شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مدرسَة تحضير البعثات بمكة
إن تاريخ الدراسة للتعليم في العهد السعودي بمكة المكرمة على وجه الخصوص يدفعنا إلى سرد تاريخ مدرسة تحضير البعثات والمعهد العلمي السعودي في (قلعة جبل هندي) ففي عام 1357 هـ انتقلت الأقسام الابتدائية الثانية والثالثة من مدارس (السعودية) و (الرحمانية) و (الفيصلية) و (العزيزية) بفصولها إلى مدرسة تحضير البعثات وكان كل فصل يتكون من فرقتين: أ - ب.
وكانت هذه الفصول النواة للشهادة الابتدائية. وبعد الشهادة الابتدائية يؤهل الطالب للالتحاق بالتعليم الثانوي في المعهدين.. المعهد العلمي السعودي أو مدرسة تحضير البعثات.
وكانت لوائح الالتحاق بمدرسة تحضير البعثات تفترض على الطالب شيئاً من الإلمام بعلوم الرياضيات والعلوم العصرية ومبادئ اللغة الإنجليزية أو أن تكون لديه معدلات امتياز تؤهله لدخول الدراسة الثانوية في مدرسة تحضير البعثات.
وقد اعتبر الطلبة انتقالهم إلى المعهدين بجبل هندي نقطة تحوُّل أكسبتهم نشاطاً أكثر، وكان مدير المعارف يومئذٍ السيد طاهر الدباغ رحمة الله عليه كما كان المربي الفاضل السيد أحمد العربي والسيد إسحاق عزوز ممن يحضرون إلى المدرسة للتدريس (عصراً). وكان الطلبة على جانب كبير من النشاط، فكنا نتجمع ببناء المدرسة لنجعل منه ميداناً لمزاولة رياضة كرة القدم وكان فناء أو ساحة مليئة بالصخور وتراب الحصباء ما يتعذر فيه اللعب لأن المنطقة ذاتها جبلية.
ولم تكن هناك وسائل تنقل الصخور أو معدات تنقل البطحاء لتفرش على الأرض في ذلك الفناء الفسيح المحيط بقلعة جبل هندي. كل ما هنالك من وسائل لنقل البطحاء هو النقل (فغير) على ظهور (الحمير) التي كانت تلاقي أو تتحمل الكثير من المشقة والعناء. فقد كان النقل من خارج مكة حيث توجد البطحاء يستغرق وقتاً طويلاً فما بالك والحمير في سيرها خطوة خطوة عندما تكون محمَّلة وهي تعتلي سفوح جبال وآكام كلها مطبات أو ركائز لأحجار عثرات.. تلك الوقائع بطبيعة حال ذلك الزمن تعطينا الدليل القاطع بالبون الشاسع بين الأمس الدابر واليوم الحاضر وقد دكت الجبال دكاً ففجرت صخورها الصلدة وفتحنا المغلق منها بالأنفاق المتعددة لتقريب المسافات وتذليل السير، وهذا فضل من الله ونعمة يجب أن تحمد وأن يشكر رعاة البلاد على ما يقدمونه وييسرونه ويبذلونه.
ولنعد إلى ساحة المدرسة لتراها وقد غطت بالأيدي الصلبة لغربلة الحصباء من التراب أولاً ثم لتبريح البطحاء ومعنا الموجهون بدءاً بالمدير وكبار الأساتذة.
فأين منا بالأمس طلاب اليوم وشبابه المرفَّه المنعم وهو يدري وتلك مصيبة وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم لأنه لا يشكر النعمة، ولا نجد لها في نفسه أثراً.
وأذكر ممن كنت مزاملاً لهم في فصل دراسي واحد الأخ عبد الرحمن فقيه والأخ معتوق جاوة والدكتور حسن عباس سالم والدكتور هاشم الدباغ والأخ أمين حسن جاوة والأخ سالم الحضرمي والأخ محمد حريري كاتب عدل جدة سابقاً والدكتور محمد طاهر الدباغ والدكتور مصطفى طيبة والدكتور محمد أمين مقيم.
وقد حمل كل واحد من هؤلاء عبء الحياة ومضى في طريقه وفقاً لما يسر له.
كان قد سبقنا إلى مدرسة تحضير البعثات طلاب مدرسة تحضير البعثات عندما كانت في زقاق المسفلة ببيت البوقري وأذكر من هؤلاء الدكتور حامد هرساني والدكتور علوي جفري والأخ سعيد آدم والسيد عمر عقيل والمرحوم السيد أحمد شطا والأخ محمد عباس سالم والأخ بكر باناجة من جدة والأخ أسعد جمجوم هؤلاء هم بعض ممن سبقونا قبل انتقال المدرسة إلى قلعة جبل هندي مع طلبة الابتدائي الذين جرى نقلهم مع طلاب المعهد العلمي السعودي وتعتبر هذه الفترة من التعليم فترة طفرة تعليمية برزت في مكة المكرمة في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله ولاسيما وقد استخدمت حكومة جلالته عدداً من الأساتذة الأكفاء من حكومة مصر العربية.
كان أولئك الأساتذة على جانب كبير من العلم وخبرة ودراية بالتعليم وشؤونه وممن أذكره من أولئك الأستاذ رشوان والأستاذ سيد محمد أحمد والأستاذ عبد الحميد بدوي والأستاذ أبو المجد - انضمت هذه الصفوة العلمية إلى الأساتذة المكيين السعوديين وهم جلّة من خيرة العلماء والفقهاء أتذكر منهم الشيخ محمد شيخ بابصيل والشيخ صدقة المنصوري والأستاذ إبراهيم فطاني والأستاذ إبراهيم السويل والأستاذ حسين فطاني اللذين انضما إلى السلك الدبلوماسي. وبهذه المناسبة نذكر أن الشاعر حسين فطاني كان يلقي شعره أمام جلالة الملك عبد العزيز وفي المناسبات المتاحة وقد ألقى قصيدة مشهورة في حفل توديع طلبة أول دفعة أرسلت من طلاب مدرسة تحضير البعثات بعد نيلهم لشهادة البكالوريا - إلى مصر.
وقد حضر الحفل الذي أقيم لتوديعهم في مكة النائب العام الأمير فيصل بن عبد العزيز وأعضاء مجلس الوزراء وغيرهم من رجال العلم وأعيان البلاد.
وكان في مقدمة هاته الدفعة الدكاترة حامد هرساني، حسين نصيف، علوي جفري والأخ أبو بكر باناجة وغيرهم ممن سبق ذكرهم.
وكما أقيم لهم حفل توديع في مكة أقيم لهم حفل توديع في جدة. بعد أن فتح آل جمجوم دورهم للضيافة لهؤلاء ومن كان معهم، وكان المرحوم الشيخ عمر نصيف يومها معتمد المعارف في جدة ممن يشرفون على بقاء الطلبة ورعايتهم في جدة فترة بقائهم انتظاراً للباخرة التي تقلُّهم. وكان سفرهم على ظهر إحدى البواخر الخديوية وقد أقيم لهم حفل توديع في ميناء جدة حضره بعض أعضاء السلك الدبلوماسي وكبار موظفي الدولة من أعضاء مجلس الشورى ومجلس القضاء ورؤساء الدوائر وأعضاء مجلس المعارف. وفي الحفل ألقيت الكلمات والقصائد الشعرية ومما أذكره قصيدة للأخ حسين فطاني وهو شاعر مجيد لفتت شاعريته أنظار الكثير من رجال الأدب وكانت الصحف يومها تنشر قصائده أما قصيدته التي كانت حديث المجتمع في جدة فقد قال فيها:
تهادت غادة اليم
وكف الموج حياها
وداعبها نسيم البحـ
ـر حتى ماس عطفاها
فبسم الله مجراها
وبسم الله مرساها
وهذا ما علق في ذهني من تلك القصيدة. وسافرت البعثة.. ووصلت مصر بسلامة الله وبدأت دراستها فترة حتى عام 1359 هـ ثم قامت الحرب العالمية الثانية وقد توقفت أثرها الدراسة في جامعات مصر مما اضطر هؤلاء إلى العودة.
وكان لعودتهم الأثر الكبير في نشاط مدرسة تحضير البعثات حيث شاركوا في التدريس فممن كان يدرِّسنا منهم السيد علوي جفري والدكتور حامد الهرساني والسيد أحمد شطا والأستاذ عبد الله عبد الجبار وغير هؤلاء ممن رجعوا من مصر بسبب قيام الحرب العالمية الثانية.
من جانب آخر كان الطلبة يتسابقون في ميادين الأدب نثراً وشعراً وخطابة وكانوا كلهم إلا القليل منهم يتذوقون طرافة الأدب ويتطلعون إلى معرفة الجيد والحسن فيذهب أكثرهم عصر كل يوم إلى منطقة (بركة ماجد) حيث يتجمع هناك كبار الأدباء في مكة المكرمة وكان مجمعهم بمركاز المسفلة كان أولئك نخبة فذة من رجال القلم والفكر نثراً وشعراً من هؤلاء الأساتذة عزيز ضياء والأستاذ حمزة شحاتة والأستاذ إبراهيم هاشم فلالي والأستاذ أحمد السباعي والأستاذ حسين خزندار والأستاذ علي حسن غال والأستاذ سراج خراز وغير هؤلاء ممن كانوا شعراء أو مبرزين ككتَّاب في جريدة (صوت الحجاز).
وكان لشباب المعهدين ما يسمى (بلوثة الأدب) فكانوا لحبِّهم للأدب ورجال الأدب يقلِّدون الأدباء بطوي الأحاريم ووضعها على الرقبة لتتدلى على الكتفين إلى الأمام وكانوا يتخيلون أن كل من يلبس هذا الزي يجب أن يسمّى بالأديب.
وكان فينا من لا يرضى بهذا التطفل بل ذهب أحدنا وهو الأخ أسعد جمجوم يؤلف قصيدة زجلية ألقاها في إحدى حفلات السمر للطلبة يقول فيها:
يا رب ما هذا البلاء
الكل صاروا أدباء
يطوي الصحادة مثلما
تطوى الحصيرة بالسواء
ونزل في قصيدته على أدعياء الأدب وقام أحد الأدباء من الشباب الذين يرتادون بركة ماجد للجلوس خلف مراكز القادة في الأدب يدافع وأعتقد أنه الأخ أمين كتبي وحصلت مشادة بينه وبين الأخ جمجوم مؤكداً أنه لن يتراجع عن قصيدته حتى يتراجع أمين كتبي عن وضع اللفافة على عنقه وحتى يشعر زملاؤه (ويعني الكتبي) بأنه ليس من الأدب في شيء - وهنا تدخَّل بعض الأخوان وأذكر منهم الأخ عبد الله شرف وقد أزال سوء الفهم.
وبقيت قصيدة الأخ جمجوم تقرأ عن الأدب والأدباء وهو ما جعلني أذكر مطلعها الذي تقدم - ولست أدري هل يذكرها الأخ الجمجوم إن لم تكن مسجلة في ديوان شعره.
كلنا يحسُّ أن لذكريات الطفولة الناضجة طفولة الدراسة صدى في النفس وأي صدى..
يبقى هذا الصدى ليحكي للعقل الباطن وقائع ملؤها الذكريات ومن أعز هذه الذكريات التي أحتفظ بها في نفسي مصوَّرة ومحفورة حفلة استقبال فيصل في مدرسة تحضير البعثات.
وحفلة سمو الأمير عبد الله الفيصل وكان يعرف يومها بأمير الشباب.
فالحفلة الأولى كانت تشجيعاً وقد اعتادت المدرسة أن تقيم حفلاتها حيناً في المساء وحيناً آخر في النهار. وكان حفل استقبال فيصل بعد عصر ذلك اليوم وقد أقيم في بهو المدرسة وحضره الكثير من أعيان مكة وشعرائها وأدبائها.
وأذكر ممن شارك فيها بالخطابة الدكتور حسني الطاهر رحمه الله فقد كان محدثاً لبقاً وخطيباً يغتنم الفرص لإلقاء قصيدة أو خطبة ارتجالاً.
وفي هذا الحفل ألقى سعادة مدير المعارف يومها الأستاذ طاهر الدباغ كلمة ترحيب بالزائر الكريم تلاه الأستاذ المربي السيد أحمد العربي فألقى كلمة قيِّمة ثم ألقى بعده على ما أذكر الشاعر الأديب الشيخ أحمد إبراهيم الغزاوي قصيدة رائعة يحضرني منها الأبيات الأول حيث يقول فيها:
لعمر الذي آتاك ما أنت أهله
ومن لك منه ناصر ومعين
ومن ليس يدري غير كيف أنني
أبيت وفي نفس الحديث شجون
بأي لغات الناس أدرك وصفه
وقد لج فيه نازح وقطين
وما ذاك إلا أن فيك بطولة
هي المجد إلا أنها لك دين
واستمر الغزاوي في إنشاده وهو المعروف بحسن الأداء وتوزيع المقاطع الشعرية وتذكر أثناء إنشاده سقوط حصن (ماجينو) ويومها كانت الحرب العالمية الثانية تدور رحاها فاهتبل شاعرنا الفرصة، وقال:
كشأن الأولى حول الخطوط تكاثفوا
عفاريت سيفريد وجن ماجينوا
والحفلة الثانية تلك التي أقامتها مدرسة تحضير البعثات في حضور سموِّ الأمير عبد الله الفيصل وكان يعرف بأمير الشباب وقد حضر معه الأستاذ محمد زيدان وبعض أعضاء مجلس الشورى.
وكانت مناسبتها كما أذكر انتصار فريق تحضير البعثات على طلبة المعهد العلمي السعودي في مباراة أقيمت بينهما.
وقد وقف سموُّ الأمير عبد الله الفيصل وهو شاب في ريعان الشباب وبالتحديد في عام 1359 هـ وقف يحيي الشباب ووقف بجانبه الأستاذ محمد حسين زيدان وكنت قد استأذنت سموَّه في إلقاء قصيدة قلت فيها:
حيوا بأكرم منطق وبيان
زين الشباب ونخبة الفتيان
حيوا سعاة المجد فتية يعرب
حيوا سعاة السبق في الميدان
حيوهم وارجوا لهم مستقبلاً
يزهو بعلمٍ راسخ البنيان
مهلاً فسوف ترونهم يبنون
للعلياء مجداً ثابت الأركان
يبنون بالعلم الصحيح حضارة
تبقي مآثرها مدى الأزمان
وبعد انتهائي من إلقائها شد سموُّه على يدي وشجعني بكلمات كان لها أثر في نفسي أهداني ساعتها قلماً ذهبياً وكانت هذه أول تجربة قرضت فيها الشعر وألقيته في حفل أعتز به حتى تعاظمت في نفسي الفرحة والسعادة والاعتزاز بهدية الأمير أطال الله بقاءه.
ومن الذكريات التي بقيت عالقة بالذهن وكأنما كانت بالأمس القريب ذكريات حفلات مدرسة تحضير البعثات أيضاً أيام كنت طالباً بها، ولربما يعود هذا إلى ذلك الجوِّ الدراسي النقي، جو يفيض جداً وجهداً ويفيض أبوَّة وعلماً من جانب المدرسين الكبار ورغبة عند الطلبة وتقديراً واحتراماً لمدرسيهم.
وإن جواً تشع فيه روح العلم للعلم على اختلاف فنونه وأفانينه لهو أولى بالتقدير في النفس وتكديس هذا التقدير فيها لأنه أصبح جزءاً مفقوداً به كانت تسرح وتمرح وعليه شادت أسس أحلامها وآمالها ومن رحابه انطلقت.
وحسبي منها اليوم شعوراً بالمتعة والرضى كلما عرضت بذهني أو كلما تحدث المتحدثون عن ذكريات ماضيهم والماضي في مكة شدة ورخاء أو رخاء بين شدة يمتاز بالكثير من صدق الواقعية وواقعية الحقيقة التي يفتقدها اليوم من يريد الكتابة للذكريات لأن كل ما يدور حوله أو يرتبط به أو يحكي عنه أو يروى له يتزامن بين مركبات مصالح أو تبادل مطامع أو تهاويش مجاملات.
وكما قلت سابقاً إن مدرسة تحضير البعثات كانت تستغل كل الفرص والمناسبات لتقيم حفلاً لهذه المناسبة أو أخرى لتلك ما يجعلنا نحسر أنها الوحيدة التي كانت (قيد الأوابد) فسجلت بملاحقاتها للمناسبات واغتنامها للفرص كل ما هو جدير بالاحتفاء في تلك الظروف.
ومن هذه المناسبات احتفاؤها في إحدى الأمسيات في موسم الحج بالكشافة العربية العراقية والكشافة السورية وطلاب جامعتي القاهرة والإسكندرية وقد حضر مع طلاب جامعة القاهرة الدكتور عبد السلام العيادي رئيس الجامعة يومها.
هذه عراقة مدرسة تحضير البعثات وأصالتها في ذلك الوقت فهي من مركز الصدارة علماً وفكراً بمكان بحيث تحتفل بطلاب جامعيين وعمداء جامعات، في وقت كانت الأمية في مملكتنا الحبيبة كظلام أرخى الليل سدوله. إلا مكة المكرمة. فقد كانت دائماً وأبداً وستبقى وعلى مدار الزمن كما كانت منبعاً يسيل بقدر حيناً ويفيض حيناً آخر.
وكان ذلك الحفل من جلّ الحفلات التي سجلتها صفحات مدرسة تحضير البعثات في تاريخها احتفاء بالعلم من أجل العلم.
وكان من حضور هذا الحفل النائب العام سموُّ الأمير فيصل بن عبد العزيز وجلّة أعضاء رجال مجلس الشورى يتقدمهم السيد صالح شطا ورؤساء الدوائر الحكومية ومدير إدارة الصحة العامة الدكتور محمود حمدي ومدير البريد الشيخ عبد الله كاظم ومن رجال الصحافة المبرزين الأستاذ أحمد السباعي وكبار أعضاء مجلس المعارف وآخرون من رجال الأعمال والأعيان.
وقد تبودلت في الحفل الكلمات والأحاديث فاختلط الأصل بالفرع أو الفرع بالأصل على مبدأ واحد وغاية واحدة.
جمعتهم مكة، وضمتهم عقيدة، ووحدت أفكارهم مناهج علمية فتلاحم الفرات مع جلق والنيل في مكة الأم وفيها قام طالب من الكشافة العراقية وسط جوٍّ يسوده الإخاء ويدفعه الشعور بالتلاحم ليلقي قصيدة جاءت بقدر في مناسبتها حيث بدأ العنصر الصهيوني اليهودي يكشف عن لثام خبثه بما كان ينوي فعله من غزو للمسجد الأقصى وفلسطين المسلمة العربية.
فتفاعل الجميع مع الطالب في شعره وكان تعبير الإعجاب تهليلاً وتكبيراً حيناً وتحفزاً وشداً بالأيدي حيناً آخر، وحومت على الجميع سحابة فيض من الحماس والشعور بخطورة المستقبل حين بدأ الطالب صرخته بمطلع القصيدة كما أذكر قائلاً:
حياة وما هذي الحياة سوى حرب
يفوز بمعناه أولو السيف والكتب
حياة صنعت للعاملين وحققت
لكل أبي النفس ذي شمم مر بي
وإني رأيت العلم أقرب غاية
لمن رام مجداً دونه مطلع الشهب
ولكن علم المرء ليس بنافع
إذا لم يَجُدْ بعلمه لبني الشعب
يضيء لهم طرْق الحياة بعلمه
ويكشف عنهم في النهى غمة الكرب
فلسطين إن رام اختطافك ظالم
فدونك أسياف خلقن للذب
إلى الحرب يا أسد العرين إلى الحرب
فهذا أوان الشد يا أمة العرب
وهذا أوان الجد يا قوم فانقضوا
سيوفكم وامضوا على الضمر القب
علت أمة الغرب السماء بعلمها
فلم لا نجاري في العلا أمة الغرب
على أننا كنا ملوكاً بأرضهم
ودانت لنا بالرغم في سالف الحقب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2877  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 334 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.