شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هل تنجح فكرة الكراجات؟! (1)
أسفَل العمارات..؟
صحيح أن الأفكار المتطورة تدعو بلادنا ومواطنينا إلى الأخذ بكل جديد مفيد.. رأته الأعين في الخارج.. لكن هذه الأفكار أو التطلع إلى تطبيقها دائماً يتم من زاوية واحدة.. ومثال ذلك الاقتراح الذي تنادي به أقلام المرور من إنشاء "قراجات" بسفل العمارات الكبيرة الحديثة.. ومعذورة هذه الإدارات فهي تحاول إيجاد مخارج لأزمات ضغط السيارات على الشوارع الرئيسية والفرعية.. وعلى المواقف المعدة للسيارات.. لكن الأمر لا ينحصر في المنطقة فقط.. بل أبعد كثيراً من ذلك من نواحٍ عدة.. أهمها أن عمارة ما.. تقام بشارع رئيسي في البلدة.. يطمع مالكها أو بانيها الذي ضحى بمبالغ كبيرة لإقامة المبنى إن لم يكن قد اشترى الأرض بقيمة خيالية.. ويتطلع هذا المالك إلى الربح الذي بنى خياله قصوراً من الآمال.. قبل بناء عمارته.. وذلك بإنشاء دكاكين تحتها "بدرونات" يستفاد من تأجيرها كمخازن تدرُّ على المالك أرباحاً وفيرة.. وهل يستجيب المالك لعمل قراجات بدلاً من الدكاكين والمخازن.. وإذا كان ربحه المؤكد الحصول عليه يزيد أضعافاً على تركه عنابر أو قراجات لسيارات سكان العمارة.
ثم هناك طبيعة الأرض.. ومدى استعدادها لعمل هذه "القراجات".. فإن كانت رطبة مائية كما هي الحال في مدينة جدة وغيرها من المدن الساحلية.. فإن ترك السفل فارغاً يتطلب تدعيماً قوياً للأساسات والأعمدة والقواعد والجسور وقد يتطلب هذا صرفيات غير متوقعة لصاحب العمارة قد تفيده هذه الصرفيات في إنشاء طوابق أكثر.. تدرُّ أرباحاً هي أكثر بكثير مما هو متوقع الحصول عليه من قراجات السيارات.
ومكة المكرمة شرَّفها الله.. أكثر أراضيها جبلية صلبة وخصوصاً بعد أخذ مساحات كبيرة من الأراضي التي كانت عليها المساكن لتوسيع الشوارع.. ولذا فإنه من المتعذر إحداث "قراجات" أسفل العمارات الحديثة داخل البلدة.. وإن أريد ذلك فبدفع المبالغ الكبيرة التي قد تربو على مصاريف إقامة عمارتين كبيرتين.
وإن وجدت عمارات وافق مؤسسوها على عمل قراجات داخل البلدة باعتبار أنها تقع في أطراف البلدة أو في شوارع خلفية لصلاحية أرضها لذلك فإن مجرد الموافقة هذه لا تعتمد عليها إلا إذا أمكن الإشراف على مخططات هذه العمارات.. وعمل المنيعات الفنية.. لتلافي الأخطاء والأخطار.. وما أكثر ما سمعناه عن تهاون الجشعين وعدم اهتمامهم بالأساسات وتدعيمها.. حتى تعرضت بعض العمارات الكبيرة في المدينة.. ومكة وغيرها.. إلى تصدع أو انهيار. أو تشقق.. ما حدا بالجهات الحكومية إلى اتخاذ ضمانات أكثر كفالة لسلامة المواطنين.. وهذا أمر يجب الأخذ فيه بعين الاعتبار ودراسته دراسة مستفيضة إذا أريد إنشاء "القراجات" بسفل العمارات.
ويأتي بعد هذا أخذ الاحتياطات للسلامة من الحريق.. فالسيارات بداخلها البنزين.. وأسلاكها معرضة لأي "التماس كهربائي قد يسبب حريقاً أو التهاباً.. ثم تدفق أي بنزين أو تعبئة السيارات به داخل القراجات المكتومة أسفل العمارات.. قد يسبب ذلك حدوث حريق.. إن لم تكن هناك وسائل مكافحة حديثة موضوعة بهذه القراجات.. فإنه سيعرض حياة سكان العمارة للخطر - إن لم يمتد إلى العمارات المجاورة..
أنا لا أنادي بإلغاء هذه الأفكار. فإنها مفيدة وقد تكون ناجحة.. إذا درست جميع جوانبها.. وكانت تتماشى مع طبيعة أرضنا.. أما الحكومة السنية فإنها دائماً وراء كل نافع صالح.. سدد الله الخطى..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :698  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 301 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.