شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المواقفُ الحرجَة؟! (1)
لفت نظر الكثيرين في أسواقنا أواخر رمضان وجود فئات من الرجال ومن النساء وبعض الفتيان يتسكعون على المتاجر والمحال التجارية يطلبون "حق الله" من الزكاة والصدقة.. ومع الأسف الشديد أن غالبية هؤلاء هم من الأجانب الوافدين من خارج البلاد.. ومن يراهم في أزيائهم وأسمالهم التي يتشبهون بلبسها بأهل البلاد لا يشك مطلقاً في أنهم أجانب..
وإن كانت القلة القليلة من الفقراء تحذو حذو هؤلاء.. إلا أن المستحقين حقاً لا يسألون الناس إلحافا.. وهم قابعون في البيوت.. يعفون عن الطلب ويترفعون عن النزول بكرامتهم إلى هذا المستوى.. وكم من عائل تراه مرفوع الرأس يمشي الخيلاء وجيبه خال ومن خلفه صبية ونسوة يثقلون كاهله بالمطالب.. وكم من أرملة تجاوزت بنود الصرف لديها الحد وعندها مطالب لأبنائها وبناتها..
إذا تصور صاحب الدخل المتوسط حاله أمام مطالب البيت والأولاد في شهر رمضان والعيد.. وقارن بينه وبين أسرة مماثلة تعيش على دخل رمزي محدد فعند ذلك سيحس بمدى ما يقاسيه من اللوعة والحرمان.. ويقدر المواقف الحرجة التي تمر بهؤلاء المعوزين.
تمنيت لو قامت "لجان تعاونية" لدى كل فئة من التجار.. وفي كل محلة ومن بين الموظفين.. ومن بين الطلبة.. مهمتها جمع ما تستطيعه مما ينفقه أفراد كل فئة من صدقة أو زكاة.. وبدورها تتحسس منازل الفقراء المحتاجين وينبري من كل فئة نفر يتطوع لهذه المهمة وفي هذا التطوع ذاته أجر.. فكم ستغمر أسراً تعيش في دوامة الحاجة.. وكم طفلاً سيفرح بما قدم له ولأهله من نقد أو كساء وكم من عاجز عن شراء مطالب بيته وأسرته انتشلته هذه الأيدي الرحيمة.. والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه..
لقد مضى رمضان هذا العام وهذه الفكرة عرضت في ذهني لنتأهب مستقبلاً للعمل من أجل هذا الموضوع.. فالأجانب الذين يفدون لأداء الفريضة أو يقيمون في البلاد بطريقة غير مشروعة.. يحسن منعهم من التسوُّل في الأسواق وإن وجد من فقراء البلاد من يمتهن التسوُّل فإن ملاجئ الشؤون الاجتماعية كفيلة بجمعهم والصرف عليهم مما خصصته الدولة الكريمة للعاجز والضعيف الذي لا يستطيع العمل للتكسب.. أما القوي الكسول الذي بإمكانه العمل.. فيمنع بالقوة لأن بلادنا في حاجة إلى أيد عاملة في مجالات التخديم والصناعة وأعمال البناء ويوجه أمثال هؤلاء للعمل ليفيدوا ويستفيدوا والأسر الفقيرة التي خصصت لها الحكومة السنية مبالغ لدى مكاتب الضمان الاجتماعي فإن ذلك أمر له شأن في مواساة هذه الأسر. وفي مجال مساعدتها.. وستنظر اللجان التعاونية المقترحة أيضاً في حالة من هم في حاجة لتمد إليهم يد العون.
وبعد فنحمد الله على هذا العهد السعيد الذي أصبح فيه مجال العمل واسعاً لمن رغب.. والأمن والرخاء يظللان كل شبر من هذه المملكة ولا يعرف هذا إلا من تنقل في بلاد الله ليفرِّق بين الغث والسمين.. ونسأل الله دوام النعم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :674  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 320 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج