شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أسبوع المرور.. والسلامة من الحوادث (1)
نعيش أسبوع المرور، ونقدر لسموِّ وزير الداخلية وسموِّ نائبه المعظمين هذه الجهود الجبارة التي طورت أجهزة الأمن ورفعت من مستويات رجاله كفاءة وتعليماً وتطبيقاً، والتوعية التي يقوم بها رجال المرور وتساعدهم أجهزة الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفاز كل أهدافها تطوير مفاهيم الناس سائقين ومشاة، طلبة وطالبات لغرض السلامة وحفظ الأرواح والأجسام من الحوادث وللوقاية وحدها باتباع النظام. فشكراً لسموِّ وزير الداخلية وتقديراً لسموِّ نائبه، ومرحباً بجهود رجال المرور تخطط وتنظم، تسهر لينام الناس، وتعمل ليستريح الناس. بالنظام وتطبيقه.
والخطوة التالية التي ننتظرها هي وضع مخطط يرحم الناس من الحوادث فماذا نطلب من الحكومة وقد نظمت وخططت وفتحت الشوارع وسهلت السبل، وأمنت الناس لكن السرعة والطيش ورعونة بعض السائقين واستهتار البعض الآخر جعل من كل هذه التسهيلات سبباً لسلوك طرق الموت. والموت المرعب المخيف. قد تجدي التوعية وتفيد من كان له قلب. ولكن لا بد من فرض العقوبة الرادعة الزاجرة دون تساهل ودون رحمة. فمن أمن العقوبة أساء الأدب، إن الحكومة رحيمة بشعبها والمسؤولين عطفهم لا ينكر وتسامحهم من صفاتهم المحمودة. لكن الذي نرجوه أن يعاد النظر في تطبيق العقوبات والقاسية منها بحق كل سائق تسبب في إصابة أو كسر أو وفاة. فلقد استسهل الناس أمر جمع الديات والاتفاق مع أقرباء المصابين أو ورثة المنكوبين أثناء غيبوبتهم في متاهات الآلام. باسم القضاء والقدر.. ثم يأتيك من يراجع عن فاعل الحادث يطلب العمل على إطلاق سراحه بحجة أن أمه باكية وأطفاله في الدار في بؤس وحسرة دون نظرة أو تفكير في حال عائلة المصابين في الوقت نفسه.. فربما فقدوا فتى يافعاً أو رب أسرة خلف أيتاماً أو طفلاً أو طفلة كانا شمعة بيت أبويهما. باسم هؤلاء أتقدم إلى المسؤولين في أسبوع التوعية بأن لا يرحموا أمثال هؤلاء وأن يطبِّقوا العقوبة مهما بلغت مدة السجن ومهما كانت حالة السائق الاجتماعية من اليسر. فلقد بلغ عدد المصابين في عطلة الفطر وحده على امتداد خطوط الأسفلت بين الرياض والظهران، والرياض والمدينة، والمدينة وجدة، والمدينة ومكة والطائف ما يقارب المائتين أكثرهم سار إلى رحمة الله.
وبعد العقوبة لا بد من سحب رخصة القيادة وعدم السماح بها مطلقاً لكل من حصل منه حادث أدى إلى كسر أو وفاة.. وبدافع الغيرة أيضاً لا بد من وضع حد لتهوُّر الشباب الأرعن الذي يحاول تعلُّم القيادة ويسير داخل المدن وكأنه في ميدان سباق السيارات.
وإذا تعرض طفل بريء أو عجوز حطمته السنون.. لا يجد مفراً من إلحاق الضرر بأيهما إن لم يتسبب في القضاء وإزهاق روح أحدهما.. ثم يعزو ذلك إلى القضاء والقدر.. ويأتي من يتشفع ليجعل الذنب على من تعرَّض للسيارة وبأن هذا أمر الله، والمفروض أن يعقل الإنسان الأمر ويتدبر ثم يتوكل. صحيح أن الموت من أمر الله والحياة من أمر الله لكن الدين منع أن يكون الموت بالانتحار بأن يلقي الإنسان بنفسه من شاهق أو يرمي بنفسه في البحر أو يزهق روحه بسكين أو غيرها.. فكل هذه الأمور من فعل الإنسان لكن فاعلها في النار..
ومثل هؤلاء من يتمركز خلف مقود السيارة ويدعها تطير من السرعة.. ثم لا يتمالك نفسه ولا سيارته عند وقوع أي حادث فيقع في المحظور. وتزهق الأرواح ويتيتم الأطفال. ويعيش من خرج من الحادث بعاهات دائمة تذكره مدى حياته بهول الحادثة.
ورجال المرور نصيحتي إليهم بأن ينفذوا التعليمات دائماً وعلى مدار العام فلا فائدة من أن يظل الجنود والعرفاء في نقط المرور طوال العام لا يتحركون إلا عند وقوع الحادث، ولا يطلبون التفتيش عن الرخصة والاستمارة إلا مرة أو مرتين في العام. بينما المفروض أن يؤدوا واجبهم على الدوام للردع والمنع والجزاء.. فالكل يعلم أن الأوامر صدرت بمنع ركوب الرديف على (الموتوسيكلات) لكننا نشاهدها تمر أمام الجنود برديف أو رديفين وكأن لا يعنيهم من أمرها شيئاً.
لا نريد أوقاتاً مخصصة للنظام بل نريد تطبيقه على كل شخص وفي كل وقت. وبذلك يحقق رجال المرور أمل المسؤولين وعلى رأسهم سموُّ وزير الداخلية وسموُّ نائبه المعظمين.. وفقهما الله. وسدد خطى العاملين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :600  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 305 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.