أمنيَتي الخاصة في العيد |
مشاعري في العيد تتدفق عندما تطوف بي الذكريات عبر الماضي القريب والبعيد، فألمح ما حولي من نعم الله التي أفاء بها على هذه البلاد بعد حقبة من الزمن مرت عليها وهي تعاني التأخر والسلب والنهب فأبدلنا الله في هذا العهد السعيد بالأمن بعد الخوف وبالاستقرار بعد الاضطراب وبالرخاء بعد الشدائد.. وكلما تذكرت ذلك وتلمست ما نحن فيه حمدت الله كثيراً ودعوته سائلاً منه المزيد من هذه النعم فإنها لا تعد ولا تحصى.. |
والذي يحز في نفسي أن أرى كل مشغول بالعيد لا تترك له الفرحة وقتاً لمواساة إخوانه وجيرانه وأقربائه ممن عاد عليه العيد وهو في بؤس أو حزن لفراق أحبة أو لنكبة حلت به، وأتمنى أن يعيش كل جذلان بالعيد بين الفرح والمواساة لهؤلاء ليحقق لنفسه المتعة في جو تحلِّق فيه النفس بعمل الخير والبر بالبائسين. |
أما ليلة القدر فخير ما يرفع فيها من دعاء ما ورد - اللهم إنك عفو كريم فاعف عني يا كريم - مع سؤال العفو والعافية الدائمة في الدنيا والآخرة. |
والمسلمون اليوم وفي هذه الأيام التي تحاول فيها قوى الشر محاربتهم بالمبادئ والشعارات المضللة من جهة وفي الوقت الذي تعتدي فيه الصهيونية الغادرة على أقدس بقعة باركها الله حول المسجد الأقصى ما أحوجهم إلى الدعاء من القلوب ومن الأعماق بأن يهبهم النصر والقوة وأن يؤلف بين قلوبهم لينالوا العزة والمجد الخالد ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.. وهذا الدعاء من القلوب العامرة بالإيمان والنفوس الخيرة إذا كان خالصاً لا شك أن فيه القبول وقد وعد الله بذلك. |
حقق الله الآمال. وأعز المسلمين بدينهم وهيأ لهم سبل الرشاد. |
ودعائي في ليلة القدر هو الدعاء الوارد "اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة". |
واستطرد: |
وكلما أقبل عيد من أعياد عمري بعد أن سرت في درب الحياة تجدني أعود إلى عهد الطفولة وأتحسس تصورات الفرحة تلك التي كنت أجدها في الحركة واللهو والمرح.. ومن خلال اللقاء بالأخوة والسلام على الأقارب.. والذي يؤلم حقاً هو النقص الظاهر في بعض العادات المحمودة وهي من وسائل البر وصلة الرحم.. وكل عام يمر تزيد الأفكار.. وتطفح المشاعر والأحاسيس بأنواع شتى من التخيلات لما يجب أن تكون عليه حالنا في نطاق البيت والأسرة ومن حولها هذا العالم الذي يضج بالتنافس من أجل الحياة في نطاق المادية بعيداً عن الروحية. |
أما فلسفة العيد فهي سامح، وواصل، وواسِ كل الناس. |
وبطاقة التهنئة التي أود صادقاً أن أوجِّهها بمناسبة عيد الفطر.. فهي إلى أم عاملة كادحة من أجل رفاهية وسعادة أولادها وبناتها الأربع الأيتام فهي تصرف ما تكسبه من كد يدها بما يدرُّه عليها عملها كخياطة. وتقوم بواجباتها المنزلية كأحسن ما يكون.. وبقدر ما عندها من تعليم محدود تشارك في مذاكرة دروس أبنائها.. |
هذه هي المدرسة التي عناها حافظ إبراهيم بأنها تعد شعباً طيب الأعراق. |
ولا أجد في سجل حالتي ما يستحق أن أسميه كشف حساب صادقاً لأعمال.. أو أفعال.. إنما هناك دروس كنت وما زلت أتلقاها من الحياة حتى إذا بزغ فجر أي يوم من أيام حياتي تجدني أعود القهقرى متذكراً ما نسيته ومقبلاً على مجهول لا أعلم عنه شيئاً.. وإن كنت مغروراً بأني على علم به كذلك الحال في الأعياد تذكر فيها الماضي بما فيه من طفولة ومرح وفرحة وتترحم على أصدقاء وأحباء وأعزاء كانت لك معهم ذكريات وغدوات وروحات.. وبين هذا وذاك تعيش الفرحة الحاضرة نسأل الله السلامة والعافية لك ولمن يعز عليك.. |
وما أتمناه في هذا العيد أن تعود القدس لأهلها.. وأن يعود المسجد الأقصى للمسلمين. |
وعن ذكرياته في العيد قال: |
في أحد الأعوام بعد عام 1350 هـ عاشت مكة ثلاثة أعياد في يوم عيد الفطر حيث كان قدوم الفيصل عندما كان نائباً لجلالة الملك من رحلة في الخارج مع قدوم عيد الفطر ومقدم المغفور له جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله حيث سجل أحد الشعراء هذه المناسبة في قصيدة منها: |
"ثلاثة أعياد" قدومك سالماً |
ومقدم "عيد الفطر" باليمن يطرب |
وعيد قدوم العاهل المنقذ الذي |
تميس به "نجد" وتفديه "يعرب" |
|
وكانت هناك زينات وكانت عرضات.. وكانت فرحة غامرة لسكان البلد الحرام. |
|