شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رسائل مخزية..! (1)
ظاهرة غريبة يمقتها ديننا ومجتمعنا وتقاليدنا العربية، بدأت تظهر على صفحات الجرائد بنشر رسائل مخزية من فتيات وسيدات قيل إنهن سعوديات، وأنا أجزم بأنهن دخيلات على مجتمعنا الذي عرف عنه الغيرة والشرف والإباء، هذه الرسائل تستفتي عن أمور الحب والزواج والمشاكل الزوجية، ومن المؤسف جداً أن تنشر هذه الرسائل بما احتوت عليه من أمور خطيرة تهدد مستقبل الأسرة في هذه البلاد المسلمة التي أخذ التطور فيها بتعليم البنات لأداء رسالتهن التي حددها الدين الإسلامي للنهوض بالمجتمع وهي التعرف على أمور الدين ورعاية الأسرة والأولاد في حدود ما نص عليه الكتاب الكريم والسنّة النبوية.. وهذه التعاليم السمحة تتماشى مع كل تطور وتصلح لكل زمان ومكان فلم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها.
إننا شعب مسلم نبع من أراضينا نور الهدى وقد عنيت الحكومة السنية بتعليم البنات لتعرف المرأة السعودية واجبها ولتواكب تطور العالم في ظل الحفاظ على تقاليدنا العربية الموروثة، وعلى هدى تعاليم الدين الحنيف، والفتاة العربية المسلمة متمسكة ومحافظة على شرفها وكرامة أسرتها وبلادها، وهي بكل ذلك بعيدة عن الانزلاق في تيارات التحرر والمدنية الزائفة ولها من دينها وعفتها ما يحميها من هذا الانزلاق، فالاستفتاء عن الحب والزواج والمشاكل الزوجية كلها أمور عمد إليها دعاة التحرر والانحلال في بعض الأقطار التي انجرفت في تيار المدنية.
ولقد لفت نظري رسالة نشرت بجريدة البلاد العدد (2625) الصادر يوم الأربعاء 23/2/1387 هـ. وعلى الصفحة الرابعة في باب (حصاد القارئ) وتحت توقيع القارئة (ع. م. هـ) تعرض فيها على الزميل الدكتور عبد الله مناع بالذات مشكلتها التي تتلخص في أنها فتاة.. في مقتبل العمر.. رغب أهلها في تزويجها من ابن عمها.. لكنها ارتبطت بصداقة وثيقة بشاب آخر عندما كانت تزور شقيقتها خارج الوطن، وليس بإمكانها أن تحطم أمل من اختاره قلبها، وتأمل أن تجد من الأخ الدكتور مناع حلاً يريحها أو يهديها إلى الطريق الأسلم والصحيح.
وأجاب الدكتور المناع موجهاً ومستعرضاً أموراً عائلية ما كان يجب أن تنشر على صفحات الجرائد. وكان يكفي أن لا يلفت إلى هذه الرسالة مطلقاً.. أو أن يجيب عنها بطريق البريد مؤنباً هذه الفتاة وموجهاً بأن تقاليدنا الإسلامية تحرِّم على الفتاة أن تخرج على طاعة ولي أمرها الذي أعطاه الدين الصلاحية في تزويجها بمن يرتضي دينه وأمانته وحفظ لها حقوقها بأخذ الرأي، أما الحب وأما الاتصال بين الفتاة والشاب فذلك ما يمنعه الدين، وإن أخذت بعض البلاد التي غزاها الاستعمار بهذه العادات فذلك أمر يحرص أعداء الدين على محاربة الدين به تحت اسم التطور وتحرير المرأة، ووراءه ما وراءه من المفاسد والأضرار.
وفي العدد (886) من جريدة عكاظ الصادر يوم السبت 26/6/1387 هـ وعلى الصفحة السادسة في باب (مشاكل القراء) رسالة من شاب يسأل عن الحب وهل هو شرط أساسي قبل الزواج، ورسالة من سيدة لها ولدان وبنت من زوجها المتوفى لمستفتٍ هل تقبل الزواج ممن تقدم لطلب يدها أم لا؟. وعلى الصفحة نفسها رسائل أخرى عن معاملة الزوج وعن بعض التصرفات الصبيانية. وعن أمور ما كان يجب أن تنشر ليقرأها فتيات المستقبل فتميل، بأفكارهن وآرائهن إلى أمور هن أحوج إلى البعد عنها.. للانصراف إلى التعليم الصحيح.. وإلى الحفاظ على مكاسبنا الكريمة الموروثة والمنبثقة من تعاليم ديننا ومفاخر عروبتنا.
إنها الغيرة على مجتمعنا دفعتني لأن أعلِّق.. وأن أرجو أن تجنَّد الأقلام للتوجيه الصحيح الهادف البناء.. وإلا فويل لمجتمعنا من هذا الانزلاق.. وقانا الله شره. وإذا كان لا بد من الفتوى فرجال الدين والشريعة هم المرجع، وليست صفحات الجرائد، والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :788  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 298 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج