شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فنجان قهوة علي أبو العلا
إعداد سمير خوجه
• تركت الدراسة بسبب الفقر.. وأسست أول مكتب للطيران في مكة.
• عندما شد الزيدان على يدي.. وأهداني عبد الله الفيصل قلماً مذهباً.
• أنا الذي بنى الكورنيش.. وعريف.. درسنا في الماحي..
اعتصرته أيام الفقر واليتم والحرمان.. وعرف شظف العيش وقسوة الحياة ولم يزل يافعاً لا يقوى على شيء.. فتح عينيه على الدنيا ولا يملك منها سوى طاقاته المتفجرة.. نبوغه المبكر.. وذكائه الفطري..
فعرف كتَّاب الشيخ الماحي وقد حفظ القرآن.. وجلس إلى الخطاط الحلواني فخرج منه بشهادة النبوغ الأدبي.. والتقى الشيخ الخياط الذي دفعه إلى مقدمة الطريق، وشهدت له جريدة البلاد عندما سطرت اسمه ضمن الأوائل على مستوى المملكة.. وهو الفاشل في تأمين قوت يومه!، وانطلق راكضاً في دروب الحياة.. وقد ترك فصول الدراسة بلا رجعة لينخرط فيما فشل فيه.. فتفتقت مواهبه بأكثر مما كان.. يسقيها بعرق الكفاح.. ويضيئها ببوارق الأمل.. حتى أصبح يتيم الأمس وكيلاً مساعداً لإمارة مكة.. وفي ذهنه شيء من الأمس..
كتّاب الماحي
• الجيل السابق كان مديناً للكُتّاب فهل أنت كذلك؟
حصيلتي من الكتّاب أساس نجاحي لأني قرأت أو كما يقولون (ختمت الختمة) لدرجة أني كنت أفتتح الحفلات بآي من الذكر الحكيم.. وتدرجت من كتّاب العبادي في أجياد ثم انتقلت إلى مدرسة وهي شبيهة بالكتّاب تسمى (الماحي) وكان طلابها الأستاذ عبد الله بلخير وعبد الله عريف وانتقلت بعد ذلك إلى الخطاط الشيخ إبراهيم حلواني الذي غرس فيّ حب الأدب.. فقد كنا نكتب القصائد ونحفظها..
نشأت يتيماً
• ما هو تأثير الوالد على شخصيتك؟
لم يكن له تأثير فقد مات وعمري عام واحد.. أي لم أره ولم أعرفه فنشأت يتيماً لأن أمي تزوجت واحتضنتني عمتي التي كانت تأخذني إلى الشيخ العبادي خوفاً عليّ من الجمال واستمرت كذلك حتى بلغت التاسعة..
• أفهم من هذا أنك عشت حياة الشظف؟
عشت حياة الشظف واليتم والتردي في الحياة لكنها أفادتني فما إن وصلت سناً معينة حتى أصبحت أنشد تأسيس بيتي الخاص.. فقد كنت أعيش حياة أشبه بحياة (الخادم).
حكاية الألم
• وهل صورت هذه الحالة شعراً؟
لم أفعل لأنها حكاية مليئة بالألم وإن مجرد اجترارها واستعادة ذكراها تجعلني كمن يعيش تلك الأيام بمرارتها وقساوة لحظاتها..
وبدلاً من ذلك.. فأنا أكرر شكري لله وأسجد له شاكراً على ما أعطاني من نعم فبالرغم من تلك الظروف استطعت أن أكون من العشرة الأوائل في المملكة كلها وهذا نشرته جريدة البلاد..
• وإلى أين تركت الشيخ الحلواني؟
دخلت المرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية وانتقلت بحصيلتي العلمية إلى المرحلة التحضيرية فلما اختبرني فريق من الأساتذة وضعوني في آخر السنة في التحضيري وانتقلت إلى الشيخ عبد الله خياط إمام المسجد الحرام فوجد خطي نظيفاً وأنا أكتب أسماء الكتب وسألني لماذا وضعوني في التحضيري.. وأمر بنقلي إلى سنة بعدها.. وقد أعطاني بذلك دفعة قوية..
• من زميلك في ذلك الوقت؟
عبد الرحمن فقيه، أمين حسن جاوا، حسن سالم، محمد طاهر الدباغ وهاشم الدباغ، وكثيرون..
• إذن واصلت تسلق السلم التعليمي بسهولة؟
بالعكس.. فلم أستمر في مواصلة تعليمي كما تتوقع والسبب في ذلك حرب هتلر.. وكذلك عمي الذي سافر إلى تونس.. فقد كان أهل مكة يتاجرون في البيع والشراء وكان عمي واحداً منهم وكان يمكث في تونس إلى ما قبل رمضان ويأتي ببضائع رمضان من هناك.. وكان على هذه الوتيرة حتى بداية الحرب العالمية الثانية حيث وصلت جيوش هتلر في عام 1359هـ إلى حدود العلمين وسلمت دول شمال أفريقيا وكانت حصيلته (شنطة) من الفرنكات الفرنسية.. لكن هذه الشنطة لا تساوي إلا ثلاثة عشر جنيهاً مصرياً.. فقد سقطت العملة الفرنسية ولم يكن لديه إلا بعض الهدايا وثلاثة عشر جنيهاً مصرياً.. وانتقل إلى ليبيا ثم إلى مصر حتى وصل مكة ولم يكن أمامه إلا أن يبيع دكاكين.. وتوظفت سكرتيراً لأعمال الطرق وقد تسلمنا أول طريق اسفلتي بين جدة ومكة عملته مصر وكنت تحت رئاسة محمد سرور والشيخ محمد شلهوب..
بادرة الصبان
كان له الفضل في توجيهي إلى وزارة الداخلية بعد أن كنت في المالية والتي تركتها للعمل في مكتب مشايخ الجاوا، ثم أسست أول مكتب للطيران في مكة مع شريكي سعيد حلبي في أجياد.. وعدت بعدما خسرت في المكتب إلى الداخلية وأذكر أني كنت أجلس ذات يوم في مكتب السياحة فرآني الشيخ محمد سرور وهو في طريقه لوزارة الداخلية وكانت في أجياد وفاجأني بأن أرسل السائق في طلبي وقدمني للشيخ محمد حابس وأعطوني معاملة واختاروني وأصبحت محرراً في الشؤون الإدارية وتدرجت حتى عينت مديراً للشؤون الإدارية في عهد الأستاذ حسين عرب.
تجربتي مع جدة
• تجربتك مع بلدية جدة ماذا أعطيتها أو ماذا هي أعطتك؟
أعطتني أحسن دافع للحياة وقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد مثلي الأعلى.. فقد كان يأتي في الصباح الباكر ويطلب حضوري حيث يشاهد الأعمال.
• كم كانت ميزانيتها؟
ثلاثة ملايين ريال..
• لو أعطيت ميزانية المهندس الفارسي هل كنت تحقق ما حققه؟
المهندس الفارسي لم يعتمد على تخطيط الجبال.
• مكة المكرمة ماذا ينقصها؟
مكة المكرمة في رأيي ينقصها تخطيط الجبال وربطها بكباري وأنفاق غير الموجودة حالياً.. لأن الموجودة حالياً أفادت بلا شك الحركة والمشاة لكن لو أن الجبال مهدت وخططت، وهذه رغبة خادم الحرمين الشريفين - لكان ذلك أفضل فجبل هندي إلى العتيبية لو اخترقه طريق بمعنى الكلمة لكان هو الأفضل وإقامة عمارات كبرى تستوعب الملايين من الحجاج ويكون تحتها أسواق مستقلة فالمنطقة تمتد إلى الشهداء دون أن تمس بميادين لكن دخول الشوارع ينحصر في عنق الزجاج الذي هو في شارع الحفاير وجبل الكعبة حيث الخط السريع وليس هناك مدخل إلى مكة إلا هذا الذي تراه تحت كوبري الشبيكة فمكة في حاجة إلى فتحات تعطيها رونقاً وجمالاً.
• وهذه الأفكار لماذا لا تناقشونها أنتم كمكيين مع أمين العاصمة؟
هذه المخططات نوقشت وكانت فكرة إنشاء ما يشبه النفق من شارع الحفاير للحرم فإنه سيقضي على نفق منطقة السيول التي تأتي من أعالي مكة.. وربما عطلت السيول الحركة.. والبديل أن منطقة السوق الصغير تبقى كما هي عليه وينشأ طريق دائري معلق يربط المسفلة بمنطقة جبل هندي ويمر حول الحرم من عند فندق مكة..
وفي هذه الحالة تعمل راميات لجبل هندي وإلى حارة الباب والهجلة وحركة السيارات لا تتأثر بالصلاة والصلاة لا تتأثر بحركة السيارات..
جدة مدينة رائعة
• وما هي نواقص مدينة جدة في رأيك؟
أعتبر مدينة جدة بتخطيط شوارعها مدينة رائعة وأجمل ما فيها ارتباط الخط السريع مع الكباري التي ربطت شمال جدة من المطار إلى الكيلو العاشر في طريق مكة، فهذه الكباري كفلت الكثير بلا شك لكنها أضفت جمالاً على هذه المدينة، ففي جدة أعمال جبارة.
أول قصيدة كتبتها (1)
• متى كتبت أول قصيدة؟
كنت أنظم على طريقة المساجلة.. وعندما كنت في مدرسة تحضير البعثات جاءنا سمو الأمير عبد الله الفيصل ومعه الأستاذ زيدان لزيارة النادي وطلبت من السيد أحمد العربي أن ألقي قصيدة قلت فيها:
كفانا أننا عرب
رويدك إنه الأدب
يكرم حفله النجب
جزيرتنا له مهد
ومنها العلم والكتب
* * *
أضاء الكون كوكبه
إذا الظلماء والحجب
تلف الأرض قاطبة
وبدر العلم محتجب
فمنا من هدى الأكوان
ومنا المجد والحسب
ومنا الشعر والفصحى
جلاها النثر والخطب
بيان عزّ بالقرآن
فهو إليه ينتسب
* * *
لسان العرب مذ خلقوا
مبين لفظه عجب
جرى كالعذب سلسله
معان كلها طرب
ألا فليهنأ الرواد
من بجهودهم وهبوا
بأن الغرس صار جنى
وأن الأمر ما طلبوا
وآن لراية العرفان
أن تعلو كما يجب
بعهد كله فخر
به الأمجاد تكتب
تحقق فيه ما نصبو
بغرس روضه أشب
* * *
فكنا والمنى أمل
وصرنا والهنا سحب
وفي أكناف نهضتنا
من الجوزاء نقترب
فكم آل السعود وكم
لهم في شعبهم حدب
فرأس فخار غيرهمو
لدى أمجادهم ذنب
بنى عبد العزيز وكم
بفيصل تفخر الحقب
جنينا اليوم غرسهما
منى تحلو وترتغب
فخالد فرع دوحتهم
وفهد صدرها الرحب
وإخوان ليوث الغاب
أعوان إذا طلبوا
يشجع فتح نادينا
ليرفع رأسه الأدب
وأيدي فيصل بن الفهد
بالآلاء تنسكب
تسامت بالشباب على
ذرى من دونها السحب
فتى يرعى الشباب مع الشيوخ وهم له أهب
حوى حكم الشيوخ وزانه فوق الحجى الحسب
وإن بجهده زهت الفنون وأدرك الأرب
نماه للفخار أب
ثياب فخاره قشب
ونصحي اليوم للأدباء
من لي فيهمو نسب
أشيعوا دعوة الإصلاح
لا يثنيكم التعب
* * *
وأحيوا النشر والتأليف
فهو القصد والرغب
واعطوا الطفل مكتبة
فإن فراغه لعب
تنمي من مداركه
وتصقل ذهنه الكتب
فينشأ وهو بالفصحى
عليم اللفظ مكتسب
دعونا من قراءات
تحوم حولها الريب
ومن غث تموج به
وفي بلواه تنجذب
دعايات مكثفة
وفيها السم والعطب
فنحن بديننا قمم
يطاول مجدها الشهب
وفي تاريخنا عبر
كفانا أننا عرب
* * *
• وأين شعرك؟
كان هناك شعر كثير كتبته ولكنه سقط ضمن شنطة افتقدناها أثناء النقل من منزل إلى منزل.
• يقولون إنك شاعر مناسبات.. فيما تعلق؟
هذه التسمية ربما تعود إلى أن ديواني الأول كان عبارة عن قصائد في مناسبات فاعتبره كذلك من علق عليه في ذلك الوقت.. وفي حقيقة الأمر أنه شعر مديح وشعر المديح من الشعر المعروف من أيام المثنى وغيره، أما في ديواني الثاني فقلت إن القصيدة هي وليدة المناسبة والحب والغزل والرثاء.
• ما صحة ما يقال إن أصدق الشعر أكذبه؟
قد يبالغ الشاعر في وصف إنسان ما وقد يكون من فرط حبه لهذا الإنسان يرفعه إلى درجات عالية لكن الشعر صادق في الوصف مثل محمود سامي البارودي الذي يقول:
ومربع لنسيم الضجر هيمنة
فيه وللطير في أرجائه لغط
كأنما القطر در في جوانبه
يكاد من صدف الأزهار يلتقط
وللسماء خيوط وهي واهية
تكاد تجمع بالأيدي فترتبط
كأنها وأكف الريح تضربها
خيوط عقد تواهى فهي تنخرط
والريح تمحو سطوراً ثم تثبتها
في اليم لا صحة فيها ولا غلط
• إذاً من هنا جاءت تسمية ديوانك؟
ضحك بصوت مسموع وقال:
نعم فأنا قرأت لهذا الشاعر الكثير..
نادي مكة الأدبي
• نادي مكة الأدبي كيف حاله الآن؟
إذا كان هناك مأخذ فعلى أهالي مكة وأنا من المقصرين تجاهه فبرامج النادي لا تجذب الناس إليها، والناس لا يستجيبون لحضور الندوات وطالما دعوت لأن ينطلق النادي للجامعات والمدارس يبحث عن نوابغ الطلبة ويكرمهم، فوضع النادي والمبنى الذي هو فيه وإن كانوا قد تبرعوا به فالمكان غير لائق.. النادي يحتاج إلى صالة شبيهة بالمركز الإعلامي حتى يكون مناسباً لحضور الشخصيات الزائرة للمملكة.. ثم الجهاز المشرف يجب أن يتغير ويتطور ويتم دعمه برجال العلم كرجال الجامعة وأرى أن يطور النادي منهجه كأن يستضيف الفرق الرياضية وتقام مباراة على كأس..
• لكن كيف يقوم ناد أدبي بذلك والأندية الرياضية تقوم بذلك على أكمل وجه؟
ما أهدف إليه هو للتشويق ويكون ضمن الندوات وتكريم الأندية الفائزة المتفوقة وكذلك أتمنى دعوة بقية الأندية..
حب الله
• أبناؤك ماذا غرست فيهم؟
حاولت أن أغرس فيهم حب الله وأن أكون مثلهم بما مر بي في الحياة ليكونوا على حذر في مسارهم في هذه الحياة وأن يحرصوا على حب الناس فهي أحسن ثروة، فأنا بنيت حياتي على محبة الناس وهذا ما كسبته.
• قصيدتك التي طالبت فيها بإنشاء جامعة أم القرى هل لها قصة معينة؟
كانت هناك لجنة تشرف على ما يلقى في الحفل وانقسمت اللجنة إلى قسمين، قسم يؤيد أن نطالب بشيء وقسم لا يؤيد، ولكن بعد ذلك قررنا إلقاء القصيدة وألقيتها أمام الملك خالد رحمه الله..
• كيف كانت مشاعرك؟
كدت أبكي وخرجت من الحفل وكاد أهالي مكة يحملونني على الأكتاف.. خصوصاً وأن استجابة الطلب جاءت فورية.
• من خلال موقعك فإنك تقوم بخدمة العديد من الناس فهل أنت سعيد بذلك؟
أنا أؤدي واجبي ومثلي في ذلك قادة هذا البلد من عهد الملك عبد العزيز حتى عهد الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله - حيث نرى كيف يفتح الواحد منهم أبوابه ليستمع للصغير والكبير وكنت أرى هذا الأسلوب دائماً وجميع الأمراء الذين جاءوا إلى الإمارة تعلمت منه ذلك..
• الجيل الماضي ما الذي كان يميزه؟
حب الخير والوئام والتكاتف وفي هذا الزمان افتقدنا هذه الأشياء.
• الحياة أعطتك أكثر أم أخذت منك؟
نعم الحياة أعطتني أكثر..
• ماذا أعطتك؟
كل ما افتقدته في الماضي..
• قبل أن أودعك ماذا تود أن تقول؟
أسأل الله أن يعيد المجتمع إلى ما كان عليه من توافق وتكاتف ووئام وعطف الكبير على الصغير واحترام الصغير الكبير وحرص أهل الخير على الصلح وإشاعة التآخي وأسأل الله لشبابنا حب الخير، ويلهمنا الصواب ويحفظ علينا ديننا ويزيد خيرات هذا البلد..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1134  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 413 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج