شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حديث مع سَائق قديم (1)
لقيته في متجره الصغير قانعاً بما يحصل عليه من كسب بسيط.. وكنت في انتظار دوري لأخذ حاجتي من بضاعته فلاحظت أن حديثه يدور مع أحد زبائنه عن السيارات والسواقين والحوادث التي تزهق الأرواح البريئة ولمست من خلال حديثه أنه كان سائقاً قبل ثلاثين عاماً وتنقل في العمل لدى شركات سيارات "السهالة" و"التيسر" وسيارات البريد التي كانت تجوب الجزيرة العربية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. حيث كان العمل في المهنة يتطلب أن يكون السائق ملماً بهندسة مكائن السيارات وإصلاح أجزائها حين ينقطع في الأماكن المقفرة.
فتدخلت في الحديث معه وسألته عن رأيه في أسباب كثرة الحوادث فأجاب على الفور بأن ذلك راجع إلى جهل السائقين وعدم تأكدهم من سلامة أجزاء السيارة.. ثم تهورهم بالسرعة واستعمال النور العالي في الليل. وذكر بأن أقل خلل في المساعدات أو الضوابط أو عجلة القيادة يجعل السيارة في حالة السرعة تفقد توازنها وينجم عن ذلك الانحراف أو الانقلاب وإذا حصل هذا في طريق رئيسي مسفلت فإن السائق يفقد السيطرة تماماً على السيارة وبذلك لا ينحصر الضرر على السيارة نفسها وركابها بل يتعدى ذلك إلى السيارات الأخرى التي تسير على الخط من الأمام والخلف وبعض الحوادث مهما كان المحققون فيها على درجة كبيرة من المهارة والدقة فإنهم لا يستطيعون تحديد الخطأ.. وكثيراً ما يؤخذ البريء بذنب المجرم.
قلت فهل من نصيحة تسديها بحكم خبرتك القديمة، فقال: نصيحتي إلى أقلام المرور أن تستعمل الدقة في إخراج رخص القيادة.. وفي تطبيق المخالفات بشدة وبدون رحمة.. حرصاً على أرواح البشر وأجسامهم.. ولا يكفي أن يعرف السائق القيادة والتعليمات المطلوب تطبيقها في حالة السير والوقوف.. بل لا بد من أن يطبِّق النظام الذي وضعته الحكومة للسائقين والسيارات.. فاللواري التي تقف على الطرق الرئيسية بدون أنوار خلفية كثيراً ما تعرِّض السيارات الأخرى لحوادث الصدم.. وطريقة الدخول والخروج من الملفات والمنحنيات لا بد من أن يطبِّق السائق التعليمات ويحاذر أشد الحذر.. وعند تخطي السيارات الأخرى على الخط لا بد من التأكد من خلو الاتجاه وخصوصاً على الطريق الواحد ذي الاتجاهين.. وعند الوقوف المفاجئ في حالة السرعة يجب أن لا يضغط السائق على الفرامل بقوة بل يحاول ذلك تدريجاً وذلك مما يخفف من حوادث الانقلاب. ثم قيادة السيارات بدون رخصة.. وبدون معرفة من أهم أسباب الحوادث.
قلت لا بد إذاً أن يجتاز السائق قبل حصوله على الرخصة امتحاناً شاملاً لكل هذه الأمور. فقال: إن نظام السير قد اشتمل على كل هذه الأمور وغيرها وحدد العقوبات الرادعة التي يتحتم على كل سائق أن يكون على علم بها.. فالمتعلم مطلوب أن يمتحن في كل المواد.. والأمي لا بد من أن يطبِّق ذلك عملياً عند الامتحان. وبذلك نحدُّ من تهوُّر السائقين وبالتالي تقلُّ الحوادث وأقلام المرور التي تبذل الدولة ما في وسعها لتنظيمها وتبذل الأموال لتأمين متطلباتها لأنها هي المسؤولة عن كل ذلك.
فأكبرت في الرجل غيرته وخبرته.. وتركته على وعد بأن أنقل حديثه للجمهور.. ولأقلام المرور لأنه من أساليب التوعية والتوجيه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :602  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 307 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج