شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حاجتنا إلى بنك عقاري! (1)
نشرت هذه الصحيفة أن لجنة برئاسة أمين العاصمة تبحث طريقة تعمير الخرائب في مكة.. بعد الاتفاق مع أحد البنوك لتمويل المشروع مقابل استيفاء ثلاثة أرباع الواردات بعد التعمير ويعطى المالك الربع..
وقد كانت تراود مخيلتي فكرة الكتابة عن حاجتنا إلى (بنك عقاري) تُسْهِمُ فيه البنوك والدولة والأفراد ليقوم بإصلاح وتعمير الدور المخربة في المدن الهامة.. والتي تقع في أماكن لها قيمتها الاستغلالية.. كالمناطق التجارية في قلب المدن والدور المحيطة بالحرمين الشريفين التي يدرُّ استغلالها ريعاً وفيراً..
والضمان هو الأساس للالتزامات بين الطرفين المالك والمموِّل.. وخير ضمان لعمليات التمويل هو وجود هذه الأماكن في مناطق حساسة لها قيمتها من حيث الدخل.. وما أكثر دور الأوقاف الخربة المنتشرة في أنحاء متفرقة.. وللمنازعات بين الورثة والمستحقين تترك هذه الأماكن الخربة مشوِّهة لمنظر البلدة.. ولو استغلت ببناء عمارات كبيرة وخصوصاً حول الحرمين الشريفين.. فإن ذلك من باب الإسهام في رفع دعائم النهضة العمرانية الحديثة.. وما أحوجنا إلى ذلك.. وإلى تأسيس هذا البنك وفق الله العاملين.
مسؤولية إنشاء المبَاني
يتحمل المهندسون الفنيون قديماً وحديثاً مسؤولية إقامة المباني وتصميمها، وسواء كان المهندس فنياً بالخبرة أو الدراسة فقد كان هو المتصرف في الإشراف على تنفيذ عمليات البناء ولا يقبل أن يتدخل صاحب العمل في شؤونه.. والسمعة الحسنة والدعاية الطيبة كانتا الرصيد الذي يحصل عليه المهندس، هذا قديماً عندما كان البناء بالحجر والطين والطوب البلدي، والطوابق لا تزيد على الأربعة وإن زادت فببعض المنافع للأسطح وغرف النوم العلوية وهي ما كانت تعرف "بالمبيعات".
وعلى الرغم من قلة تحمُّل الجدار للطوابق المتعددة إلا أنه كانت الاحتياطات شديدة ودقيقة فلا تزاول المهنة إلا الأيدي الماهرة بعد نحت الحجر الصلد وتحضير المونة.. وفي الأساسات ومباني الدور الأول تكون القوة والمتانة وضخامة الجدران ثم يخف التحميل تدريجاً حتى تبنى آخر الأدوار بالطوب البلدي المحروق لتخفيف الحمل على ما تحتها.
واليوم وفي عصر الإسمنت والحديد استهان الناس بالأمر اعتماداً على هذين العنصرين.. بحجة احتوائهما على القوة والمتانة..
ويبدو أن مادتي الإسمنت والحديد أصبحتا تعطيان الناس شهادات بالهندسة.. والمقاولة.. وكأن الهندسة لم تكن مواد تدرَّس في الكليات والجامعات.. فبعض ملاك المباني أخذوا يمارسون مهمة الإشراف بأنفسهم على إنشاء عماراتهم بالاعتماد على خبرتهم في خلط الأسمنت وتركيب الحديد.. مع أن الإشراف الفني أهم بكثير من وضع المخططات.. مخطط له أطوال وأبعاد يمكنك تطبيقها وتنفيذ العملية على دية قطعة أرض.. لكن العمارات الكبيرة أو الأساسات التي توضع على أمل إقامة طوابق كثيرة عليها لا بد من أن يسبق إقامتها اختبارات لموقع الأرض ومعرفة درجة تحمُّلها لضغط المباني وهل هي رخوة أم صلبة.. جبلية أم رملية.. والحديد ومقاساته له دراسات خاصة للتسليح وأي خطأ قد يرتكب يتسبب عنه ضعف عمود أو قاعدة تتسبب في تصدع أو انهيار المباني.
والرمل والخرسانة لا بد من أن يكون اختيارهما فنياً فلهما ضلع كبير في العملية.. ثم القياس الفني لنسب الخلطة.. وأخيراً الماء وصبه في أوقات محددة وبطريقة تكسب الخرسانة المسلحة مناعة أخرى بالإضافة إلى قوة الحديد وكثافة الإسمنت. ولا بد من الخبرة الفنية إذاً لتطبيق وتنفيذ هذه المراحل. لأن الأمر ليس من السهولة بمكان..
وقد يقول القارئ لفكرتي هذه إنني أفتح الباب لمصلحة المهندسين الفنيين.. لكن الحقيقة أنني أذكر كل صاحب عمارة بأن لا يستهين بالأمر وأن عليه أن يعقل ويتوكل.. فالضمان في الدقة والسلامة في وضع الأمور في نصابها.
وإذا تحمَّلنا هذه المسؤولية كاملة أمكننا أن نضيف إليها مسؤولية البلديات في الرقابة والإشراف الفني على التسلح والأساسات. فعلى المالك من المسؤولية الجانب الأكبر.. وعلى البلديات جانب من هذه المسؤولية حددها له العرف الدولي وتسير بموجبه في بلادنا وجميع بلاد العالم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :631  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 300 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج