رحلة عبر الفكر!!
(1)
- 1 - |
ـ ما هي الأسباب التي أدت إلى ركود الأدب في بلادنا.. وهل ترون أن أدباء الرعيل الأول قاموا بواجبهم نحو النهوض بالحركة الفكرية في بلادنا؟ |
أعتقد أن من أهم أسباب ركود الأدب في بلادنا هو اتجاه مناهج التعليم الحديثة إلى الرياضيات.. والعلوم.. واللغات الحية.. ونصيب اللغة العربية هو ما يحتاج إليه الطالب من فهم قواعد اللغة العربية وأصول البلاغة في أضيق الحدود وبقدر الحاجة.. فلم تعد هناك منافسة أدبية بين الطلبة.. ولم نجد للندوات الأدبية في المدارس أثراً.. بينما كانت المناقشة والندوات في الماضي تصقل الأذهان.. وتحفز الطالب على الارتشاف من مناهل الأدب العربي.. فيبرز طالب في الشعر.. وآخر في النثر.. وفريق في الخطابة.. حتى إذا بلغ الشاب مبلغ الرجولة.. أصبح في استطاعته الإسهام في مجال الأدب.. قراءة.. وفهماً.. وإنتاجاً.. ورواية. لذا فإن إلقاء العبء على عاتق أدباء الرعيل الأول وحدهم واتهامهم بالتقصير في واجبهم نحو النهوض بالحركة الفكرية في بلادنا غير صحيح فهم على العكس أسهموا ما وسعهم الإسهام بقدر وافر في هذا المضمار.. وبقي أن يعرف شباب هذه البلاد واجبه كاملاً للنهوض بالأدب العربي الإسلامي النابع من هذه الجزيرة العربية.. التي أنجبت الأفذاذ والقادة والعلماء والأدباء والشعراء.. وهذا كتاب الله بين أيدينا أنزله الله بلسان عربي مبين وهو خير طريق يسلكه طلاب الأدب.. للنهوض بالأدب.. أما غيره من الأدب المستورد. والقصص الرخيصة فذلك ما يحسن بالشباب الإعراض عنه بعداً عن السموم التي ينفثها في عقول القراء.. |
ـ نودُّ أن تحدثونا عن واقع الفكر العربي وهل ترون أن الأدب العربي أسهم إيجاباً في النهضة العربية بوجه عام؟ |
إذا رجعنا إلى ما قبل ربع قرن من الزمن تقريباً يكون في استطاعتنا أن نحدد أن الأدب العربي قد أسهم فعلاً في النهضة العربية بوجه عام.. فقد كان الرابطة الوحيدة التي تجمع قلوب العرب في عهد استولى فيه الاستعمار على أكثر البلاد العربية إلا قليلاً.. فكنت تسمع القصيدة الوطنية من أفواه الرواة في دمشق على لسان قائلها في العراق أو مصر حتى يتشوق الواحد إلى الحصول على المجلة أو الصحيفة التي نشرت هذه القصيدة ليضمها إلى مكتبته وناهيك بدواوين الشعر التي كانت تظهر للشعراء المبرزين الذين حملوا مشعل الفكر العربي.. وكذلك الحال بالنسبة إلى المؤلفات التي تطبع لمشاهير الكتاب حيث كانت تنشر بين جميع الدول حتى شمال أفريقيا التي كان طريق البحر إليها طويلاً.. وذلك على الرغم من القيود التي كانت تفرضها الدول المستعمرة. |
ومن المؤسف اليوم أن نجد بعض الاتجاهات الفكرية شعراً ونثراً قد خرجت عن ذلك الخط.. واتخذت لها برامج لا تمتُّ إلى الأدب العربي الأصيل بشيء.. حتى أصبحنا نحسُّ أن الأدب في الوقت الحاضر يعيش في متاهات بعيدة إلا قليلاً من أسلوب الكلمة الصحفية.. والقصة الرخيصة.. والمؤلفات ذات الاتجاهات المختلفة.. فأين روعة الأسلوب.. وحسن البيان.. وإشراقة البلاغة.. وهي من أهم روافد الأدب العربي.. التي كان لها الفضل في توحيد الفكر العربي وتوجيهه إلى خط السير الذي كان ينتهجه الأدباء ورجال الفكر. |
ـ ما هو موقف الأديب العربي المعاصر من التراث هل يتجاوزه ويتخطاه.. أم يستلهمه ويضيف إليه؟ |
الأديب العربي المعاصر أمام طريقين.. إن تمسك بالتراث وحافظ على هذه الثروة.. أفاد واستفاد.. وإن تخبَّط في سيره بقي التراث حيث هو في الذروة.. وسار الأديب بعيداً عن التراث في أجواء الرومانسية. |
ـ ما هي نقاط الضعف من وجهة نظركم في الأدب السعودي؟ |
الأدب السعودي إذا اقترن ماضيه بحاضره فإنه يعدُّ في مركز القوة.. ويستطيع أن يثبت وجوده في كل المناسبات.. ويعيش في كل الأجواء.. وإن وجدت نقاط الضعف فهي في وسائل تنشيط الأدب في المدارس وفي المجتمعات والأندية.. وبالإمكان التخلص من نقاط الضعف هذه. |
ـ ما هي أبرز الأمور التي كان لها كبير الأثر في حياتك العامة؟ |
أبرز الأمور التي تأثرت بها في حياتي العامة.. هي أنني ربيت يتيماً.. وهذا ما جعلني أعيش حياة الكفاح منذ عهد الدراسة حتى الآن.. وقد حقق الله لي ما أصبو إليه بفضل العزم والمثابرة.. فله الحمد.. |
ـ نودُّ منكم أن تحدثونا عن قضية مقدساتنا الإسلامية وأوطاننا السليبة في فلسطين وأبعاد القضية الباكستانية؟ |
المؤسف أن نتباكى على مقدساتنا الإسلامية وفلسطيننا السليبة وأمامنا هذه القوة الهائلة من المسلمين الذين يزيد عددهم على الستمائة مليون مسلم.. ويحيط بفلسطين ما يزيد على المائة مليون عربي.. إنها قوة تفوق كل سلاح إذا صدقت العزيمة وخلصت.. وإذا كان لنا أن نأسى على شيء فلا أقل من أن نأسى على الفرقة وشتات الكلمة.. والشيوعية والصهيونية كلاهما يعمل جاهداً لتمزيق وحدتنا بمختلف الطرق.. إذاً فالقضية ليست ضياع فلسطين أو القدس.. بل هي ضياع الثقة من نفوسنا.. ويوم يوحد الله شملنا - وهو قريب - ستعود الأوطان.. وينطلق صوت الحق من على مآذن القدس يوم عودتها إلى أيدي المسلمين. |
أما أبعاد القضية الباكستانية فأقول في كلمات بسيطة.. إنه مخطط استعماري شيوعي لتفريق وحدة المسلمين وجعلهم شيعاً يذيق بعضهم بأس بعض.. والله كفيل بردِّ الخائنين. |
|