ويخفف عنا العناء الذي نلاقيه من الطرق يفتحها بين حين وآخر ويسبب لنا المتاعب مع الجماهير، ونتمنى له التوفيق، وشكراً.
ثم يتحدث الأستاذ مصطفى عطار فيقول:
- بسم الله الرحمن الرحيم. ليس سؤالاً واحداً، بل أكثر من سؤال، لكن بعض الإخوان كالأخ محمد الأسمري كفانا بعض الأسئلة، ومن أجل هذا سنختصر وبطبيعة الحال فإن ما قاله الإخوة الذين سبقوني عن الدكتور ناصر السلّوم وإنجازاته العظيمة واقتحامه للصعاب واستطاعته القضاء على كل عقبة تعترض سبيل العمل التي يتذرع بها البعض، وكما أخبرني ذات مرة الشيخ حسين منصوري أن وزارة المالية كانت تعتبر من أصعب الصعوبات ردّ مشروعات وزارة المواصلات، لأنها كانت تقدم مشروعات متكاملة لولي الأمر، وعلى ضوء ذلك يتم اعتماد المبلغ المخصص للتنفيذ بوجه السرعة.
- سؤالي للدكتور ناصر يتركز حول هذه الشبكة من الطرق العملاقة الجميلة التي عمت كل أرجاء المملكة العربية السعودية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، هذه الطرق العملاقة ماذا عملت وزارة المواصلات لصيانتها؟ أما السؤال الثاني: بطبيعة الحال إن هناك عدداً ضخماً من المهندسين السعوديين يعملون في وزارة المواصلات، هل تعرف عددهم، وهل بإمكان هؤلاء لو أن الوزارة أسندت إليهم تصميم وتنفيذ أو الإشراف على تنفيذ كثير من الطرق، تصميم بعض المشروعات والإشراف أو المشاركة في تنفيذها، وقد قرأنا في الصحف قبل مدة بأن الدولة تفكر في ربط بعض مناطق المملكة العربية السعودية بالسكة الحديد، وأن وزارة المواصلات كلِّفت بهذه المهمة، فنرغب أن نسمع شيئاً من أخينا الدكتور ناصر السلّوم عن ذلك، ثم هناك نقطة صغيرة موجهة للإخوة الشباب الذين استمعوا، أو إلى الذين يريدون أن يقفزوا من أول السلم إلى آخره دون أن يتدرجوا ويعتبرون أن هذا أمر طبيعي، ليعلموا أن الدكتور ناصر السلّوم حينما بدأ مساعد مهندس مقيم كما استمعتم ولله الحمد سار على الدرب وارتقى السلم من أوله، من أجل هذا نراه مصرّاً على أن تكون كل أعماله اقتحاماً وكل أعماله ممتازة، وشكراً.
 
ويجيب الدكتور ناصر السلّوم على سؤالَي الأستاذ مصطفى عطار بقوله:
- بالنسبة للصيانة فإن وزارة المواصلات اتبعت سياسة منذ أن بدأت في إنشاء الطرق تتمثل في أن المشروع ينفذ من قِبل المقاول ويُلزم المقاول بضمان صيانة الطريق لمدة سنة، حتى يتم الاستلام النهائي وفي نهاية السنة نستلمه استلاماً نهائياً، وخلال تلك السنة نقوم بالإعداد اللازم لوضع برنامج الصيانة، والمفروض أن الصيانة تستمر لمدة ثلاث سنوات منذ أن ينتهي المشروع ويسلم نهائياً ويوكل إلى مقاول الصيانة، غير أن وزارة المواصلات تفضل أن تصون الطرق بنفسها، لكن أرى أن عمل الصيانة هي من شؤون القطاع الخاص والوزارة ليست لديها خطة لصيانة الطرق بنفسها. والحمد لله أن جميع المقاولين الذين يصونون الطرق مقاولون سعوديون، وبرنامج الصيانة يتطور مع الوقت، وعقود ومواصفات الصيانة تتجدد كل ثلاث سنوات، بحيث أن المحافظة على الطرق تتم بأرقى مستوى ممكن ووزارة المواصلات تجري دراسات لإدارة أعمال الصيانة بشكل جيد بحيث تعامل الطريق كالمريض الذي يتوجه إلى المستشفى، فيتم فتح ملف الطريق الذي يحتوي غالباً على تاريخ الطريق، ومن هذا الملف يمكن معرفة ما يتم من إصلاحات وأعمال صيانة في الطريق الآن أو بعد ست أو عشر سنين، وذلك عن طريق تجميع المعلومات الأساسية وما يطرأ على الطريق. وهذا البرنامج الآن تحت التصميم الاستشاري الذي يقوم بدراسة الموضوع، وهو استشاري تضامني، أي مشترك من عدة شركات استشارية دولية وسعودية وأوروبية وربما تقدم الدراسة خلال سنة ونصف إلى سنتين من الآن، وبموجب النموذج المعدّ لذلك سيكون في إمكاننا توزيع الاعتمادات بشكل عادل بين المناطق المختلفة، على أن أهم شيء في الموضوع هو حالة الطريق وستتم برمجة الأولويات على هذا النحو. ما من شك في أن أية منشأة مع الوقت تحتاج إلى صيانة أكثر فالمنشأة الجديدة، لا تحتاج إلى صيانة ولكنها مع مرور الوقت تتغير، وبالتالي تتطلب مصاريف أكثر للصيانة، والدراسة هذه سوف تساعدنا كثيراً جداً في إقناع الجهات الأخرى المختصة التي تتولى اعتماد المبالغ مثل وزارة المالية ووزارة التخطيط عن طريق دراسات وافية مبنية على حقائق، وإن شاء الله فإن برنامج الصيانة سيكون أقوى بكثير جداً مما هو عليه الآن ومبني على دراسات علمية وحقائق ملموسة.
- أما بالنسبة للمهندسين السعوديين في الوزارة فعددهم حوالي مائتي مهندس، والوزارة تتيح لهم فرصة اكتساب الخبرة والمعرفة، أما التصميم فيتم من قبل الوزارة ولقد طُوِّر التصميم الآن باستخدام أجهزة حديثة جداً، عن طريق استخدام الكمبيوتر، ويتم الآن تدريب المهندسين السعوديين عليها، ووزارة المواصلات تعقد دورات لمهندسيها بصفة مستمرة، وهناك مركز تدريب في الوزارة خاص للمهندسين المنتسبين لوزارة المواصلات، ومهندسو الوزارة تتاح لهم فرصة مراقبة أعمال الصيانة بشكل جيد ومراقبة تنفيذ الطرق الزراعية وصيانتها، والقيام بإجراء دراسات أساسية بالنسبة للتحسين أو التصميم.
- أما من حيث السكة الحديد فإن علم السكة الحديد قد تطور بشكل كبير جداً عما كان عليه في السابق فقد كان إنشاء خط سكة حديد مكلفاً بشكل كبير لأن مواصفاته تختلف كثيراً جداً عن مواصفات الطريق، فمواصفات الطريق كما هو معروف تتمشى مع الطبيعة الجغرافية، والسكة الحديد في ذاك الوقت كان لها مواصفات معينة، وبحيث لا يكون ميل الخط الرئيسي أكثر من واحد في المائة، وبالتالي فإن هذا يستلزم عمل أنفاق كثيرة، وجسور وما إلى ذلك، وهذا كله ينعكس على التكلفة، أما الآن فقد تطور العلم وأصبح تنفيذ خط السكة الحديد يتم بميل يتراوح بين 3.5 إلى 5% بحيث أصبحت قريبة جداً للطريق الرئيس، وبالتالي انخفضت التكلفة بشكل كبير. كما ساعد تطور العلم في زيادة سرعة القطارات، فكما هو معروف للجميع أن قطارات السكك الحديد تسير في الوقت الحاضر بسرعة حوالي ثلاثمائة وخمسين كيلاً في الساعة أي نصف سرعة الطائرة تقريباً وهذا بدوره يساعد كثيراً جداً في تخفيض التكلفة وفي استغلال الوقت، وبالتالي تصبح جدوى إنشاء السكة الحديد ذات فوائد أعلى بكثير جداً من السابقة، وليست هناك دراسات جدية عُملت بخصوص السكة الحديد، غير أن هناك خططاً وفي مسارات محددة، وهي دراسات أولية، ونحن نعطي أهمية أكثر للطرق، وأعتقد أن المملكة لا زالت في حاجة إلى مزيد من الطرق، لكني لا أستبعد أن يكون للسكة الحديد مستقبلاً جيداً.
- أما الحديث عن الشباب فأعتقد أن بناء البلد ونهضته لا يتم إلا بشبابه ورجاله، وبالتالي فإن على الشباب منذ أن يبدؤوا العمل أن يحاولوا حسب استطاعتهم أن يعرفوا تفاصيل العمل الذي يقومون به لكي يستطيعوا استيعابه، وبالتالي يكونون قادرين على العطاء الجيد المبني على الفهم والاستيعاب ومن ثم يستطيعون أن يوجهوا الآخرين، وشكراً.
 
ويقدم الأستاذ عزيز ضياء سؤالاً للمحتفى به تلاه بنفسه قائلاً:
- المشكلة التي تواجهها الأعمال الضخمة التي تمت في المملكة العربية السعودية ومنها الطرق، هي الصيانة، وما أود أن أعرفه ويعرفه الإخوان كذلك كم في المئة من المشروع تكلف الصيانة؟ يعني إذا كان مبنى كهذا كلفته مئة مليون كم في المئة من هذه التكلفة، ينبغي أن ننفقها كل سنة لصيانة هذا المكان ولخدمته، هذا هو السؤال.
 
ويرد الدكتور ناصر السلّوم على سؤال الأستاذ عزيز ضياء بقوله:
- شكراً، أولاً أحب أن أرحب بسعادة الأستاذ عزيز ضياء، أما بالنسبة للصيانة فلا أستطيع أن أقول إن هناك نسبة معينة تقدر كل سنة، لأنها تتغير من سنة لأخرى، على حسب حركة الطريق، وبصفة عامة فإننا نستطيع القول بأن المشروع تكلفنا صيانته مثلاً عشرة في المئة في السنة الأولى، وتكلفنا عشرة في المئة في السنة الثانية على العموم بصفة عامة فإن متوسط سعر صيانة الكيلو لو أخذنا جميع العوامل في الاعتبار يقارب عشرين ألف ريال إلى خمسة وعشرين ألف ريال فإذا كان عندنا مثلاً 36 ألف كلم فإننا نضرب عشرين ألف ريال في عدد الكيلومترات يكون الناتج حوالي 720 مليون ريال، وهذا مجرد صيانة عادية بحتة، على أن صيانة السكة الحديد أكثر تكلفة، فهناك أمور كهربائية وميكانيكية ومدنية ثم يضاف إلى ذلك تكاليف التشغيل وعلى ضوء ذلك نجد أن صيانة السكة الحديد ذات تكلفة أكثر من صيانة الطريق، بينما الطريق يوصلك من البيت للبيت، في حين أن السكة الحديد توصلك من محطة إلى محطة ثم تنتقل من المحطة إلى البيت، فما هناك غنى عن الطريق، والطريق من جهة أخرى يمر على عدة مناطق، بينما خط السكة الحديد يسير على خط مُعين، وبالتالي لا نستطيع أن نعمل شبكة كبيرة لسكة حديد كشبكة الطرق بالضبط، والطريق تساعدك على الاستفادة من جميع المناطق الزراعية، وجميع مناطق التعدين التي تخدم المناطق الصناعية وتخدم الموانئ وتخدم المطارات وتخدم المراكز التجارية المختلفة ففوائدها لا شك أكثر بكثير جداً من السكة الحديد، السكة الحديد فائدتها الرئيسة هي النقل، النقل الكثيف إذا توفرت كميات كبيرة من البضائع والركاب فإن السكة الحديد تكون مجدية أكثر، غير أن حركة الركاب والبضائع في المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر ليست كبيرة جداً بحيث تُحقق أو تبين للسكة الحديد جدوى، فمثلاً من جدة لمكة لا نلمس حركة كبيرة، تستلزم إنشاء سكة حديد.
 
ويحاول الأستاذ عزيز ضياء أن يستوضح من المحتفى به أكثر فيقول:
- أليس لكل منشأة عمر افتراضي، ولنفرض هذا "الغليون" ومعذرة للتمثيل فأنا من عشاقه، وصاحبه كذلك له عمر افتراضي هو عشر سنين أو اثنتا عشرة سنة، فهل هناك أعمار افتراضية لهذه الخطوط، ولا أعني السكة الحديد وإنما أعني الطرق البرية، هل هناك عمر افتراضي ثم بعدها تمسك الصيانة؟
 
يرد الدكتور ناصر السلّوم على ذلك بقوله:
- الطرق - طال عمرك - تصمم على أساس عمر افتراضي يقدر بعشرين سنة، وطبقات الرصف نفسها تقاوم لمدة عشرين سنة، ومن المعلوم أن هناك حاجات أخرى غير منظورة تؤدي إلى تقليل العمر التصميمي للطريق فسطح الطريق يحب أن يُجرى له تحسين خلال (8) إلى (12) سنة، لعدة أسباب منها احتكاك عجلات السيارات بسطح الطريق الذي يؤدي إلى تقليل المادة الرابطة بين الحجارة والإِسمنت وبالتالي إلى خشونة الطريق، والخشونة هذه مع مرور الوقت تؤدي إلى تفكك الحجارة من الطبقة الاسمنتية، فتتكون الحُفر، وهكذا جَرَت العادة، كما أن الأحمال الثقيلة، تعمل دوراً في تقليل العمر الافتراضي للطرق لعدم التقيد بها رغم أنها عند احتساب تكلفة رصف الطريق لا بد من ضبط حركة الأحمال الثقيلة، ثم هناك الطريق الساحلي بين جدة وجيزان والتي تتعرض بصفة مستمرة إلى السيول بشكل كبير، وفيها مناطق صالحة جداً للزراعة، فالناس الذين يزرعون يقومون بعمل حواجز ترابية يطلق عليها باللغة الدارجة "عقوماً زراعية" تحدد مجرى مياه الري بشكل منظم، ولولا ذلك لانتشرت المياه بشكل غير مخطط مما ينجم عنه دخول المياه في المادة الترابية من الطريق مما يُؤثر على قوة الردمية، وبالتالي يؤثر على عمر الطريق. فإجابة على سؤالك أقول: إن للطريق عمراً افتراضياً جرت العادة على احتسابه عالمياً بمقدار عشرين سنة.
غير أن الأستاذ عزيز ضياء لم يقتنع بذلك فيثير تساؤلاً آخر حول الموضوع قائلاً:
- إنني أستغرب مما سمعت أن العمر الافتراضي للأوتوستراد الذي عمله هتلر قبل الحرب العالمية الثانية ما زال مستمراً حتى الآن ونحن نُشرف على أكثر من أربعين سنة من الحرب العالمية الثانية، فهل من المعقول أن يكون هناك عمر افتراضي لأوتوستراد يبلغ أربعين سنة؟
 
فيجيب الدكتور ناصر السلّوم بقوله:
- أعتقد طال عمرك أن الطريق لم يترك من غير صيانة إطلاقاً، أو لم يحصل له تجديد، كما أن هناك عدة طرق للإنشاء، فإذا كانت هناك حركة كبيرة جداً وكثيفة على الطريق فمن الممكن استخدام الرصف الخرساني، والرصف الخرساني في حد ذاته أقوى من الرصف الإسفلتي، ويقاوم بشكل أكبر، غير أن تكلفته أضعاف الرصف الإِسفلتى.
 
وينوب مقدم فقرات الأمسية عن الأستاذ محمد الفايدي في توجيه سؤال صحفي لسعادة الدكتور ناصر السلّوم قائلاً:
- هل صحيح أن كل السفلتة على الطرق مؤقتة؟
 
يرد الدكتور ناصر السلّوم على ذلك بما يلي:
- السفلتة المؤقتة أعتقد أنها أطلقت على الشوارع بداخل المدن، والتي يتوقع حفرها لتمديد الخدمات وبدلاً من ترك الشوارع تُرابية حتى يحين إنشاء الخدمات أو تمديد الخدمات فإن سكان المنطقة سوف يعانون كثيراً جداً، وإذا تساقطت الأمطار سببت في إيجاد حفر وإثارة الغبار، ومن هنا جاءت حكاية السفلتة المؤقتة، وفي واقع الحال ليس هناك شيء اسمه مؤقت، فكل عمل له عمر افتراضي كما تفضل سعادة الأستاذ عزيز ضياء، والطرق والشوارع التي نُفِّذت إنما نفذت لأداء خدمة معينة لوقت معين، أما بالنسبة لأعمال وزارة المواصلات فإن الطرق التي تتولى تنفيذها تصمم على أساس أن يكون عمرها الافتراضي عشرين سنة، وهو التصميم المعتاد، وإذا كان السائل يقصد الطرق الزراعية أو الطرق الإسفلتية التي تخدم مناطق زراعية وسماها طرقاً مؤقتة أو سفلتة مؤقتة، فهي ليست سفلتة مؤقتة وإنما صممت بشكل تقاوم الحركة المتوقعة على الطريق، والحركة المتوقعة على الطرق التي تخدم مناطق زراعية هي حركة قليلة جداً، وبالتالي فليس هناك داعٍ لوضع عدة طبقات إسفلتية تتراوح بين (12) سنتيمتراً إلى (20) سنتيمتراً بل تكفي خمسة سنتمترات لمثل هذه الطرق القليلة الحركة، وتجري دراسات على الطرق قليلة الحركة وتطويرها وتحسينها ففي أستراليا مثلاً لا يستخدمون الطبقات الإسفلتية في مثل هذه الطرق بل يستخدمون مجرد حجارة صغيرة، ثم رشها رشة أسفلتية، وهو ما يطلقون عليه الوجه الختامي، وهذه الطريقة، تكلفتها أقل وتقوم بخدمة الطرق قليلة الحركة. أرجو أن أكون قد أجبت على السؤال، وشكراً.
 
ثم يعطى طرح السؤال للدكتور محمود زيني الذي قال:
- بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
- أيها الإخوة، ما جئت من مكة سائلاً ولكنني عابراً من السؤال إلى الثناء وإلى المشاركة في هذا التكريم لهذا الأخ الكريم، رجل من رجال هذا البلد الرائد الذي أصبح اسمه يتردد ويشارك رجاله في كل مجال في العلوم، في اكتشاف القطب الجنوبي، كما رأيتم إخواننا من علماء جدة، وإخواناً لنا آخرين كذلك في المجالات الطبية في هذا البلد الكريم، رفعوا رؤوسنا عالية ولا عجب أن نأتي ونشارك مع هذا الأديب الكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه في تكريم الأخ الدكتور ناصر السلّوم، ولست من المنكرين على تكريمه، كما وصلت إلى الأستاذ عبد المقصود بعض هذه التساؤلات، لكنني في هذه الليلة تستهويني قراءة نفسية للشعر، ذكره الأبشيهي في "المستطرف" لشاعر أقلقه جسر، وشكا حال هذا الجسر إلى الخليفة، لقد أقضَّ مضجعه، وأصبح يُقْلِقه ليلاً ونهاراً، يشكو هذا الشاعر إلى الخليفة من هذا الجسر الذي كان عقبة في حركة الناس، يقول الشاعر:
أميرَ المؤمنين رأيت جسراً
أمُر على الصراط ولا عليه (1)
له خشب يجوع السُّوس فيه
وتأبى الفأر أن تأوي إليه
 
- هذه قراءة نفسية حقيقة لشعر قديم وليست قراءة بُنْيوية أو تفكيكية أو غير ذلك، لكنني والحال هذه أعجبني حال هذا الشاعر الذي لم ير هذه الجسور الجديدة المعلقة، ولم ير جسور "عسير" المذهلة، والواقع أن ما حدث في مملكتنا في هذه الفترة الزمنية القصيرة لأمر يدعو إلى الدهشة وإلى الحب وإلى الثناء وإلى حمد الله على ما قمنا به في هذه الفترة الوجيزة.
- أذكر أنني قبل عشرين سنة عندما كنت في السنة الأولى قادماً من بريطانيا في تحضيري للدكتوراة، وأردت إدخال أخي إلى كلية الهندسة في جامعة البترول والمعادن، وكان يطلق عليها كلية البترول، وأذكر أنني أمضيت يومين حتى وصلت إلى كلية البترول وعانيت وذقت الأمرّين حقيقة من سوء المواصلات، وعدم وجود طريق سريع "أوتوستراد" كما يقول الأستاذ عزيز، و "هاي وايز" وكباري معلقة وطرق مأمونة، فلذلك نحمد الله على ما وصلنا إليه، والواقع أن الدكتور ناصر السلّوم كإخوانه من الجنود المجهولين الذين بذلوا مع القيادة العليا في هذا البلد كل غالٍ ورخيص في سبيل رفع مستوى هذا البلد، ولذلك نحمد الله على ذلك، ونشكر لهم جميعاً، ونشاركهم هذا الحب وهذا الاحتفاء، ولا أريد أن أطيل عليكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
ثم يتقدم الأستاذ علي الرابغي لطرح سؤاله التالي:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سؤالي للدكتور ناصر مؤلف من شقّين؛ الشق الأول يتعلق بالخط من ثول إلى ينبع وهو ذو مسار واحد وتمر به الشاحنات وسيارات النقل الكبيرة، مما يعرض حياة فئة كبيرة من الناس للخطر، والحوادث التي تحدث كل يوم أوضح مثال على ما أقول.
- أما الشق الثاني فهو: يتساءل المواطنون في هذه المنطقة قائلين: متى يتم ربط مدينة رابغ بالخط السريع، وشكراً.
 
يرد الدكتور ناصر السلّوم على سؤالَي الأستاذ علي الرابغي بقوله:
- الاتصال إن شاء الله من رابغ إلى جدة سيكون مزدوجاً، وقد بدأنا في تنفيذ جزء من الطريق، وسنوالي العمل إن شاء الله حتى يتم الوصول إلى ثُول. أما ربط مدينة رابغ بالخط السريع فمن الممكن القول بأنها مرتبطة فعلاً وإن لم يكن ذلك هو الارتباط المطلوب.
 
ويوجه الدكتور محمد نضال الأسطمبولي السؤال الأخير قائلاً:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكر سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه على إتاحة الفرصة لي لأتحدث إليكم، وهي المرة الأولى التي أتحدث فيها أمام جمع غفير منذ أكثر من 12 سنة، إني أحد المغتربين المقيمين في لندن لفترة تجاوزت عشرين سنة، لذلك فإني أستميح العذر إذا كانت لغتي العربية ليست بالمستوى الجيد.
بادىء ذي بدء أود أن أقول حقيقة لا لبس فيها ولا ترتدي ثوباً من أثواب النفاق والكذب والاحتيال، والله يشهد على ما أقول، ومن يعرفني فأنا لست من الذين يقولون نفاقاً في أي حال من الأحوال، وذلك أنني حين قدمت إلى المملكة العربية السعودية وهبطت الطائرة على أرض المطار صاح أولادي: لقد وصلنا إلى لندن يا أبانا وذلك عندما شاهدوا الطرقات وشاهدوا الأنوار والجسور، وقد صُعِقت حقاً عندما شاهدت المملكة العربية السعودية، وكانوا يقولون لنا في بلاد الغربة بأن البيضة تُسلق في السعودية من شدة الحرارة، لقد رفعت رأسنا عالياً يا سعادة الدكتور كعربي مغترب، لقد رفعت رأسنا عالياً أنت وأمثالك من السعوديين من الشرق ومن الغرب.
- وحادثة يجدر بي أن أذكرها يا سعادة الدكتور للدلالة على انبهار الدول الأجنبية والصديقة بالتقدم العمراني والحضاري اللذين بلغتهما المملكة العربية، فحينما زرت في العام الماضي "دنفر" واجتمعت مع مدير الطيران المدني هناك - وهم الآن كما تعلمون يبنون أكبر مطار في العالم وكانت آخر كلمة قالها لي-: صحيح أننا سنبني، ولكن لا ندري هل سنبني المطار في روعة مطار الملك خالد الدولي؟
- يا سعادة الدكتور أنا واحد من العاملين هنا، أحييك، كل التحية، وأحني رأسي لك تقديراً لما تقدمونه أنت وأمثالك في المملكة العربية السعودية، وكم أرجو الله تعالى أن يكون للإعلام دور كبير في تزويد العرب في شتى بقاع العالم بأخبار الإنجازات العظيمة التي تتم في شتى القطاعات.
- وسؤالي أو كلمتي الأخيرة هي: إن الطرقات العملاقة في المملكة طرقات يرفع كل شخص رأسه عالياً فخراً بها، ولكن ما يحز في النفس هو ما نراه من بعض الحوادث التي تشوه منظر تلك الطرقات العملاقة، فإني أتمنى ولا أدري هل هناك فرض لحدود السرعة القصوى للسير؟ حبذا لو يُطبق، وإن كان موجوداً فحبذا لو روعيت زيادة مراقبة التطبيق. وشكراً لكم.
 
ويرد الدكتور ناصر السلّوم قائلاً:
- شكراً، من حيث السرعة على الطرق السريعة فهي محددة من مئة إلى مئة وعشرين كيلومتراً في الساعة، ويعتمد ذلك على موقع الطريق، وهذا فيه خلاف بيننا وبين المرور على العموم، والإدارة المسؤولة عن تحديد السرعة هي الإدارة العامة للمرور بالاتفاق معنا. أما بالنسبة للطرق السريعة فإن السرعة فيها تتمشى مع تصميمها، ولا زال البحث بيننا وبين الإدارة العامة للمرور على أن نتفق على سرعة تتلاءم مع الطريق، ولا يمكن أن نحدد سرعة عامة بالنسبة للطرق كلها، ولكن لكل طريق سرعته الخاصة به.
- أما الرقابة فهي مسؤولية المرور، لكن هناك تنسيق تام بين المرور والمواصلات، وقد أشركنا البلديات معنا، وفي كل مدينة لجنة مكونة من المرور والأمانة والمواصلات، تقوم بالتنسيق بينها فيما يتعلق بمراقبة الطرق والسرعة فيها، تهدف من وراء ذلك إلى خدمة الوطن، كما أن هناك لجنة تنسيقية على مستوى الجهاز المركزي من وزارة المواصلات والإدارة العامة للمرور، وهناك لجنة وطنية خاصة لسلامة المرور مكوّنة من عدة جهات حكومية، منها وزارة الصحة ووزارة المعارف ووزارة المواصلات والإدارة العامة للمرور وهيئة المواصفات والمقاييس ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وجهات أخرى لها علاقة بالمرور، تضع الدراسات، أما بالنسبة للمراقبة فهي من اختصاص الإدارة العامة للمرور، وتقوم وزارة المواصلات ووزارة الشؤون البلدية والقروية بمساعدتهم فيما يتعلق بالأمور الهندسية الفنية البحتة، وقد تكون هناك مناطق محدودة لا يمكن أن تسلط آلات التصوير على المدينة كلها، أما على الطرق السريعة فإن إدارة المرور قد لجأت إلى استخدام آلات المراقبة المتطورة تقنياً وهي ما تسمى "الرادارات" وسوف تتوسع إن شاء الله في استخدامها، وشكراً.
 
(( كلمة المحتفي الأستاذ عبد المقصود خوجه ))
- في الحقيقة هناك أكثر من سؤال مكتوب مقدم من الإخوان، كما أن بعض الإخوان الحاضرين يرغبون في طرح أسئلتهم عبر اللاقط، ولكن الوقت لا يساعد على ذلك والطريقة المتبعة هي إعطاء الفرصة للسائلين حسب ترتيب الطلب، فلذلك أرجو ألا يعتقد أي واحد من الإخوان أننا نقدم أحداً عليه، أبداً فالأسئلة تُطرح حسب الأولوية، لكنا بدأنا الأمسية متأخرين. ولكي نكون على بينة من أمرنا، فالأمسية للجميع، غير أن بعض الإخوان يحب أن يستأثر بأكثر من سؤال، وهذا ليس من العدل في شيء، لذلك فإن من حق كل سائل أن يطرح سؤالاً واحداً حتى تتاح الفرصة لأكبر عدد ممكن من الإخوان لكي يشاركوا، ولقد سبق أن اتفقنا منذ بداية هذا العام ألاّ تتكرر كلمات الثناء، كما أننا بحاجة إلى أن نرى وجوهاً جديدة، فإذا لم تكن هناك إضافة لدى المتحدث فليترك المجال لغيره ممن يستطيع أن يعطي صوراً أخرى عن المحتفى به لم يتحدث عنها من سبقه.
- ومما لا شك فيه أن الحوار مع المحتفى به هو مجال لاشتراك الجميع، فنرجو أن يكون بيننا تفاهم غير مكتوب، ولكنه معلَن، بحيث يقتصر وقت الحوار على طرح الأسئلة فقط، وأن يحدد عدد المتكلمين منذ البداية ثلاثة أو أربعة، على أن يضيف كل متكلم إضافات جديدة على ما أفاض به سابقوه في الحديث وألاَّ يكون حديثه مجرد إنشاء. وما هذا الكلام إلا محافظة على وقتكم، كما أن الشباب الذين جاءوا ليستمعوا وليشاركوا لا تتاح لهم الفرصة إذا استحوذ المشايخ على فقرات الأمسية، الأمر الذي يدفع الشباب إلى الملل من طول جلوسهم دون مشاركة، وفضلاً على ذلك فإن التأخر في الحضور سبب آخر في عدم إمكانية إتاحة الفرصة لعدد أكبر من المتحدثين والمتحاورين، ويبدو أن الأستاذ عزيز يتحفّز للحديث فليتفضل، فالأستاذ عزيز لا نستطيع أن نقول له: لا.
 
ويتحدث الأستاذ عزيز ضياء قائلاً:
- للأسف ما أدري ما هي عقوبة التسلل في لعبة الكرة؟ أسمع كلمة تسلل وأتساءل. أسأل أحفادي: ما معنى هذا؟ فأجدهم يدركون أكثر مما أفهم، ولكن تسللي إلى الأسئلة الآن مردُّه أني كنت فيما أذكر في "دبي"، ووجدت سائقي السيارات على حذر شديد في حركتهم وفي دورانهم حول ما يسمى "الدوار" وفي توجههم إلى المطار أو عودتهم منه، ولفت نظري هذا، وتساءلت: فقالوا انتظر حتى ترى مكاناً ما قُرب المطار، فانتظرت وكنت ذاهباً إلى المطار، فإذا بما لا يقل عن عشرين سيارة واقفة فتساءلت مرة أخرى، قالوا: إن هناك عدسات تلفزيونية تراقب الطريق، ومن يُضبط مرتكباً أي نوع من أنواع المخالفات يوقف هكذا كما ترى ثم تسحب منه الرخصة لمدة معينة، ثم يجازى الجزاء اللازم، وبهذا انتظمت حركة المرور في "دبي" من الإمارات العربية المتحدة، وقيل لي: إن نفس هذا الانضباط موجود في "البحرين" وموجود في "قطر"، فلا أدري لماذا لا يُنفذ شيء من هذا عندنا؟ والسلام عليكم، ومعذرة للتسلل ولا أدري ما هي عقوبة التسلل.
 
ويجيب الدكتور ناصر السلّوم على هذا التساؤل بقوله:
- ما صار في "دبي" ويصير في "البحرين" ممكن أن يصير عندنا في "السعودية"، كما أحب أن أزيدك شوقاً أكثر، أن في خميس مشيط وفي المدينة العسكرية بوجه الخصوص أن السرعة محددة بـ 60 كيلومتراً في الساعة ولو زاد السائق السرعة قليلاً لوجد المراقب أمامه وقد أثبت عليه تلك المخالفة، ولذلك تجد أن جميع السائقين ملتزمين هناك، وحزام الأمان يسري تطبيقه أيضاً في المدينة العسكرية في خميس مشيط بدقة.
- وعلى العموم فإن هذا الموضوع من اختصاص المرور، والمرور وحده لا يستطيع أن يتولى تنفيذ كل شيء، فالمطلوب من الجميع أن يتعاونوا مع المرور، فهذه بلادنا ويجب علينا أن نتكاتف جميعاً، وأعتقد أن للإعلام دوراً كبيراً جداً في بث الوعي المروري، وشكراً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :481  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج