فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
كيف نوفّر اليد العاملة للمصَانع؟! (1) - 2 - في نقاش دار بيني وبين بعض الأخوان عما كتبته عن واجب الأثرياء نحو تصنيع بلادنا.. بادرني أحدهم متسائلاً عن موضوع مشاكل عدم الحصول على اليد الفنية العاملة.. وهذا ما يشكو منه الكثير من أصحاب المصانع والمقاولات والورش وغيرها.. حيث يستقدمون أو يتعاقدون مع عمال غير سعوديين من أي قطر كان.. وإزاء الحاجة إلى هؤلاء من غير السعوديين. يتحملون منهم الكثير خوفاً من تعطيل أعمالهم.. وعلى الرغم من أن نظام العمل والعمال وتعليمات الاستقدام وضعت حماية لمن يستقدم أصحاب خبرة من الخارج.. تحول دون تمكين المنافسين من إغراء شخص ونقل خدماته إلى منافس آخر.. إلا أنه كثيراً ما يتم التحايل بعودة الشخص لبلاده.. ثم يعود مستقدماً لمنافس آخر.. وعندما يكتشف الأمر تطبّق التعليمات؟! واستمر محدثي يشرح بحكم خبرته الصعاب التي يعيشها أصحاب الأعمال من قلة اليد الوطنية العاملة.. ولهذا فقد طلب مني أن أناقش موضوع أو طريقة إيجاد اليد العاملة.. وبعد ذلك يمكن للمصانع أن تقوم على أكتاف المواطنين.. أما أن نؤسس المصانع وتبقى تحت رحمة أرباب الخبرة الأجانب تتأرجح مصائرها بين المد والجزر فهذا على ما أعتقد هو من أسباب إحجام، أو تكاسل بعض أصحاب رؤوس الأموال عن الإقدام على تأسيس المصانع.. قلت يا صديقي إنني لا أكذب إذا قلت لك إن أثرياءنا يفكرون ولا يخططون أو بعبارة أصح يفكرون بعقلية "إذا ضمنت لي الربح مقدماً.. وضعت قرشي في مصنع أو شركة". وهذا غير مجد.. في عصر الصناعة والبناء.. ولا تكون الاستفادة المضمونة إلا إذا كان التخطيط لأي عمل صناعي صحيحاً ومبنياً على دراسة وفهم وخبرة. إن وضعنا كدولة نامية توافرت لها كل مقومات التقدم في سنوات تعد على الأصابع بفضل جهود الحكومة.. وبالتعليم الذي فجرت الحكومة مناهله حتى غزت المدارس القرى والأماكن النائية حيث بدأت الثمار تظهر وتجني فوائدها.. فإننا نعتبر عهداً يعيش بيننا شيوخه.. والمخضرمون من رجاله لكنهم لم يألفوا الصناعة، ولو دفعت الذي يستطيع العمل منهم إليها لطلبت منه المستحيل. وعهداً آخر يتدافع الشباب والفتيان فيه بالمناكب لطلب العلم، وصحيح أن قوام الصناعة هو اليد العاملة.. وهذه الأيدي العاملة إذا لم تكن على قسط من العلم والمعرفة كانت وبالاً على المصانع.. فما الفائدة إذا كانت الآلات تحتاج إلى عامل متعلم يفهم قراءة "الكتالوجات".. أو على الأقل يفقه الأصول والتعليمات التي يتلقاها أثناء التدريب ليطبِّق ذلك في عمله.   [1] نشرت بجريدة (الندوة) 18/11/87 هـ.
طباعة تعليق  القراءات :639  التعليقات :0
صفحة 296 من 414

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج