الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

جندي المرور في الخارج بدون عمَل؟! ⁽¹⁾

مررت بكثير من الدول الأوروبية.. ودول حوض البحر الأبيض المتوسط. فراعني ما رأيته من كثرة السيارات.. وازدحام حركة المرور في الشوارع. وفي شارع "الشانزليزيه" بباريس خصوصاً يقف المرء مشدوهاً أمام حركات السيارات التي تنطلق كالسهام في صفوف متراصة أو متفرقة تزيد على العشرة على الاتجاه الواحد.

وعلى طول هذا الشارع الذي يقارب الخمسة كيلومترات طولاً، والذي يزيد عرضه على المائة متر.. لا تجد من جنود المرور إلا ثلاثة يقفون في الميادين الهامة ومفارق الطرق.. وكأنهم لا يعنيهم أمر السيارات.. أو المرور.

تعجبت من ذلك وسألت أحد المواطنين هناك عن عمل الجندي.. فقال هو الملاحظة وضبط المخالفات.. وهذه المخالفات على الرغم من شدة الحركة في الشارع الذي خصصت جوانب منه للمارة.. والذي يقصده السياح وزوار باريس.. بالإضافة إلى أنه مفترق الطرق بين أهم الجهات في باريس.. فإنه من النادر جداً أن تحدث فيه مخالفة.. والناس هنا.. يحبون النظام.. ويحبون المال. فحرصهم على المال يجعلهم يحافظون على النظام.. ويحترمون إشارات المرور وكذلك خطوط المشاة للمارة.

وهذا هو الذي شاهدته أيضاً في كثير من مدن أوروبا. وحوض البحر الأبيض المتوسط وبيني وبين نفسي قلت.. مساكين رجال المرور عندنا.. فالشوارع لدينا أصبحت ولله الحمد تضاهي أعظم الشوارع في الخارج.. لكن جنود ورجال المرور لدينا يعملون وتضيع جهودهم أمام تحديات السائقين.. وجهل أكثرهم بالنظام.. وكثيراً ما تلقى عليهم التبعات وينسى المخالف عناده.. وتحديه.. وضعف ضوابط سيارته. فالحوادث منشؤها الجهل بنظام القيادة أو السير.. بالإضافة إلى السرعة الجنونية كون السيارة ضوابطها ضعيفة.. أو بها تلف تظهر نتائجه عند السرعة أو الوقوف المفاجئ.

والظاهرة الأخرى الملموسة لدينا.. أنه كلما أحدثت ميادين في الشوارع.. أو مفارق الطرق طالب الناس بجندي للمرور.. وفي الخارج ما أكثر الميادين.. وما أكثر الشوارع الخلفية والعرضية.. وما أكثر المنعطفات وما أقل الجنود إذا قيسوا بجنود المرور الذين قد يبلغ عددهم المائة في شارع واحد رئيسي بمكة.. من الششة.. إلى جرول.

ولهذا أقول أننا في حاجة إلى توعية وفهم وحسن إدراك.. فقد وضعت المؤشرات بكل سيارة.. ولا بد من أن تكون دائماً صالحة للعمل.. وإشارات المرور يجب احترامها والقيادة كما يقولون فن.. وحكمة. ولا بد أن يكون كل سائق جندي مرور يحافظ على نفسه وغيره.

أما جندي المرور لدينا.. فكان الله في عونه. وإن كان في حاجة إلى مزيد من التوجيه والتعريف بنظم المرور.. ورفقاً بالأجسام والأرواح أيها السائقون..